الوطن

الحراك الشعبي "يكبح" لهفة الجزائريين على التسوق مع اقتراب رمضان

الكل منشغل بالمسيرات والأسواق تعيش على وقع حركية أقل من العادي

شغل الحراك الشعبي المتواصل منذ 22 فيفري الماضي الجزائريين عن تحضيرات شهر رمضان، حيث شهدت الأسواق نهاية الأسبوع حركية عادية إن لم تكن أقل من العادي، رغم أن الشهر الكريم لم يعد يفصلنا عنه سوى أسبوعين، وهي الفترة التي كانت تشهد لهفة غير مسبوقة في الأسواق.

ولأن الجزائريين منشغلون بقضية أهم وأسمى في الفترة الحالية، فإن الأسواق تعرف، هذه الأيام، حركية عادية على غير العادة في مثل هذا التوقيت من السنة، حيث ساهمت المسيرات التي تعرفها مختلف ولايات الوطن في ركود النشاط التجاري، عكس ما هو متعود عليه في هذه الفترة من العام، فلا بيع ولا شراء في الأسواق هذه الأيام، ولا حديث إلا عن المظاهرات ومواد الدستور ومطالب الشعب المرتفعة، الداعية إلى رحيل النظام ومحاسبة العصابة التي نهبت أموال البلاد.

وخلال جولة قادتنا إلى عدد من الأسواق نهاية الأسبوع، وقفنا على حركية عادية أو أقل في هذه الأخيرة، رغم أن شهر رمضان لم يعد يفصلنا عنه سوى أسبوعين.

ومن المتعارف عليه كل سنة أن هذه الفترة تشهد إقبالا كبيرا من طرف الجزائريين على اقتناء كل مستلزمات هذا الشهر، حيث تشهد الأسواق عادة لهفة كبيرة تجعل من الأسعار تقفز نحو الأعلى وتشهد عادة مختلف المحلات، سواء محلات المواد الغذائية أو محلات أواني الطبخ وكذا محلات الملابس، إقبالا غير مسبوق وضغطا كبيرا، وهو ما لم يحدث حيث تراجعت عملية البيع والشراء بشكل ملحوظ في العديد من الأسواق، خاصة في أسواق قلب العاصمة. 

ومس الركود بشكل أساسي الملابس الجاهزة، فحتى عبارات الصولد التي تزين واجهات المحلات هذه الفترة لم تعد تستقطب الزبائن. 

وليس فقط الملابس التي شملها الركود، فحتى محلات بيع المواد الغذائية والتوابل ومستلزمات رمضان أكد أصحابها أنهم يعانون من انخفاض عدد الزبائن في الفترة الحالية، وهو أمر غريب بالنسبة لهم، حيث يؤكد التجار أنهم تعودوا في شهر شعبان على تزاحم الزبائن وتراصهم أمام الطاولات لشراء كل ما يرغبون فيه، خاصة السيدات اللاتي يقمن بتجديد أواني الطبخ استعدادا لاستقبال شهر رمضان المعظم، لكن هذه السنة يضيف التجار في سوق بن عمر بالقبة قلة قليلة جدا هي من تشتري، حتى الحركية قلت هي الأخرى في السوق، ليؤكد أغلب هؤلاء التجار أن الحراك الشعبي والمسيرات هي السبب فالجميع غير مهتم، حتى أن بعض الزبائن يقولون إنهم سيفطرون هذه السنة في الشوارع في حال لم تتم الاستجابة للمطالب الشعبية.

دنيا. ع

 

من نفس القسم الوطن