الوطن
الحكومة تقرر رفع منح معدي أسئلة "الباك" وتعميمها على الأطوار الأخرى
الجيش سيتولى مهمة قمع أي غش أو تسريب للمواضيع، بلعابد:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 15 ماي 2019
• أجهزة تشويش في 16 مركزا لطباعة المواضيع وتدابير لفضح من يسرب الأسئلة
• 1700 غش في باك العام الماضي ووزارة العدل تكثف جهودها لمنع تكرارها
أعلن وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، عن قرار أصدره الوزير الأول حول رفع منح علاوات معدي أسئلة البكالوريا وتعميمها لأول مرة على معدي أسئلة "البيام" و"السنكيام"، كاشفا في سياق آخر عن التنسيق مع الجيش للحد من الغش في الباك عبر تنصيب أجهزة تشويش بـ16 مركزا مكلفا بطباعة وإعداد أسئلة مختلف الامتحانات، كما تطرق إلى جديد إصلاحات البكالوريا وكافة تحضيرات باك 2019.
قال وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، في ندوة صحفية حول الامتحانات الرسمية، "إن الوزير الأول قرر إعادة النظر في المنح المقدمة للإطارات التي تعد أسئلة البكالوريا"، موضحا أن "المجلس الوزاري المشترك المنعقد يوم 12 ماي الفارط، قرر التكفل بالأساتذة والمفتشين والإطارات الذين يعملون على إعداد الأسئلة وإعادة الاعتبار للمنحة التي تعطى لهم، خاصة أنه تم تسخير 130 إطارا يتم حجزهم يوم 16 ماي ولن يسمح لهم بالخروج مهما كانت الظروف القاهرة".
من جهة أخرى "ستعمم هذه العلاوات على نفس الإطارات في الابتدائي والمتوسط الذين كانوا يقومون بهذا العمل من دون مقابل".
هذا وأكد في المقابل على أنه تم الانتهاء من كل التحضيرات الخاصة بالامتحانات المدرسية من أجل السير الحسن، مشيرا أنه تم إسداء تعليمات من قبل الوزير الأول والأسلاك الأمنية فيما يعنيه واختصاصه لكي يجتاز التلاميذ الامتحان في اطمئنان وسكينة.
وكشف الوزير عن التنسيق مع مختلف الجهات الأمنية على غرار وزارة الدفاع الوطني التي جهزت فروع الديوان الوطني للامتحانات بأجهزة التشويش، مشيرا أن هناك 9 فروع للديوان الوطني للامتحانات، من بينها فرعان يتكفلان بطباعة أسئلة شهادة البكالوريا المتواجدان على مستوى الجزائر وباتنة، وهناك 7 فروع جهوية أخرى قامت وزارة الدفاع الوطني بتجهيزها بأجهزة التشويش من أجل الحماية الإلكترونية.
ومن أجل إزالة ظاهرة الغش باستعمال التكنولوجيات، دعا بلعابد جميع الأطراف إلى بذل الجهود لمحاربة الظاهرة، ودعا بالمناسبة الجميع إلى ضرورة تحسيس المترشحين بالابتعاد عن الغش الإلكتروني التي "لا تحمد عواقبها وتبعاتها" إقصاء لمدة 05 سنوات بخصوص التعليم النظامي و10 سنوات بالنسبة للمترشح الحر)، معبرا في ذات الوقت عن أسفه لـ"تواطؤ البعض في مراكز إجراء الامتحانات في عملية نشر وتوزيع المواضيع مباشرة بعد فتح الأظرفة"، لافتا إلى أنه يجب التمييز بين تسريب المواضيع الذي وصفه بالخيانة والعجز عن التسيير.
• 1700 غش في باك العام الماضي ووزارة العدل تكثف جهودها لمنع تكرارها
وقال إن مثل هذه الإجراءات الردعية لسلوكيات الغش "أثبتت نجاعتها وقدمت نتائج إيجابية في السنوات الأخيرة، خاصة بعدما تم استحداث منذ سنتين الهيئة الوطنية للوقاية من الجرائم المتصلة بتكنولوجيات الإعلام والاتصال ومكافحتها التابعة لوزارة العدل، والتي تم تزويدها بالأدوات القانونية والتشريعية اللازمة".
ولم يفوت الوزير الفرصة ليؤكد بأن ما حدث خلال السنوات الماضية من خلال نشر المواضيع "لم يضر أبدا بمصداقية البكالوريا في الجزائر، لكنه أثر كثيرا على أبنائنا وشوش عليهم"، مذكرا بأن الجهات المعنية وثقت السنة الفارطة 1700 حالة غش في البكالوريا.
من جهة أخرى، استبعد بلعابد إمكانية إجراء دورة استثنائية لامتحان البكالوريا خلال هذه السنة، نظرا للاستقرار الذي تميزت به السنة الدراسية وكذا التقدم في البرنامج الدراسي الذي سيبلغ نسبة مئة بالمئة إلى غاية آخر يوم من الامتحانات التجريبية، وطمأن الوزير المترشحين لشهادة البكالوريا، بأن كل الإجراءات السابقة لم يطرأ عليها أي تغيير، من حيث الوقت الإضافي، وموضوعان اختياريين، داعيا في ذات السياق إلى تجنب تضييع الوقت، واستغلال الوقت الإضافي لاختيار الموضوع المناسب.
كما تطرق بلعابد إلى قرار تعديل رزنامة الامتحانات للأطوار التعليمية الثلاثة، مشيرا أنه جاء لفسح المجال للممتحنين للمراجعة أكثر، مؤكدا أن أسئلة شهادة البكالوريا ستكون من ضمن البرنامج وأن التلاميذ المعنيين بشهادة البكالوريا لن يمتحنوا في أي موضوع لم يتلقوه طيلة السنة الدراسية.
في سياق آخر، أعلن أن مصالحه تعمل جاهدة على التكفل وإعادة إدماج نزلاء المؤسسة العقابية، مشيرا أن المترشحين لاجتياز شهادة البكالوريا من نزلاء المؤسسة العقابية المتأخرين عن الامتحان لظرف ما، يتم التكفل بهم وإعطائهم فرصة أخرى لاجتياز الامتحان، وحتى الذين انتهت عقوبتهم، يقول بلعابد، بإمكانهم الالتحاق بمراكز الامتحان بالمؤسسة العقابية التي كانوا فيها لاجتياز الامتحان.
• بلعابد يقرر إنصاف التلاميذ الممتازين الذين يرسبون في الباك
وفي معرض تذكيره بالإجراءات المتخذة من قبل قطاعه بالتنسيق مع قطاعات أخرى لقمع الغش في امتحانات شهادة البكالوريا، شدد الوزير على "أهمية وفعالية" هذه الإجراءات، مشيرا إلى أن "التفكير جار في الوقت الحالي من أجل إعادة صياغة أسئلة امتحان شهادة البكالوريا بالشكل الذي يسمح للمترشح بالابتعاد عن البحث عن أجوبة في أمكنة أخرى"، كما أشار أن الوزارة ستعيد النظر في تاريخ وكيفية إعداد شهادة البكالوريا ومدته مستقبلا، مضيفا أن أهم نقطة سيتم التركيز عليها هي احتساب التقويم المستمر،، ويتعلق الأمر بالسنوات الثلاث لأسباب كثيرة، وهو ما يدفع بالمترشح لعدم مغادرة مقاعد الدراسة إلى غاية آخر يوم.
وقال "إن هنالك العديد من التلاميذ الممتازين الذين يرسبون في امتحان البكالوريا لأسباب عديدة، حيث أحيانا ينتابهم الخوف والضغط، وأحيانا يدخلون في عطلة مرضية مجبرة وهؤلاء سيتم إعادة النظر في حالتهم فور تطبيق الإجراءات الجديدة.
وبلغة الأرقام، ذكر بلعابد أنه قد بلغ عدد المترشحين لاجتياز مرحلة التعليم الابتدائي 812 ألف و655 مترشح، منها 417 ألف و679 ذكور بنسبة 51 بالمائة، و394 ألف و676 بنت بنسبة 48.86 بالمائة بزيادة قدرت بـ 14 ألف و843 مترشح.
أما عدد المترشحين في مرحلة التعليم المتوسط فبلغ 631 ألف و395 منها مقارنة بالسنة الفارطة 31 ألف و530 مترشح، في حين عدد المترشحين لشهادة البكالوريا فبلغ 674 ألف و831 مترشح منهم النظاميون 411 ألف و431 مترشح، أما الأحرار فبلغ عدد المترشحين 263 ألف و400، مضيفا أن شعبة العلوم التجريبية هي أكثر الشعب فيها مترشحون.
سعيد. ح