الوطن
غضب وسخط شعبي على المسؤولين المحليين بسبب حادثة انهيار عمارة بالعاصمة
الحادثة جاءت في وقت حساس وخلقت أجواء مشحونة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 22 أفريل 2019
• انهيار العمارة بالقصبة السفلى يخلف 5 ضحايا
عمقت حادثة انهيار عمارة من أربعة طوابق في حي القصبة السفلى، من حالة الغضب الشعبي العارم ضد المسؤولين المحليين الذين يتحملون مسؤولية مثل هكذا حوادث، حيث خلقت الحادثة التي اهتزت لها العاصمة موجة غضب وأجواء مشحونة دفعت السكان لطرد الوالي زوخ ومحاولة الاعتداء عليه.
قد استيقظت العاصمة، أمس، على حادثة انهيار عمارة من أربعة طوابق في حي القصبة السفلى بالجزائر العاصمة بمحاذاة مسجد كتشاوة، وخلفت الحادثة انتشال ضحيتين، وهما طفل ذو ثلاث سنوات وجد، من تحت الأنقاض وشخص ثلاثيني، في حين تواصلت عمليات الإنقاذ إلى ساعات متأخرة من أجل البحث عن ضحايا محتملين تحت الأنقاض.
وفي هذا الصدد، أكد الملازم بن خلف الله خالد، المكلف بالإعلام لدى المديرية الولائية للحماية المدنية، أنه تم تسجيل، في حدود الساعة السادسة من صباح أمس، انهيار عمارة مكونة من أربعة طوابق بشارع تماغليت بالقصبة السفلى، وتحديدا بمحاذاة مسجد كتشاوة بالجزائر العاصمة. وتواصلت عمليات البحث عن ضحايا محتملين، حيث تم تسخير لهذا الغرض 5 سيارات إسعاف وتدعيم بوحدة البحث والتدريب بالدار البيضاء. وقد خلقت الحادثة لدى السكان أجواء مشحونة للغاية وغضبا شعبيا عارما ضد المسؤولين المحليين، خاصة أن هذه العمارة عرفت السنة الماضية عمليات ترميم خارجية فقط لدى تدشين رئيس الجمهورية السابق عبد العزيز بوتفليقة مسجد كتشاوة المقابل، حيث عمدت السلطات المحلية آنذاك لإجراء عمليات ترميم سطحية فقط لتجميل العمارة التي بقيت تعاني وضعا هشا، لينتهي الأمر بكارثة وسقوط هذه الأخيرة على رأس سكانها.
وقد ندد سكان العاصمة، أمس، بتعامل السلطات المحلية مع الوضع، وكان لوالي العاصمة عبد القادر زوخ النصيب الأكبر من الغضب، حيث تعرض للطرد لدى محاولته زيارة مكان الحادث، وقد قابله السكان بكثير من الغضب وقاموا بطرده تحت شعارات "ديڤاج". وكاد الوالي يتعرض لاعتداء من طرف عائلات الضحايا الغاضبين.
وقد جاءت هذه الحادثة في توقيت جد حساس جعلت الجزائريين يوجهون جل غضبهم ضد المسؤولين المحليين الذين سيكون لهم نصيب من غضب الحراك الشعبي مستقبلا، خاصة إذا تعلق الأمر بالعاصمة وعدد من البلديات التي تضم أحياء شعبية توجد في وضعية جد متدهورة، على غرار حي القصبة العتيق والقصبة السفلية وأحياء سوسطارة وباب جديد وباب الوادي، حيث تعد هذه الأحياء قنبلة موقوتة، خاصة في ظل الوضع السياسي المتدهور. فأغلب هذه الأحياء لا تزال تضم مباني تاريخية مصنفة بالأحمر ومدعومة بالخشب ومكدسة بالعائلات التي تنتظر السكن، في حين فضلت مصالح ولاية الجزائر منح الأولوية للسكنات القصديرية التي معظم قاطنيها من ولايات أخرى غير العاصمة وأغلبهم استفادوا من سكنات اجتماعية، وهو ما سيجعل أميار العاصمة والوالي زوخ في الأيام المقبل يواجهون زحف الحراك الشعبي عليهم.
هذا وأكدت المديرية العامة للحماية المدنية بالعاصمة أن ضحايا انهيار العمارة بشارع تماقليت بالقصبة السفلى صبيحة الاثنين بلغ عددهم خمسة ضحايا منهم رجلين وامرأة وطفلين حيث تم انتشال 3 منهم فيما يتواصل البحث عن البقية تحت الأنقاض، وبلغت حصيلة الانهيار الذي شهدتها عمارة بشارع تماقليت بالقصبة السفلى وفاة 5 أفراد (رجلين وامرأة وطفلين)، حيث توصلت فرق الانقاذ من انتشال جثتين (رجل وطفل) عند الساعة العاشرة قبل انتشال الضحية الثالثة خلال الظهيرة وهو رجل يبلغ 36 من عمره, حسبما أفادت به لـ واج مصالح الحماية المدنية.
وتتواصل ابحاث مصالح الحماية المدنية لولاية الجزائر لانتشال زوجته ورضيعهما ذي الأشهر الخمسة، يقول المكلف بالإعلام لدى المديرية الولائية للحماية المدنية الملازم الأول خالد بن خلف الله، وأضاف أن عملية البحث مستمرة وسط ركام البناية "المنهارة كليا" والتي لم يتبق منها سوى الواجهة الخارجية، وقال انه حسب التقديرات الميدانية "سيتم استخراج الجثتين المتبقيتين في الساعات القادمة".
• الولاية تبرر !!
من جهتها، أوضحت مصالح ولاية الجزائر في بيان لها أن المعطيات الموثقة لهيئة المراقبة التقنية للبنايات "تشير بأنه تم تصنيف البناية في الخانة البرتقالية 4 سنة 2003 بعد الزلزال الذي ضرب العاصمة"، وقامت مصالح الولاية -يضيف البيان-بـ "اتخاذ إجراءات ترحيل العائلات القاطنة من أجل ترميم وتأهيل العمارة، إلا أنهم رفضوا التنقل إلى الشاليهات". واكدت في نفس السياق أن "العلاقة الإيجارية لشاغلي العمارة مع ديوان الترقية والتسيير العقاري لبئر مراد رايس انتهت سنة 2004 "، كما أشار ديوان الوالي إلى أن ولاية الجزائر "قامت مجددا سنة 2016 بمعاينة العمارة المهددة وطلبت من شاغليها غير الشرعيين تقديم ملفاتهم بغرض الترحيل، إلا أن إحدى العائلتين المتواجدتين بعين المكان امتنعت عن ذلك، وبالتالي تعذر ترحيلهم"، يقول نص البيان.
دنيا. ع