الوطن

هذا ما صرفه الجزائريون خلال الأسبوع الأول من رمضان !!

عائلات تلجأ إلى الاستدانة مع بداية الأسبوع الثاني بسبب ارتفاع الأسعار

    • رزيق: ارتفاع الأسعار جعل الجزائريين يصرفون ضعف ما كان مقررا من ميزانياتهم

    • حريز: اللهفة والتبذير استنزفا ميزانيات الأسر وأغلبهم يلجأون للاستدانة

 

لم تتحقق وعود وزارة التجارة هذه السنة بشأن واقع الأسواق في رمضان، حيث شهدنا خلال الأسبوع الأول من الشهر الكريم لهيبا في أسعار كل المنتجات، وهو ما جعل الجزائريين ينفقون ضعف ما كان مقررا من ميزانياتهم، في ظل استمرار تحلي أكثر من 80 بالمائة من المواطنين بسلوك استهلاكي غير متوازن، خاصة في بداية رمضان.

عقدت وعود وزارة التجارة التي لم تتحقق خلال شهر رمضان من وضعية القدرة الشرائية لأغلب الجزائريين، حيث تشير تقديرات الخبراء إلى تراجع هذه الأخيرة بحدود الـ 40 بالمائة منذ بداية الشهر الكريم بسبب الأسعار المرتفعة. فقد شهدت الأسواق خلال الأسبوع الأول لهيبا في الأسعار وعرفت أغلب المنتجات ارتفاعا قدر بحوالي 30 بالمائة من سعرها الأصلي، ولم يحترم أغلب التجار الأسعار المرجعية التي فرضتها الوصاية، وهو ما جعل الجزائريين ينفقون ضعف ما كان مقررا من ميزانياتهم التي تآكلت بشكل كبير في الأسبوع الأول، وهو ما سيؤثر على الوضعية المالية للأسر خلال بقية الشهر، خاصة أواخر شهر رمضان، بسبب عيد الفطر والذي يحتاج هو الآخر لميزانية منفصلة.

وينصح خبراء الاقتصاد وكذا جمعيات حماية المستهلك الجزائريين بضرورة ترشيد استهلاكهم وإنفاقهم وتجنب مظاهر اللهفة والتبذير اللذين باتا من عوامل استنزاف القدرات المالية وتسجيل مزيد من التدهور في القدرة الشرائية التي تعاني أصلا منذ أزيد من أربع سنوات.

 

    • رزيق: ارتفاع الأسعار جعل الجزائريين يصرفون ضعف ما كان مقررا من ميزانياتهم

 

وتشير تقديرات الخبراء أن الجزائريين يكونون قد صرفوا خلال الأسبوع الأول من الشهر الكريم ما بين 3 إلى 5 ملايين سنتيم، حسب وضعية كل عائلة ومستواها الاستهلاكي. وفي هذا الصدد، أكد الخبير الاقتصادي كمال رزيق، أمس، أن مستوى إنفاق الجزائريين في شهر رمضان يرتفع للضعف خاصة خلال الأسبوع الأول، مضيفا في السياق ذاته أن ارتفاع الأسعار أخلط حسابات العديد من العائلات التي صرفت ضعف ما كان مقررا، كل هذا يضاف لبقاء السلوك الاستهلاكي للجزائريين غير متوازن بسبب اللهفة ومظاهر التبذير في رمضان. 

ورجح رزيق أن أقل ما أنفقته العائلة الجزائرية المتكونة من أربعة أشخاص خلال الأسبوع الأول من رمضان هو 3 ملايين سنتيم، في حين يرتفع عند العائلات الكبيرة والعائلات ميسورة الحال. وأشار رزيق أن هذه الكلفة هي أولية، حيث ستتضاعف خلال الأيام المقبلة خاصة الأسبوع الأخير من شهر رمضان، بالموازاة مع اقتراب عيد الفطر، مشيرا أن ميزانية العيد لوحدها قد تفوق الأربعة ملايين سنتيم موزعة بين ملابس العيد وباقي المصاريف، وهو ما يعني في المجمل كلفة تفوق العشرة ملايين سنتيم فقط كمصاريف رمضان، ما يمثل حسب رزيق أجور أغلب الجزائريين ثلاث مرات.

 

    • حريز: اللهفة والتبذير استنزفا ميزانيات الأسر وأغلبهم يلجأون للاستدانة

 

من جهته، اعتبر رئيس فدرالية حماية المستهلك، زكي حريز، أن السلوك الاستهلاكي للجزائريين خلال رمضان لم يتغير كثيرا عن باقي السنوات. فرغم ارتفاع الأسعار وتدني القدرة الشرائية بشكل رهيب، إلا أن الجزائريين تفننوا في التبذير والاستهلاك اللاعقلاني، وهو ما استنزف ميزانيات الكثيرين، مشيرا أن التوقعات في بداية رمضان كانت تشير إلى أن أكثر من 60 بالمائة من الجزائريين سيلجأون إلى الاستدانة بداية من الأسبوع الثاني من الشهر الكريم، غير أن الأسعار المرتفعة ومظاهر اللهفة والتبذير ألغت هذه التوقعات ليشير الواقع أن أغلب الأسر متوسطة الدخل لجأت فعلا إلى الاستدانة أو استهلاك مدخراتها بمجرد انتهاء الأسبوع الأول من الشهر الكريم.

ونصح حريز الجزائريين بضرورة الاقتصاد في مصاريفهم باعتبار أن الشهر الكريم لا يزال في بدايته وتنتظرهم مصاريف عيد الفطر، مشيرا أن الحل في ذلك هو ترشيد السلوك الاستهلاكي وتنظيم الأولويات في التسوق والابتعاد عن اللهفة والتبذير اللذين يعدان العاملين الأساسيين لمزيد من التدهور في القدرة الشرائية للجزائريين خلال رمضان.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن