الوطن

منتجات سريعة التلف تعرض للبيع وسط القمامة ومستهلكون بشعار "الثمن أولا"!

وضعية الأسواق الموازية تتفاقم منذ بداية رمضان وعشرات التجاوزات تسجل يوميا

تفاقمت وضعية أغلب الأسواق الموازية منذ بداية رمضان، فالسماح لهذه الأخيرة بالنشاط خلق حالة من الفوضى وسمح بتسجيل العديد من التجاوزات والممارسات التي ترهن صحة المستهلك، منها انتشار أطنان من الأغذية مجهولة المصدر وأخرى سريعة التلف تعرض وسط القمامة وتحت أشعة الشمس، لتتحول إلى "سموم" على "موائد" الجزائريين.

انتعشت التجارة الفوضوية بشكل لافت منذ بداية رمضان، حيث اتسعت رقعة العديد من النقاط السوداء وكثر الإقبال عليها بشكل كبير، وهو ما سمح بظهور ممارسات ترهن صحة المستهلك الذي بات هو الآخر يبحث عن الأسعار التي تلائم ''جيبه''، دون التفكير في النوعية التي تميز المنتوج.

وتعرض أغلب الأسواق الموازية هذه الأيام منتوجات مجهولة المصدر، منها عصائر ومنتجات ألبان وأنواع عديدة من الأجبان، لا تحمل لا وسما ولا تاريخ نهاية صلاحية، ولا حتى اسم الشركة المنتجة. ورغم ذلك فإن الإقبال كبير على هذه المنتجات بسبب الأسعار المنخفضة.

من جانب آخر، يسوق عدد من التجار في هذه المساحات الفوضوية منتجات تكاد تنتهي صلاحيتها عن طريق الصولد، وهو ما يجعل الزبائن لا يبالون بخطورة ذلك على صحتهم وتجدهم يقفون في طوابير من أجل اقتناء هذه المنتوجات الفاسدة، هذا وتفتقد أغلب الأسواق الموازية لأدنى شروط البيع، حيث يتم بيع الفواكه والخضر وباقي المنتجات الغذائية بمحاذاة مكب النفايات وبالوعات صرف المياه القذرة. 

والخطير في الأمر أن المستهلكين غير مبالين بالمشهد الذي يتكرر يوميا أمام أعينهم، في ظل غياب أي رقابة لا من مصالح الرقابة التابعين لوزارة التجارة ولا من المصالح البلدية التي تبقى المسؤولة عن هذه الأسواق. وقد باتت تجارة المناسبات في السوق الموازية المتسبب الرئيسي في حالات التسمم الغذائي ببلادنا التي تعرف ارتفاعا كل سنة بسبب استهلاك سلع غير صالحة، بينما تؤكد الجمعيات الممثلة للتجار وجمعيات حماية المستهلك أنه عادة ما يلجأ بعض تجار الجملة والمستوردين إلى تسويق منتجات في السوق الموازية عند انتهاء مدة صلاحيتها للتخلص منها عوض إتلافها ورميها، كونهم لا يستطيعون بيعها في محلاتهم خشية من مصالح الرقابة ومن الشكاوى التي قد يرفعها المواطن ضدهم في حال اكتشاف أمرهم. لتبقى السوق الموازية فضاء للتحايل على المواطن وتزويده بهذه السموم في غياب الضمير الإنساني.

محمد الأمين. ب

من نفس القسم الوطن