الثقافي

مسلسل "الرايس قورصو"...الإبهار وتفكك السيناريو؟؟

مشاهدات رمضانية جزائرية:

يعرض مسلسل "الرايس قورصو" وهو من إخراج عادل أديب وكاتب السيناريو وائل عبد الحميد وبطولة صالح أوقروت وسيد أحمد أقومي ومليكة بلباي وايمان نوال وغيرهم، واستطاع أن يجذب المتلقي بالتقنيات البصرية و الموسيقية، وليس بحبكة السيناريو وجودته....

وقد لاحظنا من خلال الحلقات المقدمة في الأيام الأولى من رمضان، أن المخرج وفريقه حاولوا تغطية العجز الفني الظاهر لتقنيات الحكي وملامح القصة والحوار وتطور الحدث بمشاهد المعارك البحرية ،وببهرجة اللباس وتنوعاته، وبالموسيقى التصويرية ,لدرجة يظل المتلقي ينتظر حضور الحوار بين الشخصيات لكنه لا يحضر،وإن حضر فيكون مختصرا، وكأنه محاولة لمحاصرة المتلقي للحظات زمنية فقط ،دون تقديم المعنى والرسالة؟؟

ولاحظنا مواصلة السخرية من اللغة العربية في ادوار بعض خطباء السلسلة، وقد شاهدناها في أعمال رمضانية سابقة ونبهنا لسلبياتها، ونتساءل كيف تحضر هذه الممارسة التمثيلية  الجزائرية الخالصة،رغم أن كاتب السيناريو مصري؟؟كما نجز أن هناك الكثير من الحذف للحوارات والمشاهد،لبروز الخلل في التأسيس للسرد،بمعنى هناك تقيم في خطوات التعبير الدرامي ثم التراجع ليتقدم التعبير الكوميدي،في ظل صراع داخلي لشخصية القرصان بين أصله وتجاربه البحرية مع اللصوص...

وتجلى لنا تفكك النص وعدم تماسك الأبعاد السردية، وكأن السيناريو كتب في ورشة فنية جماعية ، تتداخل فيها المستويات الفنية وتختلف القناعات بين الدرامي والهزلي، كما الممثل صالح أوقروت خارج السياق الفني ، لأنه حضر ماكياجا وصورة ولم يحضر تحركا تمثيليا ولم يبرز  لنا الأداء النفسي والفكري، ولم نشاهده دراميا،شانه شان ممثلين آخرين نعرف قدراتهم الكوميدية و الدرامية، لكن شاهدناهم تهريجيا بهلوانيا وفقط؟؟ ولسنا ندري هل ستكون الحلقات القادمة من المسلسل بمثل ما شهدناه لحد الآن؟

 ويمكن أن تعترف بالقدرات التصويرية الكبيرة المعتمدة في المسلسل، لكن الخيبة كانت في غياب ترابط القصة، بمعنى أن العمل توفر على المتعة و الادهاش في ظل غياب أي رسالة يريد أن يقولها؟؟. كما أننا لاحظنا اختلافا في مستوى الخطاب بن مشهد وآخر وحلقة وأخرى، فحينا نجده خطابا راقيا فنيا وفكريا ويقترح الحكم والأمثال ويلمح لمسائل وجودية جوهرية، وحينا يكون سخيفا بسيطا لا رائحة للأيديولوجية والقيم فيه؟؟

 كما أن الرسائل الفكرية والسياسية لم تكن واضحة أو أن صراعا قد حدث بين الكاتب والمخرج والمنتج، بمعنى السير في اتجاه النقد السياسي ثم التراجع والاكتفاء بالتلميح ، وهنا سيلحظ المتلقي صعود التهريج وتراجع الإبداع التمثيلي في بكثير من المشاهد.

وبقي أن نتساءل عن حضور الإشهار داخل بعض الحلقات، هل هو خداع للمتلقي أو مراوغة لقوانين الإشهار؟؟ وهل هذا مسموح ام ممنوع؟؟ وليعد القارئ لحلقة التي تنافس فيها فريق الرايس في مقابلة لكرة القدم مع فريق زعيم جزيرة، وليلحظ حضور التسويق لشركة اتصالات وغيرها في أقمصة اللاعبين، ولسنا ندري ما هي الرسائل الفنية الفكرية لمثل هذه الصور والمشاهد؟؟ وما وموفق سلطة السمعي البصري هنا؟؟.

مراسلة خاصة: د-وليد بوعديلة /كلية الآداب-جامعة سكيكدة

من نفس القسم الثقافي