الوطن

نقص فادح في الأسواق الجوارية وتوسع غير مسبوق للأسواق الموازية مع اقتراب رمضان

ما قد يرهن إجراء تسقيف أسعار الخضر الذي أقرته وزارة التجارة لأول مرة

تعرف الأسواق الجوارية والمرافق التجارية بعدد من بلديات العاصمة نقصا فادحا مع اقتراب شهر رمضان، بالموازاة مع توسع غير مسبوق في التجارة الموازية، وهو ما قد يؤثر على وفرة المواد الغذائية وحتى على الأسعار، فعادة ما يفتح نقص الأسواق المجال للمضاربة، خاصة أن الشهر الكريم معروف بارتفاع الاستهلاك إلى حدود قصوى، بالإضافة إلى أن الوضع قد يرهن أيضا إجراء تسقيف أسعار الخضر الذي أقرته وزارة التجارة لأول مرة، كون توسع الأسواق الموازية على حساب الأسواق الجوارية يعني عدم تمكن فرق الرقابة من تأدية عملها.

وتسجل عدد من بلديات العاصمة نقصا فادحا في المرافق التجارية سواء الأسواق الجوارية المغلقة، أو الأسواق التجارية المغطاة، وهو ما من شأنه أن يفاقم من معاناة المستهلكين مع اقتراب شهر رمضان المعروف بارتفاع حجم الاستهلاك.

وقد أكد أغلب المواطنين تخوفهم من عدم توفر بعض المواد الاستهلاكية خلال هذا الشهر الفضيل، في ظل عدم تجسيد الأسواق الجوارية، بل وحتى غلق المتوفرة منها، بهدف إعادة تهيئتها وتجديدها لمدة فاقت الأشهر، ما سيجعل المواطن مجبرا على اللجوء إلى المساحات التجارية الكبرى وكذا المحلات التي تتسم بغلاء أسعارها أو للأسواق الموازية.

ورغم وعود وزارة التجارة بفتح حوالي 400 سوق جواري قبل رمضان، إلا أن العديد من البلديات لن تشملها هذه الأسواق بسبب غياب أوعية عقارية لبناء هذه الأسواق، وحتى بسبب مشاكل تموين في هذه البلديات.

من جانب آخر، تعرف الأسواق الموازية هذه الأيام توسعا غير مسبوق، حيث عاد التجار الموازين بأغلب البلديات إلى النشاط، مستغلين الانشغال بالحراك الشعبي، وهو ما أدى إلى ظهور العديد من نقاط البيع غير الشرعية في عدد من البلديات، على غرار باب الزوار والحراش والرويبة، الرغاية، باش جراح، القبة، بير خادم، وجسر قسنطينة والسحاولة وبير توتة، حيث رص التجار طاولاتهم متسببين في حركة سير بطيئة في العديد من البلديات، خاصة في بعض الأيام، بالنظر إلى الإقبال الكبير على هذه الأسواق من طرف الزبائن. وإلى جانب عودة هذه الأسواق إلى مواقعها القديمة، ظهرت أسواق فوضوية جديدة تشكّلت أيضا بصفة تدريجية عبر العديد من بلديات ولاية الجزائر، وهي تضم اليوم العشرات من التجار.

ومن بين الأمثلة على ظهور الأسواق الجديدة، الأسواق التي ظهرت بمحاذاة السكة الحديدية بجسر قسنطينة والموقع المحاذي للسوق المغطى ببلدية عين طاية، وكذا عدد من الطاولات الفوضوية بحي المندرين الذي بات يستقطب المواطنين بكثرة، ما شجع التجار الفوضويين على الاستقرار فيه، وهو ما سيمثل بديلا للمواطنين خلال شهر رمضان، غير أن عودة هذه الأسواق لن تكون إيجابية على النشاط التجاري، كون هذه الأسواق لا تخضع لأي رقابة، سواء من ناحية الأسعار أو نوعية المنتجات، كما أن أغلب هذه الأسواق تعد ممرا للمنتجات الفاسدة ومنتهية الصلاحية، وهو ما يمثل خطرا على الصحة العمومية وآثار سلبية على الاقتصاد الوطني.

محمد الأمين. ب

من نفس القسم الوطن