الوطن
مواضيع "السنكيام" لم تسلم من التسريبات والأسئلة المزيفة تصنع الحدث
ترويج واسع لها على صفحات الفايسبوك وبلعابد يتوعد بالعدالة للمتورطين
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 29 ماي 2019
• اعتراف بنقص جهاز الرقابة وإجراء استثنائي لحماية "البيام" و"الباك"
• انطلاق عملية التصحيح بداية من الاثنين والنتائج منتصف جوان الداخل
اجتاز، أمس، أزيد من 800 ألف تلميذ امتحانات نهاية مرحلة التعليم الابتدائي "السنكيام" في ظروف غير عادية، بعد أن برزت أطراف من جديد لتحاول تعكير صفو الامتحانات الرسمية، من خلال تداول، عشية الامتحان، مواضيع على أنها سربت من الديوان الوطني للامتحانات، قبل أن يكتشف الأولياء أنها مزيفة، هذا ولم تكتف تلك الأطراف بترويج إشاعات المواضيع المزيفة، بل تعدت إلى غاية تسريب المواضيع التي قدمت للممتحنين على صفحات الفايس بوك مباشرة بعد توزيعها عليهم في الأقسام صبيحة أمس، قابلها وعيد من وزير التربية الذي أكد أنه سيتم إيقاع جميع المتورطين وجرهم إلى أروقة العدالة.
عمدت جهات غير معروفة، منذ فجر أول أمس، إلى العمل على تغليط التلاميذ وأوليائهم من خلال ترويج المواضيع المزيفة الخاصة بامتحان "السنكيام" عبر شبكات التواصل الاجتماعي "الفايس بوك"، ليقضي الأولياء ليلة بيضاء بين مشكك في صحتها ومطالب بالحلول لتقديمها لأبنائهم، قبل أن تنشر في الصبيحة وبعد الدقائق الأولى من انطلاق الامتحان الرسمي المواضيع الحقيقة.
• الوزير: أطراف تريد الإساءة للامتحان والتشويش على التلاميذ
وعلق في هذا الشأن وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، خلال ندوة صحافية على هامش انطلاق امتحان السانكيام من ولاية النعامة، قائلا "إن موضوع اللغة العربية الذي امتحن فيه التلاميذ صبيحة أمس تم نشره على "الفايسبوك"، مشيرا أن هنالك قوى تريد الإساءة للامتحانات، حيث قامت بنشر موضوع اللغة العربية على مواقع التواصل الاجتماعي بأدوات ممنوعة الاستعمال بمراكز إجراء الامتحان.
واعتبر الوزير أن هذا الأمر يؤدي إلى التشويش على الامتحان والإساءة إليه والإضرار بمعنويات المترشحين، خاصة في هذا السن، مذكرا في ذات السياق أن هنالك البعض من الأطراف قامت بنشر مواضيع على الفايسبوك وهي مواضيع مفبركة وغير صحيحة لا يجب اتباعها، وقال الوزير: "لا خوف لأن السنة الدراسية انتهت في ظروف مستقرة".
وتوعد الوزير هذه الأطراف بالرد عليهم بالقانون، مشيرا "إن هنالك إجراءات اتخذت وسيتم التعرف عليهم بفضل أجهزة نصبتها الدولة تابعة لمكافحة الجريمة الإلكترونية، وهو ما يؤدي إلى مواجهة الفاعلين قانونيا وجرهم نحو أروقة العدالة على أن يتم تفعيل الرقابة بحدة خلال الامتحانات المقبلة، على عكس امتحان شهادة التعليم الابتدائي، بالاستعانة بأجهزة نصبتها الدولة تابعة لمكافحة الجريمة الإلكترونية.
وأضاف الوزير أن جهاز الرقابة لم يفعل كثيرا في امتحان "السانكيام" وسيُفّعل بحدة في الامتحانات المقبلة ويتحمل كل شخص مسؤوليته. كما أنه سيتم تفعيل إجراءات ردعية وتدابير استثنائية في امتحان البكالوريا، واتخاذ إجراءات عقابية ردعية.
وفي شأن الحرك الشعبي وما تعرفه الجزائر منذ أشهر، قال الوزير أن البرنامج الدراسي لم يتضرر بهذه الظروف، حيث تم وضع آليات مكيفة لإتمامه.
هذا وأعطى أمس وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، من المدرسة الابتدائية الشهيد بلغزالي محمد ببلدية النعامة، الإشارة الرسمية لانطلاق امتحانات نهاية الطور الابتدائي للموسم الدراسي 2018/2019، وحضر عملية فتح أظرفة أوراق أسئلة امتحان اللغة العربية بنفس المدرسة على الساعة التاسعة صباحا، كما اطلع على الظروف التي يجري خلالها امتحان شهادة نهاية مرحلة التعليم الابتدائي عبر بعض مراكز الامتحان، وتفقد مؤسسات تربوية بعاصمة الولاية، ستستلم مع بداية الموسم الدراسي المقبل، وهذا قبل أن يغتنم الفرصة ليذكر بأنه سيتم تطبيق إجراء خاص بذوي الاحتياجات الخاصة الذين إذا لم يتحصلوا على النجاح في الامتحان، وهذا باحتساب نقطة التقويم المستمر ليتمكنوا من النجاح كنظرائهم من التلاميذ.
• مواضيع سهلة ولكن..
وعرفت الأسئلة التي قدمت لأزيد من 800 ألف مترشح لهذه الامتحانات برسم السنة الدراسية 2018/2019 أسئلة سهلة رغم مخاوف الأولياء في مادة العربية من الجزء الخاص بأقلام بلادي، على اعتبار أن المتمدرسين لم يسبق لهم أن تعرفوا عليها، كما تخوفوا من طول موضوع الرياضيات رغم سهولته، علما أنه اجتاز أمس الممتحنون في ثلاث مواد أساسية وهي اللغة العربية والرياضيات واللغة الفرنسية.
وتميزت أمس العاصمة بأجواء امتحانات نهاية الطور الابتدائي لحساب الموسم الدراسي 2018- 2019 بحضور ملفت لأولياء التلاميذ الذين أرادوا تقديم الدعم المعنوي اللازم لأبنائهم وهم بصدد اجتياز عتبة أولى شهاداتهم التعليمية.
وعرف محيط ابتدائيات العاصمة على غرار مؤسسة حاج ناصر ببلدية سيدي محمد حيث أعطيت إشارة الانطلاق الرسمي لامتحانات نهاية الطور الابتدائي بالنسبة لمديرية التربية (للجزائر-وسط)، حضورا كبيرا للأولياء الذين أصروا على مرافقة أبنائهم، وهم بصدد خوض غمار امتحانات تمكنهم من نيل أولى شهاداتهم التعليمية في مسارهم الدراسي.
وتميزت الأجواء بمحيط المؤسسة بالحضور المبكر لعديد التلاميذ وأوليائهم مع دقات الساعة الثامنة والنصف صباحا، في حين أن الدخول للمؤسسة لم يكن إجباريا قبل الساعة التاسعة، موعد اجتياز التلاميذ امتحان اللغة العربية والذي يستمر إلى غاية الساعة العاشرة والنصف.
• طوابير من الأولياء أمام مراكز الامتحان
وقالت بعض الأمهات أنهن يُفضلن البقاء بالمكان من أجل انتظار أطفالهن لمرافقتهم إلى منازلهم قبل العودة معهم ومرافقتهم لإجراء امتحان مادة الرياضيات واللغة الفرنسية.
نفس المشهد تكرر أمام ابتدائية عيسات إيدير بساحة أول ماي، حيث تجمع الأولياء رفقة أبنائهم في انتظار فتح أبواب المدرسة لاستقبال مترشحي هذا الامتحان النهائي. وتميزت الأجواء بمحاولات تلطيف الأجواء وممازحة الأبناء قبيل الدخول إلى الأقسام. وفيما لم تتمكن بعض الأمهات خصوصا من ضبط مشاعر التخوف والقلق، فقد بدا على المترشحين الصغار أنهم أكثر عزما وثقة لمواجهة أسئلة حضروا لها طيلة سنة دراسية كاملة.
وسجل أزيد من 2000 شرطي بالجزائر العاصمة لتأمين امتحانات الأطوار التعليمية الثلاثة موزعين عبر 1005 مؤسسة تربوية، حيث أوضح بيان عن أمن العاصمة أن جملة من الإمكانيات المادية قد تم توفيرها قصد ضمان تغطية أمنية شاملة لمراكز إجراء امتحانات نهاية التمدرس للموسم الدراسي 2019/2020 بقطاع الاختصاص والتي بلغ عددها (1005) مؤسسة تربوية.
كما عملت مصالح أمن ولاية الجزائر على تسخير (72) شرطيا لتأمين (18) مركز تجميع وتصحيح، وتمثلت الإجراءات الأمنية المتخذة في تأمين المراكز والأماكن المحيطة بها، مع تكثيف الدوريات الراكبة والراجلة لضمان أمن وسلامة التلاميذ، مع الحرص على تسهيل حركة المرور بالقرب من مختلف مراكز إجراء الامتحانات، ناهيك عن ضمان مرافقة أمنية لمواضيع الأسئلة وما يصحبها من أوراق الأجوبة، بالتنسيق مع الجهات الوصية.
ومن المقرر أن تنطلق عملية تصحيح أوراق نهاية شهادة التعليم الابتدائي السانكيام بداية من الإثنين 3 جوان القادم، على أن يتم الإعلان عن النتائج يوم 16 جوان، وستكون عملية توزيع مواضيع امتحان السانكيام على مستوى كل مقاطعة إدارية التي يتشكل منها إقليم كل ولاية.
كما سيتسلم رؤساء مراكز التوزيع مواضيع امتحان السانكيام وأوراق الإجابات من رؤساء مراكز الإجراء لتحويلها إلى رؤساء مراكز الإغفال والتجميع، قبل تشفيرها وإغفالها لتحول إلى مراكز التصحيح.
سعيد. ح