الوطن

أشغال تهيئة وورشات مفتوحة بالطرقات تتحول إلى نقاط سوداء وتؤرق "الصائمين"

لا تراعى فيها أي شروط سلامة وأمن ما جعلها سببا مباشرا في حوادث المرور

تعرف العديد من الطرقات الوطنية والولائية أشغال تهيئة وورشات مفتوحة تحولت إلى نقاط سوداء للاكتظاظ وحوادث المرور، وهو ما بات يؤرق الجزائريين ويهدد صحتهم النفسية والجسدية، مقابل لامبالاة وتسيب من القائمين على هذه المشاريع.

تحولت الورشات المفتوحة في الطرقات الوطنية والولائية إلى هاجس يطارد الجزائريين، حيث يصطدم مستعملو الطريق كل يوم بمشروع جديد يعطل مصالحهم ويهدد صحتهم، كما باتت هذه المشاريع التي لا تراعى فيها أي شروط أمن وسلامة، سببا مباشرا في حوادث مرور مميتة وهو ما حذر منه الخبراء.

 

    • هذه المشاريع لا تزال معطلة منذ مدة

 

ومن هذه المشاريع، مشروع الجسر الرابط بين واد أوشايح وبراقي، حيث تأخرت الأشغال في هذا المشروع وتحول طرف الجسر جهة براقي والطرف الآخر على مستوى الطريق المؤدية لنفق واد أوشايح إلى نقاط سوداء بسبب استمرار الأشغال في المشروع، منها أشغال تزفيت وتهيئة في أوقات الذروة، فيما لا تزال الإشارات الخاصة بالأشغال تعرقل حركة المرور، ما يعطي صورة عن البريكولاج الذي صاحب هذا المشروع الذي انتقلت مدة إنجازه من 14 شهرا إلى 37 شهرا.

من جانب آخر، يعرف الطريق السيار شرق غرب على طول شقه الرابط بين تيبازة والعاصمة، رقما قياسيا لعدد الأشغال التي لم تنته، فما إن ينتهي مشروع حتى يبدأ مشروع جديد، ويلجأ عادة المقاولون إلى غلق أشطر من هذا الطريق أو وضع حواجز إسمنتية لا تسمح بمرور إلا سيارة واحدة، ما يجعل زحمة المرور تستمر لكيلومترات عديدة وتكلف السائقين ساعات طويلة من القلق.

ومن الأشغال التي انطلقت، إعادة تهيئة الطريق الرابط بين الطريق السريع المحاذي لملعب براقي والمطار الجديد، حيث يضطر زوار البلدية من الجهة الشرقية إلى تكبد زحمة مرورية لا تقل عن نصف ساعة لتجاوز منطقة براقي.

ومن جانب آخر تعرف أشطر من الطريق السريع الرابط بين الدار البيضاء وبن عكنون عمليات تزفيت عشوائية من حين لآخر، وهو ما يعرقل حركة المرور ويتسبب في زحمة قاتلة باتت هاجسا للجزائريين.

 

    • الورشات المفتوحة مركز للاكتظاظ ونقاط سوداء لحوادث المرور

 

بالمقابل، فإن الورشات المفتوحة عبر الطرقات تحولت إلى نقاط سوداء لحوادث المرور بسبب افتقادها لأدنى معايير الأمان، حيث تغيب فيها الإشارات الضوئية ليلا، ما تسبب في العديد من حوادث المرور المميتة، مع غلق الكثير من أجزاء الطريق السيار أمام السائقين ليصبح الطريق المعاكس مفتوحا في الاتجاهين، تنجر عنه خطورة كبيرة خاصة في فترة الليل بسبب غياب الإنارة. 

وعادة ما يتم تسجيل حوادث مرور مميتة على مستوى الطرقات التي تشهد ورشات أشغال مفتوحة، وهو ما جعل خبراء السلامة المرورية يحذرون ويعتبرون الأشغال العمومية في الطرقات وكذا الاهتراء الذي ينجر عن هذه الطرقات من بين أسباب الحوادث التي باتت تودي بحياة الآلاف كل سنة.

 

    • بوداود: البريكولاج جعل الطرقات السريعة ورشات مفتوحة على مدار السنة

 

وفي هذا الصدد، قال الخبير في الأشغال العمومية ورئيس هيئة المهندسين المعماريين، عبد الحميد بوداود، أمس، إن أغلب المهندسين الذين يتكفلون بمشاريع الأشغال العمومية وشق الطرقات والجسور هم مهندسون غير مؤهلين، فيما تذهب صفقات هذه المشاريع لأصحاب النفوذ و"المعريفة"، وهو ما يجعل هذه الأشغال تتأخر وتتسبب في تعطيل مصالح المواطنين واستنزاف للخزينة العمومية.

وقال ذات المتحدث إن ترقيع الطرقات والجسور جراء الحفر التي تظهر بعد مدة زمنية قصيرة على إنشائها، لدليل على هشاشة الأشغال التي تغيب بها الدراسات ومراحل الإنجاز حسب المقاييس المعمول بها عالميا، موضحا أن مثل هذه الأشغال لا يجب أن تكون إلا بعد 20 سنة على إنشائها عكس ما نشاهده بالجزائر، حيث تبدأ الحفر والترقيع بعد عام أو أقل من ذلك.

وأضاف بوداود أن اهتراء الطرق السيارة وإعادة فتح الأشغال العمومية فيها يتسبب في زحمة مرورية يبقى فيها السائقون ما بين ساعة إلى ساعتين تماما وتتجاوز في مناطق من الوطن هذا الوقت، بسبب عدم احترام مواقيت الأشغال، فعادة ما يتم إجراء هذه الأخيرة في أوقات ذروة الاكتظاظ المروري.

ودعا بوداود مصالح الأشغال العمومية إلى التخفيف عن المواطن، على أن يكون العمل ليلا ما بين 11 إلى الثالثة صباحا، مع دراسة جادة قبل فتح انحرافات ومسالك يلجأ إليها السائقون لتجنب الأشغال، كما أشار ذات الخبير أن الأشغال وعدم احترام معايير السلامة فيها وغياب الإشارات التحذيرية بات سببا في حوادث المرور. 

وحذر الخبير من الاهتراءات والحفر التي تشهدها الطرق السريعة، وكذا بعض الأشغال العمومية التي تكون في غير وقتها، معتبرا أن الأشغال التي لا تنتهي تمثل خسائر بالملايير للخزينة العمومية.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن