الوطن

آلاف العمال يحاصرون العاصمة في احتجاجات ضدّ ظروف العيش والتهميش

جعلوا من احتفالات أول ماي يوما تاريخيا لإسقاط رؤوس الفساد

    • نقابات مختلف القطاعات تتوحد لأول مرة لتحقيق العدالة الاجتماعية 

 

استجاب، أمس، الآلاف من العمال الجزائريين من كل القطاعات، تربية وتعليم عال وتكوين مهني وصحة وطيران، بمن فيهم عمال الشؤون الدينية والبريد وبلديات وإدارات عمومية وعمال قطاعات خاصة، من صحافة وغيرها، لنداء النقابات المستقلة، حيث خرجوا إلى الشارع بقوة ونظموا مسيرة مليونية بالعاصمة، بعد أن قدموا من مختلف ولايات الوطن للتعبير عن غضبهم ضد التهميش والحڤرة، وللمطالبة برحيل المسؤول الأول للمركزية النقابية وتحرير هذا النقابة التي كانت السبب الأول وراء الظروف المهنية والاجتماعية التي يتخبط فيها العامل بالجزائر.

شاركت عدة نقابات في الاحتجاج الذي تزامن مع العيد العالمي للشغل لأول ماي، ومن أبرزها 13 نقابة تابعة لكنفدرالية النقابات الجزائرية ونقابات تابعة لـ"السناباب"، وحتى منشقين من الاتحاد العام للعمال الجزائريين ونقابيين من الاتحاد أنفسهم، وقد تعالت شعارات واحدة تنادي بالظلم والحڤرة في عيدهم العالمي، ورفضا للعصابة الحاكمة، مطالبين بجزائر ديمقراطية اجتماعية ركائزها مؤسسات شرعية قوية ودعامتها عدالة مستقلة، وهذا في ظل تطويق أمني مكثف من ساحة أول ماي إلى البريد المركزي، رافقها استعمال الغاز المسيل للدموع لتفريقهم ومنع وصول الحشود من العمال إلى البريد المركزي، على اعتبار أن نقطة الانطلاقة كانت من حي أول ماي.

وعمل العمال على نقل معاناتهم في إطار الحراك الشعبي الذي تعرفه الجزائر منذ ثلاثة أشهر عبر عدة شعارات، أبرزها "سراقين كذابين ويقولوا نقابيين"، "كليتو البلاد يا السراقين"، "العمال صامدون للتعبير مطالبون"، "لا خضوع لا رجوع الجزائري راه مخدوع"، "لا حوار ولا اجتماع.... قلنالكم تروحو ڤاع''، إضافة إلى شعارات تدعو إلى رحيل كافة النظام، والانتقال نحو حكومة وجمهورية جديدة بعيدا عن الفاسدين والعصابة.

هذا فيما أبرز مسؤولو النقابات الداعية للاحتجاج في اليوم العالي للشغل، أهمية رحيل كامل النظام الذي أثبت فشله في تسيير البلاد رغم الثروات والبحبوحة المالية، خاصة أنهم تورطوا في حرمان العمال من حقوقهم الاجتماعية والمهنية وأفقروا الجزائريين، كما تسببوا في تدهور القدرة الشرائية والقضاء على المكاسب العمالية.

وحذر رؤساء النقابات من تعنت السلطة وتمسكها بالحكم، وأكدوا على الاستمرار في الاحتجاجات والإضرابات إلى غاية إسقاط كامل الرؤوس المتبقية ومحاسبة رموز الفساد دون استثناء والتخلص من بقايا الاستبداد، وتدعيم نهج بناء دولة ديمقراطية اجتماعية.

وأكد النقابيون أن خروجهم أمس بقوة للاحتجاج لأجل جزائر حرة ديمقراطية شعبية اجتماعية ركائزها مؤسسات شرعية قوية، دعامتها عدالة مستقلة، قوامها عدالة اجتماعية ضامنة للحريات الفردية والجماعية، وشددوا على الصمود للحفاظ على المكاسب وتحقيق المطالب، وسعيا للرقي والتنمية الاجتماعيين، ولأجل تشكيل جبهة اجتماعية نضالية موحدة تضمن بناء وحماية الوطن..

كما أكدوا أن الرهان التنموي لبلادنا يجب أن يمر وجوبا عبر تقوية نظامها الاقتصادي في سياق تعادلية سياسية واقتصادية واجتماعية، رهان يتوقف تحقيقه وبلوغ نتائجه على فرض مأسسة الحوار السياسي والاجتماعي الذي ما فتئت النقابات المستقلة تنادي به وتناضل في سبيل إقراره.

وسهر النقابيون الذين توعدوا بمسيرات أخرى على مواصلة الدعم للحراك الشعبي من أجل بناء جزائر الحريات والحريات النقابية، جزائر دولة المؤسسات، جزائر دولة القانون، جزائر السيادة فيها للشعب، جزائر الكرامة، جزائر القدرة الشرائية، جزائر الأجرة الكريمة، جزائر تحفظ كرامة العمال وتصونها، جزائر تحارب فيها العصب ويهدّم فيها نظام الريع وتسلط أرباب المال تحت شعار "لا صوت يعلو فوق صوت الشعب".

سعيد. ح

 

من نفس القسم الوطن