الوطن
رمضان... بظروف استثنائية؟!
الجزائريون منشغلون بالسياسة وقد يفطرون في الشوارع هذه السنة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 05 ماي 2019
يحل علينا شهر رمضان هذه السنة والجزائر تعيش ظروفا استثنائية جعلت الشهر الكريم على غير العادة خارج أولويات الجزائريين الذين لم يباشر معظمهم التحضيرات لهذه المناسبة، كما كان يحدث سابقا بأسابيع، ولم ينشغل الجزائريون بهذه المناسبة التي حلت علينا إلا مع بداية الأسبوع الحالي.
وعلى غير العادة، تعرف الأسواق هذه الفترة حركية عادية، حيث من الواضح أن الحراك الشعبي قد كبح "لهفة" الجزائريين على اقتناء وتخزين المنتجات تحضيرا للشهر الكريم، كما أن التطورات التي تعرفها الساحة الوطنية وامتداد عمر الأزمة السياسية جعل رمضان، على الأقل في الفترة الحالية، خارج أولويات الجزائريين المنشغلين حاليا بالمسيرات والمظاهرات وقضايا الفساد التي طفت للسطح، وحملة التوقيفات التي طالت رجال أعمال ومسؤولين سابقين، منهم مسؤولون عسكريون.
بالمقابل، وعلى مستوى التحضيرات الرسمية للحكومة، فإن هذه الأخيرة اقتصرت على قرارات أصدرتها وزارة التجارة من أجل حماية القدرة الشرائية للمواطنين، أفرجت عنها أمس أول غير أن هذه الأخيرة وبحسب خبراء لن يكون لها أثر على الواقع بسبب عدة عوامل، منها الفوضى التي تعرفها الأسواق، حيث تشهد هذه الأخيرة احتكارا ومضاربة غير مسبوقين، حيث استغل العديد من التجار الحراك الشعبي وانشغال السلطات بالوضع السياسي وغياب الرقابة من أجل بدء موجة من الأسعار الملتهبة منذ الآن.
من جانب آخر وعكس السنوات الماضية، فإن رمضان هذه السنة سيكون في ظروف جد استثنائية، فلأول مرة منذ حوالي عشرين سنة سيمضي الجزائريون شهر رمضان دون رئيس منتخب، وإن استمرت الأزمة سيفطر الجزائريون هذه السنة في الشوارع والطرقات، حيث يحضر نشطاء الحراك الشعبي، منذ الآن، برنامجا استثنائيا للمظاهرات والاحتجاجات خلال الشهر الكريم، حيث تقرر لحد الآن تنظيم المسيرات والمظاهرات بشكل شبه يومي خلال الشهر الكريم، حيث دعا العديد من النشطاء الجزائريين للإفطار في الشوارع والطرقات والمشاركة في المظاهرات من بعد صلاة المغرب حتى وقت صلاة الفجر، حيث اعتبر نشطاء الحراك الشعبي أن تغيير النظام هو عبادة وفرض عين على كل الجزائريين، وهو ما سيجعل شهر رمضان مرهقا بالنسبة للكثيرين إن لم تتغير الظروف، حيث يأمل العديد من المواطنين بالمقابل أن تحل الأزمة السياسية مع بداية هذا الشهر الفضيل حتى يتسنى للجزائريين الصوم في ظروف مناسبة.
س. زموش