الوطن

طوارئ في المستشفيات في أول أيام رمضان والسبب... الممنوعون من الصيام

الأطباء يدعون أصحاب الأمراض المزمنة المعقدة للتقيد بإرشادات الطبيب وتجنب الصيام

شهدت مصالح الاستعجالات الطبية، في أول وثاني أيام رمضان، حالة من الطوارئ بسبب توافد عدد كبير من المواطنين أغلبهم أصحاب الأمراض المزمنة، أصيبوا بهبوط ودوار الصيام، أو أولئك الذين تسبب لهم الإفراط في الأكل التخمة واعتلالا، وهو ما جعل الأطباء يدعون أصحاب الأمراض المزمنة للتقيد بإرشادات الطبيب وعدم الصيام بالنسبة للممنوعين بسبب وضعهم الصحي، ناصحين الجزائريين بضرورة اتباع نظام غذائي متوازن خلال شهر رمضان.

وككل سنة، عرفت مصالح الاستعجالات الطبية في أغلب مستشفيات العاصمة، في أول وثاني أيام رمضان، توافدا غير مسبوق لعشرات المرضى قبل وبعد الإفطار لتلقيهم الإسعافات الأولية، حيث عجت مصالح الطوارئ بحالات عديدة لجزائريين لم يتحملوا مشقة الصيام في أول يوم، وآخرين أفرطوا في الأكل ليجدوا أنفسهم في أسرة المستشفيات.

 

    • ممنوعون من الصيام يصابون بمضاعفات خطيرة تستدعي تدخلا طبيا

 

وحسب ما أكده رؤساء لمصالح الاستعجالات في عدد من مستشفيات العاصمة، منها مستشفى مصطفي باشا ونفيسة حمودة، فمن بين أكثر الحالات التي استقبلت في المستشفيات، في أول أيام رمضان قبل الإفطار تحديدا، هي حالات لمواطنين من كبار السن مصابين بأمراض مزمنة من المفروض أنهم ممنوعون من الصيان، غير أن إصرارهم على ذلك أدى بهم لمضاعفات خطيرة.

فالعديد من الحالات تنقلت للمستشفيات بسبب إصابتها بانخفاض حاد في نسبة السكر في الدم وانخفاض في نسبة الضغط الدموي، وآخرين تسبب لهم الجفاف في تعقيدات صحية، وهو ما استدعى تدخلا طبيا.

 

    • مواطنون يفرطون في الأكل ليجدوا أنفسهم على أسرّة المستشفيات

 

من جانب آخر، فإن أغلب الوافدين على المستشفيات في فترة ما بعد الإفطار هم أشخاص أصيبوا بالتخمة بسب الإفراط في الأكل والشرب، الأمر الذي سبب لهم متاعب صحية مثل الشعور بالمغص وآلام في المعدة، والقيء المستمر والاعتلال.

وحسب الأطباء فإن ذلك نتيجة حتمية للأكل المفرط حيث أن الأكل وبكميات كبيرة مباشرة بعد يوم كامل من الصيام ينهك الجهاز الهضمي الذي يعاني من مشقة هضم تلك الكميات الكبيرة من الغذاء المتنوع، وهو ما يرهق الإفرازات الحامضية ويترتب عنها زيادة الإفراز واعتلالها، وبالتالي ينتج عن ذلك الشعور بالآلام الحادة والدوار والتقيؤ.

 

    • هذه هي نصائح الأطباء لشهر رمضان "صحي"

 

وعما عاشته المستشفيات خلال أول يومين من شهر رمضان، أكد رئيس عمادة الأطباء الجزائريين أنه وكلل سنة فإن مصالح الاستعجالات الطبية تسجل حالة طوارئ خلال الأيام الأولى من شهر رمضان، إلى غاية تكيف وتأقلم الجزائريين مع الصيام.

وبشأن الوافدين على المستشفيات بسبب تخمة الأكل، نصح بقاط بالاعتدال في الأكل والشرب بعد الإفطار وتقسيم الوجبات من بعد المغرب حتى وقت السحور، مشيرا أن إجهاد المعدة بكميات كبيرة من الطعام بعد فترة صيام تصل لـ 16 ساعة يجعل الجهاز الهضمي يعاني، وهو ما يتسبب في حالات الغثيان والاعتلال وآلام المعدة والإسهال.

واعتبر بقاط أن أخطر الحالات هي التي تقصد المستشفيات قبل الإفطار بسبب دوخة وهبوط في الضغط الدموي وانخفاض في نسبة السكر في الدم، بسبب إصرار أصحاب الأمراض المزمنة على الصيام، رغم أن الأطباء المتابعين لحالاتهم منعوهم من ذلك، وحسبه، فالكثير من المرضى الذين قصدوا المستشفيات وتم تشخيصهم تبين أنهم ممنوعون من الصيام، فمرضى السكري مثلا يضيف بقاط  خلال الصوم يتعرضون لانخفاض نسبة السكري في الدم، ما قد يدخلهم في غيبوبة، ومن بين مرضى القلب أولئك المطالبون بأخذ دوائهم بعد وجبة الغداء، وبالتالي فالصيام لديهم مستحيل، لكنهم يتعمّدون الصيام ويتعاطون دواءهم بعد وجبة السحور دون استشارة طبيبهم، ما يجعلهم يعانون من مضاعفات صحية خطيرة تنتهي بهم في المستشفيات، وهنا نصح بقاط كل أصحاب الأمراض المزمنة بضرورة استشارة طبيبهم المتابع قبل الصيام، مشيرا أن هناك حالات يمكنها أن تصوم ويتم تغيير أوقات تناول الدواء دون إشكال، بينما هناك حالات يمنع عليها الصوم لأنه قد يؤدي بها حد الموت.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن