الثقافي

ياسمين شويخ: الجمهور الجزائري بإمكانه التمييز بين العمل الجيد والرديء

تحدثت عن وجود قفزة تقنية فيما قدم من أعمال درامية وانتقدت التكرار في الكوميديا

قالت المخرجة ياسمين شويخ، بأنها تتابع بانتظام بعض الأعمال التلفزيونية في رمضان الجاري، وكمتابعة هناك اتفاق على أعمال معينة بأنها أفضل من غيرها، وهذا شيء جيد، وانتقدت المخرجة في ردها على سؤال حول كيف وجدت الأعمال الرمضانية لعام 2019، لا سيما إدارة الممثلين والإخراج والسيناريو يالقول: "للأسف لم أتمكن من مشاهدة كل ما يُعرض على الشاشة، هذا مؤشر إيجابي ودليل بأن الكمية أصبحت موجودة أكثر من قبل، أتابع بانتظام بعض الأعمال، لكن إلى الآن كمتابعين هناك اتفاق على أعمال معينة بأنها أفضل من غيرها، وهذا شيء جيد".

المخرجة ياسمين شويخ في حوار لها مع موقع الجزيرة الوثائقية مؤخرا أضافت تقول: "على مستوى التقنية هناك نقلة نوعية واضحة، جهود كبيرة بُذلت من قبل الممثلين وأغلبهم قادم من المسرح، أستشهد هنا بمسلسل "أولاد الحلال"، فهناك اشتغال كبير على السيناريو والحوار وخاصة اللهجات، بعض الممثلين دخلوا في الشخصية والدور وأقنعوا المشاهد بأدائهم ونطقهم السليم للهجة سكان الغرب الجزائري حيث تقع أحداث العمل، مع العلم أن أغلب الممثلين ينحدرون من مدن مختلفة وكل منطقة لها لهجتها".

أما على مستوى الكوميديا فلا جديد يُذكر للأسف، هناك تكرار في الأفكار وغياب كلي للإبداع، أود أن أتحدث أيضا عن برامج الكاميرا الخفية التي تشهد انحرافا خطيرا في الفترة الأخيرة، فعلى الأقل إن لم نستطع إصلاح المجتمع لا نساهم في إفساده بمثل هكذا برامج.

أما فيما يخص قضية الحديث عن اللهجة، الجمهور الجزائري متصالح مع كل الأعمال واللهجات العربية، ألا تشعرين بأن المشاهد العربي لا يبذل جهدا كي يفهم اللهجة الجزائرية، قالت: " للأسف اللهجة التي يعتبرها البعض عائقا حالت دون وصول السينما الجزائرية إلى أماكن وتظاهرات تستحق الوصول إليها، فعدم فهم المتفرج بعض الكلمات هو أمر مفهوم، أما أن يتحجج باللغة ويدعي بأنه لا يفهم الفيلم بسببها، فهذه ليست مشكلة بل مجرد عذر".

وأضافت تقول: "ووونشعر أن الآخر والمتفرج العربي خاصة لا يبذل جهدا حتى يفهم لهجتنا، في الأول والأخير هي لغة عربية مثل التي يتحدث بها، لمَ لا يكون هناك اتفاق بين وزارات الثقافة لعرض أفلام جزائرية -كلما سمحت الفرصة- أو تنظيم أسابيع سينمائية حتى يتعود الجمهور العربي على لهجتنا مثلما تعودنا على اللهجة السورية والمصرية، وحتى اللغتين التركية والهندية".

حضرت منذ مدة فيلما كرديا مترجما باللغة الألمانية، لو تعاملنا بذاك المنطق لغادرتُ القاعة وضيعت مشاهدة الفيلم بحجة أنني لا أفهم الكردية أو الألمانية، لكنني بقيت في الصالة وتابعت العرض وفهمت قصة الفيلم من لغته البصرية وتفاعل الممثلين مع الأحداث.

أتذكر أيضا يوم كنت مديرة فنية لمهرجان تاغيت الدولي (الواقعة في الجنوب الجزائري)، كان لدينا فيلم هندي مبرمج للعرض، لكن للأسف فقد وصل مخرجه لكن النسخة المترجمة تأخر وصولها، اقترح علينا المخرج أن يقدم لنا النسخة الهندية التي يحوزها، واحتراما له وللجمهور قمنا بعرضها، والنتيجة لم تكن متوقعة؛ تجاوبٌ كبير بين المخرج والجمهور. في السينما هناك أشياء تفوق لغة الخطاب، من الابتسامة وتعابير الوجه، من لغة الجسد أيضا تستطيع فهم المضامين، اللغة البصرية أو لغة الصورة متفق عليها فنيا وإنسانيا.

وأضافت:" الجمهور أولا، فلمن ننجز الأفلام ولمن نتوجه بها؟ بالتأكيد للجمهور الذي يمكن أن يكون أداة ضاغطة على صناع القرار من رجال أعمال وسياسيين، حتى يرغمهم على بذل مجهود أكبر والتفكير في مخرج مناسب للأزمة التي تعيشها السينما الجزائرية".

وأكدت: "يمكن الاستعانة أيضا بنماذج ناجحة لإنعاش القطاع، عندما يكون لدينا جمهور متصالح مع السينما يمكننا حينها دعوة الفاعلين وإشراكهم في عملنا، هؤلاء للأسف لا يدركون أن العمل السينمائي عملية معقدة جدا".

مضيافة: "نمرّ بصعوبات ومشاكل لا يمكن تصورها، مثلا هناك عشرات الأفلام محجوزة الآن لدى الجمارك الجزائرية لا تسمح بدخولها ووصولها للجمهور، للأسف لا توجد أطر قانونية حقيقة، ولا يوجد تنسيق بين مختلف القطاعات والدوائر".

قبل أن تختتم كلامها بالقول: "عمل كبير ينتظرنا وعلى وزارة الثقافة التعامل معنا كشركاء لا كعاملين لديها، في الأول والأخير نحن سينمائيون مستقلون، أملنا في تغيير الأوضاع كبير بعد الحراك الذي عاشته الجزائر في الفترة الأخيرة، والأكيد أنه سيمتد إلى قطاع الثقافة".

من نفس القسم الثقافي