الوطن
بوزيد يرهن استقبال ناجحي باك 2019 باستكمال السنة الجامعية
رغم استبعاده وقوع الجامعات في خطر السنة البيضاء
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 17 ماي 2019
• هذه خطة الوزارة لإقناع الطلبة بالعودة إلى الدراسة واستكمال دروسهم
• نحو تجميد فتح عروض التكوين في" الليسانس" و"الماستر"
• 82 ألف مقعد جديد لناجحي الباك و2000 منصب جديد للأساتذة
رهن وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الطيب بوزيد، عملية استقبال الناجحين في امتحان شهادة البكالوريا 2019 بالجامعات بإنهاء السنة الجامعية الحالية، التي يجزم غالبية المتتبعين للشأن الجامعي أنها تسير إلى سنة بيضاء بسبب الإضرابات المتواصلة وعدم دراسة الطلبة السداسي الثاني، بالرغم من تطمينات الوزير الذي استبعد حدوث ذلك من خلال خطته العملية التي كشف عنها لإبعاد القطاع عن أية انزلاقات في ظل الحراك الشعبي المتواصل.
وشدد، أول أمس، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الطيب بوزيد، تزامنا مع افتتاحه للندوة الوطنية للجامعات بمقر الوزارة بالعاصمة، على عدم الوقوع في خطر سنة بيضاء عبر جامعات الوطن خلال هذا الموسم الدراسي، مؤكدا أنه سيتم تدارك الدروس الضائعة على مستوى المؤسسات الجامعية التي تضررت بإضراب الطلبة.
وقال وزير القطاع "لا يمكن الحديث عن سنة بيضاء لأن الطلبة أنهوا السداسي الأول من الدراسة بشكل عادي، وعلى اعتبار أنه سيتم تدارك الزمن البيداغوجي الضائع عن طريق اتخاذ جملة من التدابير على مستوى المؤسسات الجامعية"، موضحا أن "القطاع حدد مجموعة من الحلول التي من شأنها السماح "بتدارك التباينات المسجلة في تقدم النشاطات البيداغوجية للحفاظ على مصداقية التكوين".
كما أوضح أن "هذا التباين سجل من مؤسسة جامعية إلى أخرى وحتى داخل نفس المؤسسة هناك تباين من تخصص إلى آخر ومن طور إلى آخر، وحتى بين الكليات والأقسام"، قائلا إنه "من واجبنا اليوم جميعا، أساتذة باحثين وطلبة وموظفين ومسؤولين، السعي لحماية الجامعة الجزائرية من كل الانزلاقات التي قد تؤدي إلى رهن المسار البيداغوجي للطالب والابتعاد عن كل ما من شأنه النيل من مصداقية شهادة التعليم العالي وسمعة الجامعة".
ودعا الوزير "مدراء المؤسسات الجامعية ومراكز ووكالات البحث العلمي إلى "ضرورة التزام الحوار منهجا والتشاور أسلوبا لإيجاد الحلول المناسبة من أجل التكفل بما ترتب عن الظروف الاستثنائية التي تعرفها المنظومة الجامعية"، قائلا إنه "بات من الواجب تدارك الزمن البيداغوجي الضائع وذلك من خلال مبادرتهم في إطار خطط وبرامج يتم اعتمادها بالتشاور مع كل مكونات الأسرة الجامعية مع مراعاة التباينات المسجلة".
واعتبر في المقابل أن "الحراك الشعبي الواسع الذي تشهده البلاد له تأثيره على السير العادي والمنتظم للنشاطات البيداغوجية والعلمية في أغلب المؤسسات الجامعية التي شهدت جملة من الاختلالات والتوترات، قبل أن يستطرد بالقول "أنه أبان عن قوة وفعالية إسهام الأسرة الجامعية والعلمية في ديناميكية الهبة المواطنية التي يعرفها المجتمع".
• 82 ألف مقعد جديد لناجحي الباك و2000 منصب جديد للأساتذة
وسلط في المقابل الوزير الضوء على تحضيرات الدخول الجامعي المقبل، من خلال استلام 83200 مقعد بيداغوجي و51370 سرير مع الدخول الجامعي 2019-2020"، مبرزا "ضرورة التكفل بالصعوبات الحالية لضمان انطلاق سنة جامعية في ظروف ملائمة"، مؤكدا أن استلام هذه الهياكل سيرتفع قدرات الاستقبال إلى 1512590 مقعد بيداغوجي، وهي القدرات التي تسمح نظريا باستقبال نحو 1800000 طالب، إلى جانب ارتفاع في عدد الأسرة التي ستبلغ 658600 سرير".
وأضاف أنه "تتدعم هيئة التدريس بألفي منصب مالي جديد بعنوان الميزانية التكميلية لسنة 2019"، موضحا أن "التعداد الحقيقي للأساتذة الباحثين يبلغ حاليا 61161 أستاذا من كل الرتب، منهم 19080 من ذوي المصف العالي، وهو ما يمثل نسبة 12 بالمائة من إجمالي هيئة التدريس".
كما أوضح أن "مصالحه تعكف على معالجة ما وصفه بالتفاوت المسجل في توزيع القدرات البيداغوجية والخدماتية من أجل التخفيف الضغط على المدن الجامعية التي تعرف عجزا في الهياكل البيداغوجية والمرافق الخدماتية"، مشيرا "ضمان انطلاق سنة جامعية جديدة في ظروف ملائمة سيوجب التكفل بالصعوبات الظرفية التي تعرفها المنظومة الجامعية، وذلك بالنظر للحراك الشعبي الذي تعيشه البلاد وما ترتب عنه من ديناميكيات مجتمعية".
وأمام ما تعرفه الجامعات من مشاكل، اعتبر الوزير أن عملية استقبال الناجحين في امتحان شهادة البكالوريا 2019 تبقى مرهونة بإنهاء السنة الجامعية الحالية، إلى جانب الانعكاسات المحتملة على المستويات والأطوار الجامعية الأخرى، على غرار عمليات الانتقال والتخرج والالتحاق بالماستر والمشاركة في مسابقات الدكتوراه.
وأمام هذا شدد قائلا إنه "سيتم تجنيد كافة القدرات والطاقات المتاحة على مستوى الإدارة المركزية وعلى مستوى المؤسسات الجامعية من أجل تحسين إجراءات التسجيل، حيث تم إعداد منشور وزاري متعلق بتوجيه حاملي شهادة البكالوريا"، مشيرا أنه "تم إعداد ولأول مرة منشور خاص بطور الماستر يحدد عروض التكوين وشهادات الليسانس المطلوبة وعدد المناصب البيداغوجية المفتوحة...إلخ".
وعن الدكتوراه، أشار "سيتم إحداث أقطاب تنمية ما بين المؤسسات الجامعية عبر الاستعمال المشترك للقدرات البشرية والوسائل العلمية والبيداغوجية"، كاشفا أن "تقديم عروض التكوين المقترحة وتقييمها يتم حصريا عن طريق المنصة الرقمية "بروغرس"، كاشفا أن "القطاع يواصل هذه السنة تجميد فتح عروض تكوين جديدة في طوري الليسانس و"الماستر" إلا في حالات استثنائية مبررة، حيث أن "التجميد لا يخص عروض التكوين المهنية وتلك المندرجة ضمن برامج التعاون الدولي وعروض التكوين المطلوبة من قبل قطاع الصناعة".
عثماني مريم