الوطن
النفايات تحاصر المدن الكبرى ومخططات مؤسسات التنظيف "دون فعالية"
العديد من البلديات تعيش وضعية يرثى لها
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 11 ماي 2019
تحولت النفايات منذ بداية رمضان إلى ديكور يومي للأحياء والشوارع بسبب تضاعف استهلاك الجزائريين، وبالتالي تضاعف نفاياتهم من جهة، ونقص الإمكانيات لدى مؤسسات التنظيف والبلديات من جهة أخرى، ما جعل العاصمة وأغلب الولايات الكبرى بالوطن محاصرة بالنفايات.
تعيش العاصمة وأغلب الولايات الكبرى، منذ انطلاق شهر رمضان المعظم، حالة يرثى لها، نتيجة انتشار الأوساخ والنفايات في كامل مناطقها وشوارعها، حيث بات هاجس النفايات المنزلية في رمضان مشكلا حقيقيا يؤرق مسؤولي ومواطني جل البلديات. وحسب إحصائيات أولية للمؤسسة المكلفة بالتنظيف بأحياء العاصمة "نات كوم"، فقد تضاعفت نفايات الجزائريين منذ بداية رمضان بمدل 30 مرة مقارنة بالأيام العادية، وهو ما جعل أغلب بلديات العاصمة تعيش وضعا مزريا.
وفي جولة قادتنا إلى بعض الأحياء الشعبية وأخرى تصنف في الخانة الراقية، وجدنا أن النفايات غزت كل البلديات وبشكل مبالغ فيه، أمام عجز الجهات المعنية في احتواء المشكل وحتى التخفيف من حدته.
• فعالية غائبة لـ"نات كوم" وإمكانيات محدودة للبلديات
وبالنسبة لمؤسسة التنظيف "نات كوم"، فمن الواضح أن المخطط الذي سطرته قبل بداية رمضان لضمان نظافة الشوارع والأحياء خلال هذا الشهر حكم عليه بالفشل، حيث لم تتمكن مؤسسة نات كوم التي تضمن تغطية 28 بلدية من أصل 57 مصنفة جلها ضمن خانة البلديات الحضرية، من ضمان النظافة في هذه البلديات.
فرغم الإمكانيات البشرية والمادية الهائلة التي توفرها هذه الأخيرة إلا أن مشكل النفايات يبقى مطروحا. وترجع المؤسسة التي يصل حجم النفايات التي ترفعها يوميا إلى 2000 طن أسباب الوضع الحالي إلى تصرفات بعض المواطنين غير المسؤولة باعتبارهم لا يتقيدون بساعات إخراج الأوساخ االمنزلي، كما أن كثرة الأسواق المنظمة والعشوائية، والكثافة السكانية تعيق من عمل المؤسسة وتصعبها.
من جانب آخر، فإن حال البلديات التي لا تضمن تغطيتها مؤسسة نات كوم يعد أسوأ، حيث تتضاعف الأوساخ ضمن هذه البلديات ويبقى رؤساء المجالس الشعبية لهذه البلديات على غرار الرغاية والرويبة يتحججون بنقص الإمكانيات المادية ونقص المساعدات الولائية الموجهة لقطاع النظافة وقدم العتاد وانخفاض عدد العمال المكلفين برفع النفايات، لتبقى المسؤولية الأكبر تحمل دائما للسكان.
• الأسواق الموازية تضاعف الأزمة وتعمق معاناة عمال "النظافة"
من جهتها، فقد تسببت الأسواق الموازية التي انتشرت بشكل مفرط مع بداية شهر رمضان في تأزم الأوضاع، حيث تتضاعف مشكلة النفايات في الأحياء والشوارع التي تعرف انتشارا واسعا للأسواق الموازية.
فرغم الجهود التي تبذلها مؤسسة "نات كوم" أو المصالح البلدية إلا أن المشكل أكبر من إمكانيات هذه الجهات، حيث يساهم التجار الفوضويون في تدهور خطير للمحيط وينشرون أينما حلوا الفوضى والأوساخ بشكل كارثي على أطراف وحواف الأرصفة التي تنتشر عليها الأسواق الموازية، دون إعطاء أي أهمية لتنظيف مخلفاتهم، وهو ما يضاعف من معاناة عمال النظافة سواء التابعين للبلديات أو لمؤسسة نات كوم، في ظل عدم قدرة السلطات المحلية ومصالح الأمن في القضاء على الأسواق الموازية التي تعود للنشاط كل مرة.
• الخبز أول ضحايا التبذير وأطنان من المواد الاستهلاكية ترمى في المزابل
من جانب آخر، ورغم الحملات التحسيسية التي أطلقت، لا يزال الجزائريون يتسمون بنفس السلوكيات الاستهلاكية المبذرة في رمضان، ويظهر ذلك من خلال نوعية النفايات خلال الشهر الكريم، حيث تشكل مادة الخبز حوالي 50 بالمائة مما يرميه الجزائريون يوميا في المزابل. وحسب إحصائيات أولية لجمعيات حماية المستهلك، فإنه يتم استهلاك ما لا يقل عن 50 مليون خبزة في رمضان، 20 بالمائة من هذه الكمية ينتهي بها الأمر إلى القمامة، بينما يرمي الجزائريون أطنانا من المواد الغذائية الأخرى وأطنان من الأطباق الجاهزة لم يستهلكوها، وهو ما يبين أن الكثير من الأسر الجزائرية لا تزال لا تتمتع بأي ثقافة استهلاكية، ما يؤثر سلبا على ميزانية الأسر وعلى الاقتصاد الوطني ككل.
س. زموش