الوطن

أزمات مرتقبة بسبب توقيف رجال أعمال "يحتكرون" قطاعات واسعة

هزات ارتدادية بالأسواق وعدد من القطاعات ورجال أعمال يعيشون على أعصابهم

يعيش رجال المال والأعمال بالجزائر، هذه الأيام، على أعصابهم، خاصة أولئك المحسوبين على النظام "البوتفليقي"، حيث يتخوف هؤلاء من ورود أسمائهم في قضايا الفساد التي شرعت العدالة في فتحها، في حين تعرف الأسواق وعدد من القطاعات، منها قطاع الأعمال، حالة من الترقب مع وجود تخوف من تسجيل أزمات بسبب توقيف عدد من رجال الأعمال الذين يحتكرون قطاعات واسعة.

خلفت حملة العدالة للتحقيق في قضايا فساد مع عدد من رجال الأعمال المحسوبين على نظام بوتفليقة، قلقا كبيرا من هزات ارتدادية على الأسواق وقطاع الأعمال، خاصة إذا تعلق الأمر بقطاعات محتكرة من طرف زمرة من رجال الأعمال، على غرار الصناعة الغذائية، حيث يروج البعض هذه الفترة إمكانية تسجيل أزمة "زيت وسكر" في الأسواق بسبب توقيف مالك مجمع سيفيتال يسعد ربراب وتحويله إلى سجن الحراش.

وبسبب احتكار هذا الأخير لإنتاج هاتين المادتين فإن الأسواق تبقى مهددة رغم تأكيدات مسيري المجمع أن نشاط هذا الأخير وإنتاجه لن يتأثر، غير أن كل شيء وارد.

واعتبر خبراء اقتصاديون، أمس، أن ما يتم تداوله من أخبار حول أزمة زيت وسكر هو نتيجة طبيعية لسياسة الاحتكار التي سمح النظام لبعض الأطراف بممارستها دون حسيب ول رقيب، حيث اعتبر هؤلاء أنه من غير المعقول أن تبقى السوق الوطنية واحتياجات ملايين من الجزائريين من مادتين أساسيتين كالزيت والسكر في يد مجمع إنتاج واحد يتحكم فيهما وفي الأسعار وفي كل شيء.

من جانب آخر، كشفت مصادر، في الأيام القليلة الماضية، أن العديد من شركات المناولة والشريكة للمتورطين محل التحقيق، دخلت في سباق مع عقارب الزمن، لتحصيل أموالهم المعلقة، وتصفية الشركات المالية والتجارية المرتبطة بهم، وهو ما ينذر بكارثة في عدد من المجالات، منها مجال البناء والأشغال العمومية.

بالمقابل، فإن حملة التوقيفات التي طالت رجال أعمال معروفين بالجزائر، مؤخرا، لم تخلق قلقا بالأسواق وقطاع الأعمال فحسب، بل إن القلق الحقيقي حاليا يوجد لدى عدد من رجال الأعمال خاصة أولئك المحسوبين على نظام بوتفليقة، حيث يتخوف هؤلاء من سقوط أسمائهم في قائمة الملاحقين قضائيا، خاصة أولئك المغضوب عليهم من طرف الجزائريين والذين نهبوا، طيلة سنوات، جيوب الزوالية، منهم منتجون ومستوردون وأصحاب مشاريع تركيب السيارات الذين يوجد أغلبهم في موقف صعب، وقد تطرح أسماؤهم في أي لحظة ضمن الحملة ضد الفساد الحالية.

دنيا. ع

 

من نفس القسم الوطن