الوطن

جامعات تغلق بـ"الكادنات" والوزارة تنفي شبح السنة البيضاء

"الكناس" يتهم أطرافا سياسية بقيادة الجامعة إلى المجهول ويؤكد بالأرقام إضراب الطلبة

    • أساتذة يباشرون حملة "لا للسنة البيضاء ونعم لاستمرار الانتفاضة الطلابية"

    • تحرك لإنقاذ الطلبة والجامعة بخارطة طريق لتعويض الدروس والامتحانات

 

تعالت، أمس، أصوات وتحذيرات النقابات والأساتذة الجامعيين من الخطر الذي يحدق بالجامعة الجزائرية، بسبب تمسك الطلبة بقرار مواصلة الإضرابات بمختلف جامعات الوطن، والتي شلت غالبيتها، أمس، بنسبة وصلت إلى 100 بالمائة، بالرغم من خروج وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عن صمتها بإصدار بيان تؤكد السير العادي للدروس، وهو ما لا يعكس "الحقيقة"، وفق نقابة "الكناس" التي اتهمت أطرافا سياسية بالعمل على جر الجامعات إلى المجهول.

بلغة الأرقام التي تحصل عليها المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي "الكناس" حول نسبة الإضراب، فإنه استمرت أمس الجامعات في إضراباتها التي يشنها الطلبة على غرار جامعة خميس مليانة بنسبة 100٪ أمس، ونفس الشيء بمعسكر، حيث أنه لم يضرب الأساتذة والطلبة بإرادتهم الحرة، بل تم بإغلاق الأبواب عنوة، وجامعة أم البواقي أغلقت أيضا بطريقة جماعة الكادنة بالقوة، ونفس الشيء بجامعة ڤالمة 100٪ والحاج لخضر بباتنة وملحقة قصر الشلالة بتيارت وجامعة ابن خلدون حيث سجل إضراب بنسبة 100 بالمائة، وقسنطينة 2 حوالي 90٪، حيث شوهد تدريس محاضرتين تخص تاريخ وعلم الاجتماع.

كما سجل أيضا إضراب بجامعة أم البواقي بنسبة 100٪، جامعة محمد خيضر ببسكرة بنسبة إضراب 100٪، في حين كانت الدراسة في جامعة سكيكدة مشلولة بنسبة 90٪، ونفس الشيء بجامعة بلعباس حيث شلت الدراسة بنسبة 99٪، هذا في حين أنه بجامعة سطيف فإن كلية الطب السنوات الرابعة، الخامسة والسادسة لم يدخلوا في إضراب، في حين أن السنوات الأولى، الثانية والثالثة في إضراب رفقة طلبة كلية الصيدلة، في ظل انقسام بين الطلبة في كلية جراحة الأسنان.

وسجل بجامعة تيزي وزود قسم العلوم التقنية ST منذ الأسبوع الفارط حضورا جد محتشم (أقل من 25٪، أي أكثر من 70٪ نسبة الشلل)، حيث أنهم لم يجروا بعد امتحانات الفصل الأول والتي اتفقوا على إجرائها في سبتمبر، وعودتهم إلى مقاعد الدراسة كانت بالدرجة الأولى خوفا من السنة البيضاء، نظرا للتأخر الكبير في بداية السنة، في حين سجلت بالمركز الجامعي عين تموشنت نسبة شلل وصلت 100٪، وبجامعة المسيلة كانت نسبة الاستجابة أكثر من 80 بالمائة، جامعة ميلة 100 بالمائة، الشلف 70 بالمائة، تبسة 80 بالمائة، القطب الجامعي القليعة 100٪، جامعة برج بوعريريج 100٪.

وحذر بذلك المنسق الوطني للمجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي "الكناس" من أطراف تحاول إدخال الجامعات في متاهة الإضرابات، في ظل غياب إجراءات جدية من قبل وزارة التعليم العالي التي تحاول تغليط الرأي العام ببيانات لا تعكس حقيقة الوضع الذي تشهده الجامعات، مؤكدا أن "الجامعة الجزائرية في خطر، ووقعت رسميا رهينة لمجموعة سياسية وإيديولوجية وفكرية توجهها وتقودها إلى المجهول".

 

    • قوى غير دستورية وراء إضرابات الطلبة

 

واستفهم المتحدث قائلا "من يسير الحراك الجامعي، ويدفع بالجامعة إلى التعفن؟ هم مجموعة طلبة متواجدون بجامعات العاصمة، أحدهم تم القبض عليه الأسبوع الماضي، وهذه المجموعة تسير بدورها من قبل القوى غير الدستورية، وهذه المجموعة هي التي روجت لإضراب الجامعة؛ وهي التي تحدد تواريخ الجمعيات العامة عبر كل جامعات الوطن".

كما قال "إن ذات الجهات حددت قيام كل جامعات الوطن باستفتاء لمواصلة الإضراب، والأخطر أن هذه المجموعة هي نفسها من حددت ممثليها في كل جامعات الوطن، وهي التي تحدد قائمة الشخصيات التي تتم استضافتها في كل جامعة، والأخطر من كل هذا أن هذه المجموعة ليست مستقلة بل تخدم تيارا وتوجها معروفا برغبته في السيطرة على الحراك الشعبي والجامعي، علما أن معظم الطلبة رافضون للإضراب، لكن للأسف وقعوا تحت سطوة هذه المجموعة." يضيف ميلاط.

وقال ميلاط إنه في ظل كل ما يحدث، فإن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي اكتفت، أمس، بإصدار بيان تؤكد عدم وجود أي إضراب في معظم الجامعات حول الوطن، وأن الدراسة تسير بشكل عادي، معلقا على ذلك "لابد أنهم يتحدثون عن جامعات دولة الموزمبيق الشقيقة، على اعتبار أن الحقيقة المرة تجهلها الأسرة الجامعية والطلبة بالخصوص".

ودعا الدكتور ميلاط وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى عقد ندوة صحفية تقدم فيها معلومات مدعمة بالأرقام من كل جامعة، وعدم الاكتفاء بمجرد بيان تكذيب عام غير مفصل ومنشور في صفحتها على الفايسبوك جاء فيه "إن معظم الطلبة في جل جامعات الوطن عادوا إلى مقاعد الدراسة بشكل عادي"، وأن ما يتم تداوله حول العطلة الصيفية للطلبة في الجامعات لا أساس له من الصحة.

 

    • تورط نقابات طلابية مفبركة وحتى نقابات في تحريك الطلبة للإضرابات

 

وتتزامن تحذيرات نقابة "الكناس" مع تعالي أصوات أساتذة جامعيين دقو ناقوس الخطر بشأن عملية ممنهجة لدفع الجامعة إلى التعفين، بهدف إنتاج العنف والكراهية داخل الحرم الجامعي، بعد أن بقي هذا الحرم محرما على الطلبة والأساتذة لفتح أي نقاش حول تسيير الشأن العام، من خلال نقابات طلابية مفبركة ونقابات أساتذة تتشكل في غالبيتها من رموز الفساد والوشاية بالأساتذة الذين يرفضون ممارسة الولاء للأشخاص ولرموز الفساد الإداري والسياسي.

وحسب رسالة مفتوحة وجهت إلى الطلبة والأساتذة تحت عنوان "لا للسنة البيضاء ولا لجامعة الأمر الواقع ونعم لاستمرار الانتفاضة الطلابية"، فإن استراتيجية التعفين هذه بدأت مع إعلان الوزير السابق طاهر حجار الذي ولد وترعرع في مخابر النظام، والذي سير جامعة الجزائر لأكثر من 20 سنة كما تسير قسمات جبهة التحرير في عهد البلطجة والشكارة، فهو الذي فرض عطلة ربيعية إجبارية من أجل كسر ثورة الجامعة ضد النظام الذي أنجبه وأنجب أمثاله وحلفاءه من نقابات طلابية تمارس الوشاية بالطلبة، ونقابات أساتذة غارقة في الفساد والريع والولاء للإدارة ورموزها".

وجاء في الرسالة "إن هذه العطلة الإجبارية سببت عدة مشاكل في تسيير الإدارة الجامعية، خاصة أن الكثير منها قد كان يستعد لإجراء الامتحانات الاستدراكية للسداسي الأول. العطلة الربيعية هذه زادت في ثورة الطلبة ودفعتهم إلى راديكالية أكبر، وتسببت في إضرابات مفتوحة في غالبية الجامعات، نظرا لشعور الطلبة والأساتذة بالإهانة والعنف، ومع هذا الوضع نجحت بعض الجامعات في إيجاد توافقات، بين إجراء الامتحانات الاستدراكية واستمرار الإضراب".

 

    • تحرك لإنقاذ الطلبة والجامعة بخارطة طريق لتعويض الدروس والامتحانات

 

وأمام هذا، شددت الرسالة على أهمية استمرار الثورة السلمية ورفض السنة البيضاء، وهذا دفاعا عن مصلحة الطلبة بالأساس والجامعة بوجه عام، مع أهمية التنسيق من أجل استمرار الطلبة والأساتذة في الإضراب وتنظيم المسيرات يوم الثلاثاء فقط، وتعويض حصص المحاضرات والدروس المبرمجة الثلاثاء في أيام أخرى وبرمجة السبت للتدريس من أجل التعويض وتكثيف الدروس.

كما تمت الدعوة إلى حمل شارات أو سترات الاحتجاج كشكل من أشكال التعبير السلمي في أيام التدريس، وهذا من أجل التمكن من هدفين، إنقاذ السنة الجامعية واستمرار الاحتجاج السلمي، مع العمل على تنظيم امتحانات السداسي الثاني نهاية ماي بالنسبة للجامعات المتأخرة في الدروس، ومنتصف ماي بالنسبة للجامعات التي لا تعاني من هذا المشكل، وتنظيم الامتحانات الاستدراكية في شهر سبتمبر وتنظيم المناقشات الخاصة بالماستر في دورتين، جوان وسبتمبر، وبهذا تبقى الجامعة في قلب الثورة السلمية وتكون في الوقت نفسه قد ضمنت تجاوز أي انحراف يمكن أن يحدث وأية مشاكل يصعب حلها، حسب ذات المصدر.

عثماني مريم

 

من نفس القسم الوطن