الوطن

غش جماعي يطغى على اليوم الثاني من "البيام" و"الفايسبوك" يصنع الحدث

رغم سهولة المواضيع التي امتحن فيها التلاميذ لحدّ الآن

    • الأساتذة متهمون بالتساهل مع الغشاشين وتركيب أجهزة التشويش الكذبة الكبرى

    • دعوات للوصاية من أجل التحرك العاجل لحماية "باك" من الغش

 

تصاعدت يوم أمس تسريبات مواضيع امتحانات شهادة التعليم المتوسط "البيام" عبر الفضاء الأزرق انطلاقا من صفحات "الفايس بوك" إلى تسجيل تناقل الاجابات طوال فترة الامتحان، ما جعل ظاهرة الغش يوم أمس عامة ومتاحة للجميع بالرغم من إجماع التلاميذ والأساتذة على سهولة المواضيع وخلفت حالات الغش استنكارا قويا لدى أولياء التلاميذ والنقابات في ظل توجيه الاتهامات إلى الأساتذة الحراس بالتواطؤ في الغش واعتبار ذلك خيانة أمانة، على اعتبارهم ساهموا في ترك الممتحنين يغشون عن طريق هواتفهم.

قال الناشط التربوي كمال نواري أن المواضيع كانت في متناول الممتحنين والذي حضر للامتحان جيدا يتحصل على الشهادة بمعدلات مرتفعة، قائلا " أنه وما ميز هذه الدورة هو زيرو تسريب أي لم ينشر أي موضوع قبل توزيعه على المترشحين وما نشر فهي مواضيع الامتحان ساعة إجراءه"، وسجل المتحدث عدم نقص في الحراس مشيرا انه تم تغطية النقص بالحراس الاحتياطيين، في وقت سجل فيه نقص في الملاحظين في بعض المراكز.

يأتي هذا فيما تم تسجيل وفي اليوم الثاني من "البيام" تناقل المواضيع عبر صفحات التواصل الاجتماعي انطلاقا من قاعات الامتحانات باستعمال الهواتف النقالة بحثا عن حلول من خارج القاعات، حيث تجاوب أشخاص عدة مع الممتحنين حيث قدموا لهم الحلول على غرار ما تم مع مادة التاريخ بخصوص الأسئلة المتعلقة بجمعية العلماء المسلمين ومجاز 8ماي والجنة الثورية الموحدة، مع العلم أن الغش شوهد أيضا في مادة الرياضيات حيث تم تداول صور عن المواضيع على "الفايس بوك" حيث طالب التلاميذ حلول للتمارين المقدمة، مع العلم أنه عرفت امتحانات اليوم الثاني شهادة التعليم المتوسط "البيام" أسئلة سهلة حيث امتحنوا في مادة الرياضيات والاجتماعيات "تاريخ وجغرافيا " ومادة الإنجليزية وبالرغم الإجراءات الصارمة التي اتخذتها وزارة التربية لإنجاح وتفادي الغش وتسريب المواضع أثناء الامتحانات الرسمية وتكرار ما حدث في امتحان.

واستنكر الناشط التربوي ذاته حالات الغش المسجلة موضحا أن التسريب للمواضيع كان بعد توزيعها على الممتحنين مسجلا حالات غش بكثرة ولهذا طالب بمعاقبة كل من كان سببا في نشرها في الفايسبوك مهما كان موقعه سواء أستاذ أو رئيس مركز.

واتهمت جمعيات أولياء التلاميذ الاساتذة الحراس بالتوطئ في الغش وتم اعتبارها خيانة امانة، على اعتبارهم ساهموا في ترك الممتحنين يغشون عن طريق هواتفهم محذرين من تدمير البنى التحتية للمجتمع وتدمير الامة بتدمير التعليم كما حذروا من تدمير نفسية المتمدرسين بهذه التصرفات الصبيانية والانانية التي تعلهم عدم الاتكال على النفس والبحث عن الحل السهل للانتقال.

وتخوف الأولياء من تكرار سيناريو الغش في امتحان شهادة البكالوريا ودعوا وزارة التربية إلى اعتماد تدابير أكثر صرامة مع فتح تحقيق معمق للإيقاع بكل المتورطين ومعاقبتهم لمنع تكرار ما يحدث، خاصة وأن أطراف تقوم كل سنة بذات السيناريو ما يجعل الشكوك أن العملية مدبرة هدفها المساس بسمعة الامتحانات الرسمية.

هذا فيما دعت كل من  نقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين "الانباف" والنقابة الوطنية لعمال التربية "الاسنتيو" ومجلس "الكنابست" ونقابة "الستاف" وزارة التربية الى  اتخاذ وزارة التربية التدابير اللازمة لحماية الامتحانات الرسمية من مثل هذه الفضائح التي اضحت تتكرر سنويا مشككة في صحة الاجراءات المتخذة بخصوص اجهزة التشويش على اعتبار ان الغش كان عبر الفضاء الازرق وليست بالطريقة التقليدية على اعتبار ان اجهزة التشويش التي تحدثت عنها الوزارة، و التقنيات المتطورة التي تم اعتمادها بالتنسيق مع وزارة الدفاع، ليست الا  حبر على ورق و للاستهلاك الاعلامي  فقط، خاصة انه  المستحيل تطبيق هكذا إجراءات بين عشية وضحاها، فتجسيدها ميدانيا يتطلب ميزانية كبيرة يصادق عليها مجلس الحكومة و يتم تحضيرها سنتين على الاقل قبل الشروع فيها يقول ممثل "الاسنتيو" يحياوي قويدر.

 

    • بلعابد يشيد بتجند الأساتذة

 

هذا وشدد وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، على محاربة كل من يحاول المساس بالامتحانات الرسمية حيث قام أمس الإثنين 10 جوان 2019، بزيارة خاطفة إلى مركز إجراء امتحان شهادة التعليم المتوسط الخاص بالمترشحين من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك بمتوسطة "العاشور الجديدة" التابعة لمديرية التربية للجزائر غرب.

وبعد استقبال الوزير عند وصوله إلى المركز من طرف مديرة التربية للجزائر غرب، استهلت الزيارة بمعاينة قاعة كان متواجد بها مترشح واحد مكفوف، وفق ما هو منصوص عليه قانونا، يُمتحن في مادة الرياضيات وكان رفقة أستاذة من التعليم الابتدائي سُخّرت لقراءة أسئلة موضوع الاختبار عليه، أما فيما يخصّ الإجابة، فقد اختار هذا المترشح استعمال طريقة البراي الشيء نفسه لوحظ مع مترشحة في القاعة المجاورة، أما بالنسبة للمترشح الثالث الذي زاره الوزير في قاعة أخرى، فقد اختار، بدل الإجابة عن طريق البراي، إملاء الإجابات على الأستاذة المسخّرة لهذا الغرض وتقوم بكتابتها على ورقة الإجابة، كما اغتنم الوزير هذه المناسبة للقيام بزيارة إلى قاعة الأساتذة حيث تطرّق مع الأساتذة الحراس إلى ظروف سير الامتحانات المدرسية الوطنية، مشيدا بتجندهم وبدورهم الهام في مثل هذه الامتحانات وسهرهم على تحضير التلاميذ من الجانب التحصيل العلمي والنفسي حتى، لما لديهم من خبرة طوال مسارهم المهني.

سعيد. ح

 

من نفس القسم الوطن