الوطن

"لهفة" بالأسواق، تجار يفرضون منطقهم وإجراءات "جلاب" حبر على ورق

في أول يوم من الشهر الكريم

    • بولنوار: الأسعار ارتفعت بحدود 20 بالمائة وقانون العرض والطلب فرض نفسه

  

غطت اللهفة التي اجتاحت الأسواق أول أيام رمضان على الوفرة الموجودة في الخضر وبعض الفواكه، وضرب أغلب التجار قرارات الوصاية بشأن تسقيف الأسعار عرض الحائط وهو ما جعل الأسعار ترتفع بمعدل 15 إلى 20 بالمائة.

 

    • التجار يضربون بقرار تسقيف الأسعار عرض الحائط

 

وعرفت أسواق العاصمة، أول أيام شهر رمضان، فوضى كبيرة، حيث كان الاكتظاظ والطوابير قاسما مشتركا بين جميع الأسواق المنتشرة ببلديات العاصمة، وقد خلق ذلك ارتفاعا في الأسعار، حيث عرفت معظم المواد الاستهلاكية من خضر وفواكه وتوابل ومكسرات وفواكه جافة وكل المستلزمات المتعلقة بالشهر الكريم، ارتفاعا ملحوظا، غير أن الوفرة المسجلة في العديد من المواد خاصة الخضر وبعض الفواكه غطا نوعا ما على اللهفة التي اجتاحت الأسواق، ما جعل الارتفاع في الأسعار ليس بالشكل الكبير مقارنة بالسنوات الماضية. بالمقابل، ضرب أغلب التجار سواء تجار الخضر والفواكه أو حتى تجار اللحوم بقرار وزارة التجارة بشأن تسقيف الأسعار عرض الحائط، حيث لم يلتزم به من طرف الأغلبية خاصة في ظل نقص الرقابة، وعدا بعض المحلات الموجودة في مناطق قريبة من أجهزة الرقابة فقد فرض باقي التجار منطقهم وباعوا سلعهم وفق مبدأ العرض والطلب. وبما أن الطلب أول أيام رمصان ارتفع لمعدلات قياسية فإن الأسعار كانت كذلك.

 

    • هذه هي أسعار الخضر واللحوم في أسواق العاصمة

 

وفي جولة إلى بعض أسواق العاصمة، وقفنا على حجم التهافت على مختلف المنتجات حيث عرفت الأسواق طوابير طويلة عريضة أول يوم رمضان، بل أن بعض المنتجات نفدت من السوق في ساعة مبكرة على غرار "الحشيش " و"المعدنوس".

 أما بخصوص الأسعار، فقد بلغت أسعار البطاطا حوالي 60 دينارا، وارتفعت سعر الطماطم إلى 140 دينار بعد أن كانت لا تتجاوز الـ 80 دينارا، في حين وصل سعر "الخس" 120 دينار وبلغ سعر الفلفل الحلو 160 دينار بعدما كان لا يتجاوز الـ100 دينار منذ حوالي أسبوع. من جانب آخر وصل سعر الجلبانة إلى 130 دينار ووصل سعر الجزر إلى 110 دينار، بالمقابل حافظت أسعار الكوسة على بعض الاستقرار حيث بلغ سعرها 90 دينارا. هذا وشهد سعر البصل ارتفاعا كبيرا حيث وصل سعره أمس 60 دينارا بعد أن كان لا يتجاوز منذ يومين فقط سعر 30 دينارا. أما فيما يخص أسعار اللحوم فقد شهدت هي الأخرى نوعا من الارتفاع، حيث وصل سعر لحم الغنمي إلى 1500 دينار في حين تراوح سعر لحم البقر من 1000 إلى 1300 دينار حسب النوعية، وبقي لحم الدجاج يتراوح بين 340 إلى 360 دينار في بعض المناطق.

 

    • بولنوار: الأسعار ارتفعت بحدود 20 بالمائة وقانون العرض والطلب فرض نفسه

 

وفي هذا الصدد أكد، أمس، رئيس جمعية التجار والحرفيين، الحاج طاهر بولنوار، لـ "الرائد"، أن لهفة المواطنين واجتياحهم الأسواق خلال الـ 48 ساعة الأخيرة جعل الأسعار ترتفع ما بين 15 إلى 20 بالمائة، معترفا بأن أغلب التجار لم يحترموا قرار تسقيف الأسعار الذي وضعته وزارة التجارة بسبب تضاعف الطلب مقابل عرض مستقر، مؤكدا أن قانون العرض والطلب فرض نفسه بالأسواق أكثر من إجراءات وزارة التجارة، متوقعا أن تعرف الأسواق نوعا من الاستقرار بمجرد انقضاء الأسبوع الأول من الشهر الكريم.

 

    • هيكلة للتجار الموازين بصفة مؤقتة

 

من جانب آخر، عرفت الأسواق الموازية أمس إقبالا كبيرا حيث فضل العديد من الجزائريين اقتناء مستلزماتهم من هذه الأسواق بحثا عن أسعار أقل. وقد باشرت المصالح المحلية عبر العديد من البلديات إعادة هيكلة هذه الأسواق حيث تم تغيير مواقع تلك التي توجد على أرصفة الطرقات والتي عادة تتسبب في اكتظاظ كبير، وتم توجيهها لأماكن أقل إزعاجا، وهو ما مثل فرصة للشباب الناشط في هذه التجارة من أجل ممارسة نشاطهم بأريحية أكبر وتحت عيون مصالح الأمن التي راقبت خلال اليوم الأول من رمضان نشاط هذه الأسواق. وأشارت مصادر محلية أن غياب أوعية عقارية لاستقطاب أسواق جوارية وحتى أماكن لتنصيب الأسواق الباريسية التي تحدثت عنها وزارة التجارة، أجبر السلطات المحلية على السماح للتجار الموازين بالنشاط مع إعادة هيكلة هذه الأسواق بطريقة لا تمثل فيها هذه الأخيرة إزعاجا للسكان.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن