الوطن

الأوروبيون ساهموا في "تقوية" الإرهاب في الصحراء الكبرى

معهد "الكانو" الإسباني يؤكد فشل الاستراتيجية الأوروبية للأمن ويكشف

 

خلصت دراسة أمنية إسبانية أن الاستراتيجية الأوروبية لتطوير الأمن في منطقة الساحل والصحراء "لم تستطع مواكبة الأحداث في شمال مالي"، مؤكدا أن ذلك يجعلها "متجاوزة".

وقال الخبير الأسباني المهتم بشؤون الإرهاب فيردينار رينياس في دراسة نشرها معهد "ألكانو" الملكي الأسباني أمس، أن الأوروبيين ساهموا في تقوية المنظمات الإرهابية في إقليم الساحل، وذلك بدفع الفدى وإطلاق سراح أعضاء تلك المنظمات من سجون دول المنطقة.

وأشارت الدراسة إلى تحرك المفوضية الأوربية للشؤون الخارجية نحو نشر استراتيجية للأمن والتنمية في إقليم الساحل. والأولية الطارئة والحالية بالنسبة لهذه الاستراتيجية هي منع هجمات تنظيم القاعدة، سواء كان ذلك في الساحل أو على أراضي الاتحاد الأوربي. أما الأهداف الطويلة المدى فهي الحد من قدرات تنظيم القاعدة والهدم التدريجي لقدرته على التجنيد، وفي غضون ذلك يتم تجريد المنظمات الجهادية والشبكات الإجرامية من المخابئ التي بحوزتها.

ولذلك فإن المجال الأمني ومشكلة الإرهاب قد عرفتا تدهورا معتبرا وهو أمر ملحوظ من قبل الأوروبيين. وسرعة الواقع قد تجاوزت السيناريو الأصلي الذي كان السبب وراء هذه الاستراتيجية، وهو ما جعلها متجاوزة ولا تستطيع التنبؤ بالأحداث الحالية التي تحتاج إلى حلول آنية.

وفي الموضوع المالي، أكد الخبير الأسباني أن أي عملية عسكرية في شمال مالي لا تتسم بالسرعة والنجاح يمكن أن تجلب المزيد من المقاتلين إلى جانب المنظمات الجهادية في الإقليم، منبها إلى أن التدخل العسكري في الشمال المالي رغم "ضرورته إلا أنه يحمل مخاطر جمة، من بينها قدرة المنظمات الأصولية على تجنيد الآلاف خلال أشهر قليلة". وذكر الخبير الأسباني بأن ردود أفعال الأوربيين حيال التدهور الأمني في الساحل وإنشاء ملاجئ للجهاديين في شمال مالي كانت بطيئة ومترددة، مشيرا إلى أن الآراء تختلف حول الأمن في الساحل والتهديدات التي يسببها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بين أعضاء الدول، والطبقات السياسية والرأي العام، طبقا للخلفيات التاريخية والقرب الجغرافي والحضور الاجتماعي والاقتصادي في الميدان.

كما أوضح أن الانشغال بالانتخابات الفرنسية ساهم في تأخر اتخاذ موقف أوربي حيال الأزمة في الشمال المالي.

محمد أميني


من نفس القسم الوطن