الوطن

شروط المفاوضات في مالي تتركز على نبذ النزعة الانفصالية

مساهل في ختام زيارته لنيامي يؤكد:

 

 فرق كوموندوس فرنسية-أمريكية ستنفذ العمليات العسكرية في شمال مالي   

 

 أكد أمس الوزير المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل على أهمية الحوار لإنهاء أزمة مالي، التي تسيطر على شمالها جماعات راديكالية منذ جويلية الماضي. وأكد مساهل الذي زار أمس الأول نيامي عاصمة النيجر بعد زيارة باماكو ونواكشوط أن هذا الحوار له بعض الشروط المسبقة. وفي تصريحات لصحيفة "الساحل" المالية في عدد أمس الأربعاء، ذكر المسؤول الجزائري أن "شروط أي مفاوضات مع هذه الجماعات التي تسيطر على شمال مالي تتركز في نبذ نهائي للجريمة المنظمة والتهريب فضلا عن أي نزعة انفصالية عن مالي". وتأتي زيارة مساهل إلى هذه الدول الثلاثة في إطار النضال ضد الإرهاب والجريمة المنظمة في منطقة الساحل التي تفاقمت أوضاعها كنتيجة لانعدام الاستقرار في مالي. وتشهد مالي أزمة سياسية منذ 22 مارس الماضي عندما وقع انقلاب أطاح بالرئيس أمادو توماني توريه، أعقبه إعلان الطوارق سيطرتهم على شمالي البلاد.

 وتتزامن تحركات الدبلوماسية الجزائرية مع تحرك مواز لفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية اللتين اتفقتا على القيام بعمليات عسكرية نوعية تنفذها فرق كوماندوس في شمالي مالي ضد معاقل التنظيمات الإرهابية في هذه المنطقة، حيث ستكون قوات منظمة الإيكواس غطاء للعمليات التي ستقوم بها قوات غربية. وكشف مصدر دبلوماسي بحسب ما نقلته "القدس العربي" اللندنية أن الكلام الذي قاله قائد القوات العسكرية الأمريكية لإفريقيا 'أفريكوم' في الجزائر، خلال الزيارة التي قام بها الأسبوع الماضي، لم يكن دقيقا، لأنه قال إن الولايات المتحدة لا تريد أي وجود عسكري لها في شمال مالي، لكنه لم يقل إن واشنطن لن تنفذ عمليات عسكرية ضد معاقل التنظيمات الإرهابية في المنطقة. وأشار إلى أن مجلس الأمن سيعطي الغطاء لهذه العمليات العسكرية، من خلال منح ترخيص لمجموعة دول الإيكواس، علما أن قائد أفريكوم الجنرال كارتر هام عندما سئل عن اعتزام دول هذه المنظمة التدخل عسكريا في شمال مالي، أجاب بأنه ليس لديه معلومات دقيقة حول الموضوع. وأكد المصدر نفسه على أن الولايات المتحدة وفرنسا ستقومان بعمليات نوعية حول أهداف محددة تنفذها وحدات كوماندوس حول معاقل الجماعات الإرهابية الناشطة في هذه المنطقة، وخاصة تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وجماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا.

 

...  تعمق "خلافات الزعامة" بين أمراء الصحراء 

كشفت أمس دراسة أمنية لمعهد بحثي مقرب من جهاز الاستخبارات الأمريكي أن "تخبطا" يعيشه أمراء التنظيم الإرهابي في الصحراء الكبرى خلال الأشهر الأخيرة منذ سيطرة الجهاديين على جزء من مالي.

و لاحظ معهد "ستراتفور" الأمريكي للاستشارات الأمنية القريب من السي أي إيه، 

 "أن تنظيم ما يعرف بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يعاني العديد من الاضطرابات في هرم القيادة في الأشهر الأخيرة، خصوصا مع بروز كتائب للتنظيم الإرهابي عقب السيطرة على شمال مالي"، مضيفا أن هذا الواقع الجديد "ينذر بتصعيد في عمليات مكافحة الإرهاب" ضد هذه الجماعات الجهادية المتطرفة.

وتتأكد الخلافات بين أمراء الصحراء فعليا مع تعيين أمير سرية الفرقان يحيى أبو الهمام واسمه الحقيقي جمال عكاشة أميرا لمنطقة الصحراء، حسب ما أوردته وكالة نواكشوط للأنباء الأسبوع الماضي، لكنها استبعدت أمير كتيبة الملثمين مختار بلمختار المكنى بأبي العباس والمعروف بـ "الأعور"، الذي تضاربت الأنباء حوله في الفترة الأخيرة بخصوص تعرضه لمحاولة اغتيال من قبل مسلحين ينتمون لجماعة التوحيد والجهاد. وتأتي هذه الأنباء بعد شهر من مقتل القيادي نبيل مخلوفي المكنى نبيل أبو علقمة في حادث سير في الطريق بين غاوة وتمبكتو والذي أثير حول تصفيته علامات استفهام. وفي سياق متصل ذكر أن الكثير من أموال التنظيم -ما يقدر بـ 50 مليون دولار في السنوات الأخيرة- تأتي من عمليات الخطف للحصول على فدية، ولا سيما أنها تستهدف  الغربيين بشكل خاص. كما أشار المعهد إلى الجزائر "القوة العسكرية الرئيسية في منطقة الساحل في السنوات الأخيرة"، حيث سعت لقيادة التحركات الإقليمية ضد الجهاديين، في جزء كبير منه لضمان عدم تدخل فرنسا والسلطة الغربية في شؤون المنطقة.

 محمد أميني


من نفس القسم الوطن