الوطن

انهيار مرتقب للقدرة الشرائية ولا حل للجزائريين سوى الاستدانة في رمضان

بسبب واقع الأسعار في الأسواق وتدهور قيمة العملة الوطنية

رغم أن الفصل الذي نعيشه حاليا هو موسم وفرة لمعظم الخضر والفواكه، إلا أن هذا لم يشفع للمواطن بأن تبقى الأسعار موسمية مع حلول شهر رمضان، وهو ما ينبئ بانهيار كارثي للقدرة الشرائية للجزائريين خلال هذا الشهر، خاصة مع بقاء بعض المؤشرات متدهورة، منها قيمة العملة الوطنية ونسب التضخم. فهل سيلجأ الجزائري ككل سنة للاستدانة لتغطية مصاريف الشهر الكريم؟

تشهد أسعار الخضر والفواكه ارتفاعا كبيرا مع غياب أي أثر لإجراءات وزارة التجارة في الميدان، والتي أمرت بتسقيف أسعار عدد من المنتجات حماية للقدرة الشرائية. غير أن هذه الإجراءات حتى وإن طبقت فلن تمكن من تحقيق هدفها بسبب العديد من المعطيات، أولها ارتفاع أسعار باقي المنتجات. فالسبعة منتجات التي ستخضع للتسقيف ليست هي المنتجات الوحيدة التي يستهلكها الجزائريون خلال رمضان، فمستوى الإنفاق خلال هذا الشهر يرتفع بشكل كبير، وهو ما يجعل القدرة الشرائية تتأثر بسبب أسعار باقي المنتجات، والتي من المؤكد أنها ستتخطى حدود المعقول من منطلق واقع أسعارها في هذه الفترة.

من جانب آخر، فإن استمرار انهيار قيمة العملة الوطنية من شأنه أن يعمق من قصور القدرة الشرائية خلال رمضان، خاصة ما تعلق بالمنتجات المستوردة، منها المكسرات التي تعرف أسعارها ارتفاعا كبيرا كونها منتجات مستوردة، وسيؤثر فارق العملة على أسعارها بشكل كبير.

هذا ويصادف شهر رمضان هذه السنة بداية الشهر، أي مع قبض العمال لرواتبهم، وهو ما قد يخفف من حدة انهيار القدرة الشرائية نوعا ما، غير أن خبراء اقتصاديين وجمعيات حماية المستهلك توقعت أن تعرف هذه الأخيرة انهيارا كبيرا، ومن المنتظر أن يلجأ الجزائريون ككل سنة نحو الاستدانة بسبب تفاقم المصاريف مقابل مداخيل العامل الشهرية التي لا تتجاوز عند أغلب العمال سقف الـ4 ملايين سنتيم.

للإشارة، تعرف أسعار الخضر والفواكه، هذه الأيام، التهابا كبيرا وهو ما فسره كثيرون بالمضاربة التي فرضت في الأسواق مع الأيام الأولى للشهر الفضيل.

س. ز

من نفس القسم الوطن