الوطن

الطرقات تتحول إلى حلبة صراع في رمضان ومشاحنات بين السائقين تنتهي بمآسٍ!

تسجيل مئات الحوادث وعشرات الضحايا كحصيلة أولية غير رسمية منذ بداية الشهر الكريم

    • أودية: أغلب أسباب حوادث المرور المسجلة تكون في الغالب "تافهة" ويمكن تجنبها

    • بن حليمة: الجزائريون في رمضان لا يعترفون بمصطلح "قانون المرور"

 

يبدو أن الحملات التحسيسية والإجراءات الردعية التي اتخذتها مصالح الأمن ضمن مخطط خاص بشهر رمضان لم تنجح في التقليل من حوادث المرور، حيث حصدت الطرقات منذ بداية الشهر الكريم عشرات الأرواح لأسباب تعود للعامل البشري، وقد بات ينتهي الصوم والإرهاق وقلة النوم بمآسٍ على الطرقات.

ورغم أن مصالح الأمن والدرك والحماية المدنية وكذا المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرقات قد أطلقوا، قبل بداية رمضان، العديد من الحملات التحسيسية للتقليل من حوادث المرور، إلا أن الأسبوع الأول من الشهر الكريم شهد تسجيل مئات الحوادث التي أودت بحياة عشرات المواطنين في حصيلة تقديرية أولية، في انتظار الحصيلة الرسمية من الجهات المختصة.

وبالعودة إلى تفاصيل هذه الحوادث، فإن التوقيت دائما ما يكون عاملا مشتركا حيث تسجل أغلب حوادث المرور قبل الإفطار وفي الصباح الباكر، بالإضافة إلى وقت السحور، فيما يبقى العامل البشري هو المتسبب الأول في هذه الحوادث بأكثر من 95 بالمائة، بسبب عدة عوامل منها نقص إدراك السائقين نتيجة لقلة النوم والتعب والقلق والنرفزة والتوتر، وحتى المشاحنات التي تحدث أحيانا بين السائقين في الطرقات، وهو ما يجعل هؤلاء يرتكبون أخطاء جسيمة تنتهي بحوادث مميتة.

للإشارة، فإن مختلف الأجهزة الأمنية كانت قد أطلقت منذ بداية رمضان حملات تحسيسية من أجل الوقاية من حوادث المرور، ودعت هذه الأجهزة مستعملي الطرقات إلى أخذ الحيطة والحذر في رمضان وتجنب سلوكيات التهور وأخذ قسط من الراحة وتجنب القيادة تحت تأثير الإرهاق وقلة النوم، خاصة عند أولئك الذين يقطعون مسافات طويلة، لأن هذا قد يؤدي إلى بطء رد فعل السائق خصوصا أثناء فترات الازدحام. كما دعتهم أيضا إلى عدم التهور باتخاذ سلوكيات سلبية من شأنها أن تؤدي إلى مخالفة اللوائح المرورية كالسرعة الزائدة والتجاوز من اليمين وتغيير الموقع بشكل مفاجئ وتغيير الاتجاه من خلال العبور فوق فواصل الطريق، مع الابتعاد عن أساليب القيادة المتهورة خصوصا خلال الفترة التي تسبق الإفطار والسحور.

 

    • أودية: أغلب أسباب حوادث المرور المسجلة تكون في الغالب "تافهة" ويمكن تجنبها

 

وفي هذا الصدد، أكد رئيس الفدرالية الوطنية لمدارس تعليم السياقة، أودية أحمد زين الدين، في تصريح لـ "الرائد"، أمس، أن حصيلة حوادث المرور المسجلة لغاية الآن تعد منخفضة مقارنة بالسنوات الماضية، غير أنها تبقى ثقيلة خاصة إن علمنا أن أسباب هذه الحوادث تكون تافهة ويمكن تجنبها بسلوكيات بسيطة تمنع هذه الحوادث من أساسها. واعتبر أودية أنه من أسباب حوادث المرور في رمضان هو الإرهاق والتعب وقلة النوم، وهذا معناه تراجع إدراك السائق لما يحيط به وبطء ردة الفعل بحوالي 60 بالمائة، ما يجعل خطأ بسيطا في الطريق يتسبب في حادث مرور مميت. 

وقال أودية أن حوالي 90 بالمائة من الحوادث تسجل في نفس المواقيت وهي عادة قبل الإفطار بدقائق ووقت السحور أيضا وهو ما يسفر عن ازدحام مروري خانق يزيد من عصبية السائقين، وعليه فإن التجاوزات تتضاعف. بالمقابل اعتبر أودية أن الحل لتجنب آلاف حوادث المرور التي تحدث في رمضان وحتى خارج رمضان هو بسيط وسهل، وهو احترام قانون المرور، معتبرا أن من يحترم القانون سيكون في منأى عن أي أخطار في الطرقات وأي حوادث، داعيا الجزائريين إلى الابتعاد عن الغضب والنرفزة في "المقود" وتجنب المشاحنات والسلوكيات الاستفزازية فيما بينهم على الطرقات، لأن حياة الإنسان أغلى من أي شيء.

 

    • بن حليمة: الجزائريون في رمضان لا يعترفون بمصطلح "قانون المرور"

 

من جهته، أكد الناطق الرسمي باسم جمعية طريق السلامة، مسعود بن حليمة، أمس، أن الجزائريين ينسون كلمة قانون مرور خلال شهر رمضان، والبعض لا يعترف بالمصطلح طيلة أيام السنة وليس خلال رمضان فقط، وهو ما يفرز الواقع الذي نعيشه في الطرقات منذ بداية الشهر الكريم ومئات الحوادث التي تسجل وتذهب بأرواح عشرات الضحايا، في شهر من المفروض أنه للعبادة والتراحم. 

وأشار بن حليمة في تصريح أن حوادث المرور عادة ما تعرف منحى تصاعديا في رمضان بسبب كثرة التجاوزات وأخطاء السائقين التي ترتبط بعادات رمضان والمتمثلة في قلة النوم والقلق والنرفزة، مضيفا أن الضغط يكون مضاعفا على السائقين في رمضان، ما يجعلهم يرتكبون أخطاء بالجملة. 

واستغرب ذات المتحدث تحول الطرقات في رمضان إلى حلبة صراع بين السائقين خاصة خلال ربع الساعة الأخير قبل الإفطار، حيث يسير أغلبهم بمنطق البقاء أو المرور للأقوى، متناسين أي قوانين مرور، مضيفا أن التحسيس في مجال الثقافة المرورية يبقى غير كاف ولا يشمل الجميع، ما يستدعي تكثيف هذه الحملات خاصة مع اقتراب موسم الاصطياف الذي يعد هو الآخر وقت ذروة في حوادث المرور، داعيا السائقين للتحلي بالرزانة واحترام قانون المرور وتجنب المشاحنات والاستفزازات في الطرقات.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن