الوطن
الجامعات في شلل متواصل ونظام "بروڤراس" يدخل القطاع في متاهات
أساتذة الجامعات ينتقدون رد الوزارة وتجاهلها إضرابات الطلبة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 15 ماي 2019
• فرض استخراج شهادة ميلاد أس 12 لدخول النظام يزيد الشكوك
تتواصل سلسلة الاتهامات بين نقابة المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي والوزارة الوصية بخصوص نظام "بروڤراس"، حيث عقب خروج الوصاية عن صمتها حيال الموضوع، خرجت بدورها نقابة "الكناس" لتقصف بقوة الوزارة التي اتهمتها بتجاهل إضرابات الطلبة المتواصلة منذ أشهر، في وقت تتحرك بسرعة لاتخاذ إجراءات في موضوع كان الهدف منه التحسيس بخطورته دون اتهام أي جهة جزائرية بالجوسسة.
عبر المنسق الوطني للمجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي "الكناس"، الدكتور عبد الحفيظ ميلاط، في بيان له، عن تفاجئه للرد السريع لوزارة التعليم العالي حول نظام "بروڤراس" في وقت تجاهلت فيه إضراب الطلبة حيث أن الجامعة الجزائرية منذ حوالي ثلاثة أشهر وهي شبه مشلولة، والوزارة الوصية صامتة حيال هذا الشلل الخطير.
وأوضح ميلاط أن مجلس "الكناس" هو الوحيد من حذر ونبه لخطورة ظاهرة إضرابات الجامعات وقام لوحده بحملة توعية وطنية لوقف المقاطعة والعودة إلى مقاعد الدراسة، والوزارة الوصية طيلة هذه الأسابيع والأشهر الماضية لم تصدر أي بيان وكأنها غير معنية بشلل الجامعات.
كما جاء في بيان "الكناس" "إنه اليوم وبعد منشور واحد لميلاط نبه فيه فقط لخطورة شبهة إمكانية تعرض نظام PROGRÈS للجوسسة من قبل فرنسا، باعتبار أنها صاحبة هذا النظام وواضع هيكله، وهو تفسير علمي بسيط جدا يمكن لكل مبتدئ في الإعلام الآلي والبرمجيات أن يؤكده، الوزارة الوصية تصدر بيانا طويلا من صفحتين للتهجم على ميلاط وتهديده، مضيفا قائلا "كنت أنتظر منهم على الأقل كلمة عرفان لأنني نبهتهم لهذه الثغرة الخطيرة جدا بحكم خطورة وأهمية مضمون هذا النظام البرمجي، لكن طبيعة ردهم زادت من نسبة الشكوك..".
وذهب ذات البيان لينتقد ما جاء في البيان غير موقع رغم نسبته للديوان، والذي ذكره بالاسم والصفة المهنية والنقابية، للمنسق الوطني لـ"الكناس"، رغم أنه حاول التشكيك في صفته النقابية بوصفه رئيسا لجناح.
وقال ميلاط "إن هذا البيان حاول تكذيب وجود حتى مجرد شبهة جوسسة سابقا، حاليا أو مستقبلا، ويؤكد أن نظام PROGRÈS لم يتعرض لأي محاولة جوسسة من قبل أي جهة؛ وهنا تساءل ميلاط عن السبب الذي يجعلهم متأكدين كل هذا التأكد، خاصة أن مثل هذه الأمور لا يمكن اكتشافها إلا بعد تحقيقات أمنية ومخابراتية عميقة، وهذا ما طالب به "الكناس" شخصيا.
وأشار "إنه لم يتم اتهام أي جهة جزائرية من داخل الوزارة أو خارجها بأي أعمال مخالفة للقانون أو الجوسسة، بل تمت المطالبة بفتح تحقيق قضائي وأمني بعد أن تم التوضيح "إن هذا النظام وبما أنه من إنشاء خبرات أجنبية (فرنسية) وأنه يتضمن معلومات خطيرة وهامة جدا حول التعليم العالي والبحث العلمي والأسرة الجامعية، فإن هذه الجهات الأجنبية من السهل عليها الولوج لهذا النظام للتجسس على كل البيانات الخطيرة التي يتضمنها، قائلا. وبغض النظر عن التشهير بنا في هذا البيان، فإننا نحتفظ كذلك بحقنا في اتخاذ أي إجراء قانوني يتناسب مع تطورات هذه القضية مستقبلا".
• "الكناس" يؤكد أنه ليس ضد الرقمنة ويطالب بنظام بروڤراس بأياد جزائرية
وحسب ذات النقابي "عندما انتقدنا نظام PROGRÈS فليس معنى ذلك أننا ضد رقمنة نظام التعليم العالي كما فسر البعض تصريحنا، بل بالعكس نحن نصر على الرقمنة لأنها لم تعد خيارا بل هو أمر واجب لا مناص منه، إن انتقادنا لنظام PROGRÈS ليس انتقادا للنظام في حد ذاته (رغم نقائصه الكبيرة وثغراته الأكبر)، بل هو انتقاد لأساليب الحماية داخل هذا النظام، وإمكانية اختراقه بسهولة من قبل من وضعه...
وأضاف في ذات السياق أن نظام PROGRÈS يتضمن معلومات خطيرة وهامة جدا حول التعليم العالي في الجزائر بل وحول كل مراكز ومخابر البحث العلمي في الجزائر، ويمكن لمن يخترقه أن يطلع بسهولة على كل برامج البحث في هذه المخابر والمراكز، والباحثين الناشطين فيها بل ومعلومات دقيقة حول هؤلاء الباحثين، بل وحتى على التجهيزات العلمية التي اقتنتها هذه المخابر والمراكز، أي أن كل أسرار البحث العلمي بكل تفاصيلها المملة تصبح في حوزة أعداء الجزائر.
وحرص ميلاط على التأكيد بالقول "نحن لا نطالب بالتخلي عن الرقمية في تسيير قطاع التعليم العالي، بل نطالب بأن تكون هذه الرقمية بنظام برمجة من إنشاء أياد جزائرية خالصة، تضمن الحفاظ على سر البحث العلمي وأسرار الباحثين الجزائريين...".
ولقي "الكناس" مساندة قوية عبر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة مع إخبار الوصاية بأنه تمت مطالبتهم بمعلومات دقيقة شخصية في الجامعة مثل رقم S12، رقم كل الوثائق المدنية عند التسجيل في هذا النظام، في وقت طالب أساتذة من أدرار بالتحقيق في بعض المواقع الأخرى وهي شبيهة بهذا النظام، حتى أن الأستاذ عليه التسجيل في هاته المواقع للحصول على التربص قصير المدى.
عثماني مريم