الوطن
تجار يلجأون لتغيير نشاطهم دون تحيين السجل التجاري بحثا عن الربح في رمضان
رغم أن القانون التجاري يمنع ذلك ويقر عقوبات قاسية للمخالفين
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 08 ماي 2019
لجأ العديد من التجار منذ بداية رمضان إلى تغيير نشاطهم، حيث انتقلت محلات "الفاست فود" والمطاعم، لبيع الحلويات والزلابية والشاربات، فيما لجأ أصحاب محلات الكوسميتيك والروائح إلى بيع العصائر والمثلجات، مبررين تجاوزاتهم هذه بكون نشاطاتهم السابقة لا تدر عليهم الدخل المادي خلال الشهر الفضيل، وهو ما يحتم عليهم الانتقال لنشاطات تعرف الرواج خلال هذا الشهر.
وككل سنة، ضرب العديد من التجار بتعليمة وزارة التجارة التي تمنع تغيير النشاط دون تحيين السجل التجاري عرض الحائط، غير مبالين لا بأجهزة الرقابة ولا بمصالح الأمن، حيث حول العديد من التجار نشاطهم المعتاد إلى بيع الحلويات الرمضانية والشاربات والشواء والحشيش والمعدنوس.
وخلال جولة استطلاعية قادتنا إلى عدد من أحياء العاصمة، وقفنا على حجم الفوضى في النشاط التجاري التي تطبع بداية رمضان، حيث حول تجار مواد الكوسميتيك والعطور محلاتهم الى بيع مواد غذائية وعصائر ومثلجات وحتي بيع الزلابية وقلب اللوز، في حين تحولت محلات "الفاست فود" إلى محلات لبيع الحلويات بأنواعها.
وقد بقيت التعليمة الوزارية التي تقضي بمنع التجار من تغيير نشاطهم بدون تغيير السجل التجاري مجرد حبر على ورق، ولم تجد آذانا صاغية من طرف التجار الذين يعتمدون أكثر على مزاولة التجارة الموسمية، وذلك بهدف استقطاب أكبر عدد ممكن من الزبائن. وحسب بعض التجار، فإنهم مجبرون على تغيير نشاطهم التجاري واللجوء إلى نشاطات تعرف الرواج في شهر رمضان، وذلك بهدف تغطية مصاريف الكراء ولو كان ذلك على حساب صحة المستهلك، كون أغلب التجاوزات التي تسجل في مجال نظافة وسلامة الأغذية في رمضان تكون على مستوى محلات غيرت نشاطها في الأساس، ليبقى غياب مصالح الرقابة نقطة استفهام أمام استفحال هذه الظاهرة وتكرارها كل سنة، خاصة أن القانون واضح في هذا الشأن، حيث تنص المادة 41 من القانون التجاري الجزائري في إطار تغيير النشاط التجاري أنه "ينجر عن ممارسة تجارة خارجة عن موضوع السجل التجاري الغلق الإداري المؤقت للمحل التجاري المعني لمدة شهر واحد، وغرامة مالية تقدر من 20 ألف دج إلى 200 دج"، وعلى الرغم من أن نص المادة الأخيرة واضح ويعاقب كل من يقوم بتغيير نشاطه من دون موافقة السلطات المعنية، إلاّ أن الظاهرة موجودة كل سنة.
دنيا. ع
