الوطن

اعتداء "همجي" من قبل تلاميذ على مراقبة بالبليدة يشعل "الفايسبوك"

النقابات تحمل وزارة التربية المسؤولية وتطالب بعقوبات صارمة وحماية فورية للعمال

هزت حادثة الاعتداء على مراقبة بولاية البليدة من قبل تلاميذ المتوسطة التي تشتغل فيها، مواقع التواصل الاجتماعي، وحركت نقابات التربية وأساتذة ومختلف العمال وحتى نقابات التعليم العالي، للتنديد بهذا التصرف، داعية وزارة التربية الوطنية رفقة مديرية التربية للولاية للتدخل فورا لاعتماد إجراءات عقابية لمنع تكرار مثل هذه السلوكيات، التي أضحت تتكرر مع اقتراب كل موسم دراسي وبداية الامتحانات الرسمية، في ظل غياب الحماية أمام المؤسسات التعليمية.

وحسب المعلومات التي تم تناقلها من قبل الأسرة التربوية، فإن المراقبة التي كان الحمل يبدو عليها أظهرت على صفحات التواصل الاجتماعي وكأنها مجنونة هاربة من مصحة عقلية، أو مشردة تجوب شوارع البليدة، علما أنها سيدة صائمة تعرضت للاعتداء والرمي بالفرينة من طرف أطفال لا يتجاوز عمرهم 14 سنة، يدرسون في المتوسطة التي تشتغل فيها كمراقبة تربوية بولاية البليدة. الاعتداء هذا جاء احتفالا بنهاية فترة الامتحانات وانتقاما من المشرفة التي لم يشفع لها حملها ولا صومها.

ونددت النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الابتدائي بالاعتداء الوحشي، خصوصا أنه من طرف تلاميذ على مربية وبالقرب من حرم المؤسسة. وأشارت في بيان لها "إنه بعد الاعتداء الجبان وغير الأخلاقي من طرف مجموعة من التلاميذ على "مشرفة تربوية" وأمام مؤسسة تربوية متوسطة الأمير عبد القادر بأولاد يعيش (البليدة)، وأمام أنظار الجميع وفي شهر مقدس (شهر رمضان الكريم)، ندين ونستنكر هذا التصرف غير الأخلاقي من تلاميذ يفترض فيهم التحلي بالأخلاق خصوصا تجاه من يربونهم ويعلمونهم".

لأجل كل هذا، دعت الوزارة الوصية للتدخل العاجل لوضع حد لمثل هذه التصرفات والسلوكيات السيئة والخاطئة تجاه مسؤولي التربية والقائمين عليها، مع نهاية الموسم الدراسي وعلى أبواب امتحانات رسمية في الأطوار الثلاثة.

كما تدين سكوت وصمت جمعيات أولياء التلاميذ على مثل هذه التصرفات والتي تمس بسمعة مؤسسات وأفراد الجماعة التربوية، ونطالبها بالاعتذار الرسمي للمشرفة التربوية وإعادة الاعتبار لها.

من جهته، دعا الأمين الوطني المكلف بالتنظيم بالنقابة الوطنية لعمال التربية، يحياوي قويدير، مديرة التربية لولاية البليدة ووزارة التربية والجهات الأمنية المختصة لفتح تحقيق فوري في حادثة الإهانة واﻻعتداء على مشرفة تربوية أمام مقر عملها من طرف بعض التلاميذ المتمدرسين بنفس المؤسسة والتي تم تصويرها وتناقلها في صفحات الفيس بوك ...

وتأسف قويدير للحداثة قائلا "نتمنى أن يتم التعامل بكل صرامة وحزم مع هذا الحادث". مشيرا أنه تطالب مكتب الأمانة الوﻻئية للنقابة بالتدخل العاجل لدى مديرية التربية من أجل عدم تكرار هذه التصرفات واﻻعتداءات مع نهاية السنة الدراسية وبداية حراسة امتحانات نهاية السنة التي يكثر فيها اﻻعتداء على موظفي القطاع دون توفير أدنى حماية.

واستنكرت اللجنة الوطنية لمساعدي ومشرفي التربية المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين "الأنباف" حادثة الاعتداء بالعنف الشديد على المراقبة، في حين عبرت نقابة مجلس أساتذة الثانويات الجزائرية "الكلا" عن مساندتها المطلقة وتعاطفها مع المشرفة التربوية واستنكرت هذه التصرفات الهمجية التي لا تمت إلى التربية بأي صلة.

واعتبرت الحادثة أنها نتيجة تخلي الأسرة عن أدوارها في التربية والتثقيف والرعاية والإحاطة، فالطفل لا يشعر بوجود رقابة عليه، لذلك يفعل ما يحلو له ويدخل في متاهة العنف ويقع بين أيادي العصابات والمخدرات، داعية إلى فتح تحقيق عاجل وفوري لتحديد المسؤوليات واتخاذ الإجراءات الردعية المناسبة ضد المعتدين، كما تدعو الجهات الوصية لتحمل المسؤولية التاريخية في صون هيبة موظف التربية وحرمة المدرسة.

من جهته، تأسف الناشط التربوي، كمال نواري، لما حدث في البليدة وندد بقوة بما قام به التلاميذ الذين أهانوا مراقبتهم ورشقوها بالبيض والفرينة، وهو ما استنكره المنسق الوطني للمجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي "الكناس"، عبد الحفيظ ميلاط، حيث تأسف لصور مجموعة من التلاميذ بإحدى إكماليات البليدة وهم يتعرضون لمراقبة ويضعون الطحين على رأسها، قائلا "خشيت على مصير البلاد من الأجيال القادمة.. وللأسف أولياء هؤلاء التلاميذ المراهقين ينزلون كل جمعة للتظاهر ضد العصابة، تمنينا لو حاربوا أولا فكر العصابة الذي استولى على أبنائهم ذوي 12 أو 13 سنة".

سعيد. ح 

من نفس القسم الوطن