الوطن

عصابات تنهب ملايير الخدمات الجامعية والطالب يزاحم عابري السبيل

"الكناس" يطالب بخصخصة القطاع ومنح أجر 3 ملايين كراتب شهري للطلبة

فضحت الوجبات التي أضحت تقدم في مختلف الإقامات الجامعية، خلال الشهر الفضيل، مسؤولي قطاع الخدمات الاجتماعية، حيث بالرغم من الملايير التي تصب لصالح الطلبة، إلا أنهم لم يستفيدوا شيئا منها، بدليل تسول الطلبة لدى مطاعم الرحمة من أجل إيجاد ما يسد جوعهم بعد ساعات طويلة من الصيام ويبتل به ظمأهم بعد عطش يوم كامل، الأمر الذي حرك نقابة المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي، لتجدد طلب خصخصة القطاع ومنح كل طالب راتبا شهريا بـ30 ألف دج.

تداول الطلبة عبر صفحات التواصل الاجتماعي صورة للأطباق التي تقدم لهم من قبل المطاعم بالإقامات الجامعية خلال هذا الشهر الفضيل، والتي تقدم في صينيات من حديد كارثية من دون أية نظافة، رغم السرقات من أكبر مسؤول إلى الطباخ وموزع الطعام.

وقرر الطلبة الانتفاضة بطريقتهم من خلال فضح ما يقدم لهم خلال شهر رمضان ولا يليق حتى للحيوان، مستنكرين الوجبات التي تطبخ لهم من دون مراعاة شروط التنويع أو النظافة، وهو ما جعلهم ينفرون منها ويلجأون إما لطهي وجباتهم بأنفسهم داخل غرفهم، على غرار ما تقوم به خاصة الفتيات، أو اللجوء إلى مطاعم الرحمة وهو شأن غالبية الطلبة الذكور.

ودعا هؤلاء الطلبة إلى أهمية التخلص من الفساد الذي نخر كل العقليات، وأجمعوا على أنه "من يعمل في الإدارة يسرق والذي يعمل في الخدمات الجامعية يسرق والذي يعمل بالمطعم يسرق، فما تبقى للجزائر؟"، متوعدين بمواصلة الحراك والاحتجاجات ومقاطعة الدراسة بالجامعات إلى غاية تحقيق مطالب الحراك الشعبي ومغادرة كل رموز الفساد السلطة.

وانتقد في ذات السياق عبد الحفيظ ميلاط معاناة الطلبة في الأحياء الجامعية، خاصة خلال الشهر الفضيل، حيث إفطار الطالب الجامعي الذي تصرف عليه الدولة سنويا 70 مليون سنتيم جد كارثي ويعاني من إفطار ذليل، جعل معظم الطلبة ذكورا وإناثا يهجرون المطاعم الجامعية ويتوجهون لمطاعم الرحمة علهم ينعمون بوجبة إفطار آدمية.

واقترح المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي "الكناس" على الجهات الوصية ضرورة إعادة النظر في ملف الخدمات الجامعية، وهذا للحد من استنزاف المبالغ الرهيبة فيما يعرف بالخدمات الجامعية والتي تذهب غالبيتها إلى جيوب عصابات الخدمات الجامعية، مشددا على أهمية خصخصة هذا القطاع.

وشدد الدكتور عبد الحفيظ ميلاط على أهمية تدخل الجهات العليا من أجل إعادة النظر فورا في السياسة العصابية التي ضحيتها الأولى الطالب، ثم أموال الخزينة العمومية، قائلا "بما أن الدولة - حسب تصريح الوزير الراحل حجار تصرف حوالي 70 مليون سنتيم على الطالب سنويا، أي حوالي 6 ملايين شهريا، وبما أن معظم هذه المبالغ لا يستفيد منها الطالب، أو على الأقل لا يستفيد من خدمة تتناسب ولو 10٪ مع هذه المبالغ، فإن الحل الأنسب هو خصخصة ملف الخدمات الاجتماعية".

واقترح الدكتور ميلاط أن تمنح الدولة شهريا الطالب الجامعي شبه أجر يقدر بـ30 ألف دينار، يتم خصخصة الإقامة والنقل والإطعام، بإيجار الإقامات الجامعية والنقل والإطعام للخواص وفق دفتر شروط معين يفرض مقابلا محددا كسعر لهذه الخدمات...

وأوضح ممثل المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي طريقة صرف أموال الطلبة مثلا بالإقامة، واقترح أن يتم إيجار الغرف للطلبة بإيجار شهري يقدر بـ5000 دج شهريا، والنقل، اشتراك شهري بمبلغ 1000 دج للطالب، والإطعام يحدد سعر الإطعام بمبلغ 200 دج للوجبة..

وأشار ميلاط "إن اللجوء إلى هذه الطريقة لصرف أموال الخدمات الاجتماعية من شأنه أن يعود بالإيجاب على الدولة وعلى الطالب على حد سواء، حيث الدولة تستفيد من استرجاع مبلغ 30 ألف دج شهريا عن كل طالب، أي استرجاع الخزينة العمومية لملايير الدنانير شهريا، مع استفادة الدولة من ملايير الدنانير مقابل تأجير الإقامات الجامعية والمطاعم الجامعية، أما الطالب فإنه يستفيد من خدمات جيدة تتناسب مع المبالغ التي يقدمها، علما أنه يستطيع مع ذلك ربح فائض لا يقل عن 10 آلاف دينار جزائري، يضيف المتحدث.

عثماني مريم

من نفس القسم الوطن