الوطن

انتشار غير مسبوق للمذابح العشوائية ولحوم "جيفة" على موائد الجزائريين في رمضان

جمعيات حماية المستهلك تحذر وتحمل السلطات المحلية المسؤولية

ساهم غلق العديد من المذابح الرسمية، مع حلول رمضان، في انتشار واسع النطاق للمذابح غير الشرعية عبر مختلف مناطق الوطن، وهو ما سيشكل خطرا على الجزائريين الذين قد يستهلكون لحوما غير صحية وغير مراقبة على موائدهم خلال الشهر الكريم.

وقد استفحلت، خلال الفترة الأخيرة، ظاهرة المذابح غير الشرعية، حيث تمكنت مصالح وزارة التجارة ومصالح الأمن، في الأيام الماضية، من توقيف نشاط عدد منها، كان آخرها مذبح غير شرعي بولاية مستغانم كان بصدد تسويق القناطير من اللحوم الحمراء الفاسدة عشية رمضان، لكن ما خفي يبقى أعظم، حيث تعرف الكثير من البلديات انتشار المذابح العشوائية للحوم بنوعيها الحمراء والبيضاء، بعيدا كل البعد عن الظروف الصحية اللائقة، وهو ما يهدد صحة المستهلكين الذين بات يغريهم السعر دون الاكتراث للظروف التي ذبحت فيها هذه اللحوم.

وقد حذرت جمعيات حماية المستهلك الجزائريين، من استهلاك اللحوم التي تعرض في الأسواق الأسبوعية دون مراعاة شروط النظافة والتبريد، مؤكدة أن هذه اللحوم تكون عادة مذبوحة بطريقة غير شرعية عبر مذابح عشوائية. وأكدت هذه الجمعيات أن اللحوم من أخطر المواد التي إن لم تراع فيها شروط النظافة والحفظ تتحول إلى مواد قاتلة.

وحملت هذه الجمعيات السلطات البلدية التي من شأنها ومن خلال مصالح الصحة الوقائية وضع حد نهائي لذات الظاهرة التي لا تتحمل مسؤوليتها لا مصالح الفلاحة ولا مصالح التجارة، معتبرة أن عمليات الذبح بحاجة إلى مكان لائق وشروط صحية معتمدة، وهو ما يفتقده الذبح العشوائي سواء للدواجن أو اللحوم الحمراء، حيث لا تملك المذابح العشوائية أي ضمان خاصة وأنها لا تمرر المواشي أو الدواجن عبر مصالح البيطرة، وهو ما يهدد صحة المستهلكين، ويتطلب من المصالح الفلاحية التكثيف من عمليات الرقابة، خاصة مع اقتراب الشهر الفضيل، على الموالين ومربو الدواجن، حيث يجب تمريرها على المذابح القانونية تحت إشراف البياطرة.

بالمقابل، دعت هذه الجمعيات الجزائريين لتوخي الحيطة والحذر والابتعاد عن اللحوم التي لا تحمل ختم البيطري أو تلك التي تباع على مستوى قصابات غير موثوقة، مع ضرورة التبليغ عن أي تجاوزات يرصدها الزبائن سواء فيما يتعلق بعدم إشهار الأسعار أو تلك المتعلقة بعدم تبيان مصادر اللحوم إن كانت طازجة، محلية المصدر أو مجمدة مستوردة.

للإشارة، فإن وضع المذابح والمسالخ الشرعية تفتقد هي الأخرى لشروط النظافة والشروط القانونية للذبح، كغياب النظافة وسوء الأرضية والجدران، وعدم توفر الإنارة وتصدأ خزانات المياه، ناهيك عن نقص التهيئة الخارجية وبعض التجهيزات الضرورية، وهو ما يجعل اللحوم الممررة عبر هذه المذابح غير صحية، غير أنها تبقى أحسن من اللحوم الفاسدة والتالفة والجيفة التي يتم تمريرها عبر المذابح غير الشرعية.

دنيا. ع

من نفس القسم الوطن