الوطن

الجزائر تودع ثاني رئيس في هذا العام

طغيان المشاعر الانسانية لجنازة سياسية

 

 

 

ووري أمس ثالث رئيس للجزائر المستقلة الثرى في جو جنائزي مهيب بمربع الشهداء بمقبرة العالية بالعاصمة، حيث انطلق الموكب الجنائزي للفقيد الشاذلي بن جديد من قصر الشعب مرفوقا برئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وسلك عدد من شوارع وطرقات العاصمة التي اصطفت بالمواطنين في اللحظات الأخيرة لتوديع الفقيد، وميز مراسيم الجنازة حضورعربي ومغاربي.

وحضر رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى قصر الشعب لمرافقة الموكب الجنائزي، لتنطلق مراسيم الجنازة الرئاسية بنقل شاذلي بن جديد على عربة عسكرية مكشوفة رصت أطرافها بأكاليل من الزهور ومغطاة بالراية الوطنية، مرفوقة بعدد من الدراجات النارية التابعة للأمن الوطني وفي أجواء أمنية مشددة، وعبر الموكب الشوارع الرئيسية المؤدية إلى مقبرة العالية مرورا بشارع ديدوش مراد الذي توقفت به حركة مرور السيارات، واصطف فيه المئات من المواطنين بحافتي الطريق ومن جميع الفئات صغارا وكبارا وشيوخا.

ولدى الوصول إلى مقبرة العالية، ألقى وزير المجاهدين محمد شريف عباس كلمة تأبينية نوه فيها بمناقب الرئيس الثالث للجزائر المستقلة وأشاد بإسهاماته العديدة إبان الثورة التحريرية ومعركة البناء والتشييد. 

وأكد وزير المجاهدين أن الرئيس الشاذلي بن جديد يعد جزءا من تاريخ الأمة الجزائرية، ساهم بما أوتي من عزم في صناعة جزء من حقبتها التاريخية. وأردف وزير المجاهدين في الكلمة التأبينية التي قرأها بمقبرة العالية بعد أداء صلاة الجنازة قائلا "يجب أن نحتفل بما زخرت به حياته بالإنجازات والمواقف" مضيفا أن الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد سيكون منارة يهتدي بها الخلف وهو يشق طريقه، وعقب الكلمة التأبينية، ووري جثمان الراحل وأطلقت فرقة من الحرس الجمهوري طلقات نارية بمربع الشهداء ووضع رئيس الجمهورية باقة من الزهور على قبر الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد وقرأ فاتحة الكتاب ترحما على روحه الطاهرة. 

وزيادة على حضور رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، حضر جنازة الفقيد الشاذلي بن جديد عدد من الشخصيات الوطنية والسياسية ومسؤولين سامين في الدولة ومسؤولي الممثليات الدبلوماسية بالجزائر، كما حضر الجنازة المبعوث الأممي لسوريا الأخضر الإبراهيمي، ورئيس الصحراء الغربية محمد عبد العزيز، كما حضر مراسيم الجنازة الرئيس الأسبق اليمين زروال والجنرال المتقاعد خالد نزار.

وكان الرئيس التاسع للجزائر منذ التكوين والرئيس السابع منذ الاستقلال بعيدا عن الاضواء بين صفوف المشيعيين،  وقد وقف رئيس المجلس الأعلى الأسبق، علي كافي جنبا الى جنب مع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، في حين لازمه على جنبه الأيسر الرجل الثاني في البلاد رئيس مجلس الامة عبد القادر بن صالح، والى جنب هذا الاخير وقف رئيس الخارجية المغربية سعد الدين العثماني ومستشار الملك، وموفد قطر على التوالي وكان على يمين رئيس الجمهورية كل من الفريق أحمد قايد صالح، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، ومراد مدلسي وعبد المالك قنايزية والوزير الاول عبد المالك سلال.

وتميزت جنازة المرحوم الشاذلي بحضور عربي ومغاربي يوحي بالوزن الذي كان يمثله الرئيس الأسبق على المستوى العربي في فترة حكمه الممتدة من سنة 1979 إلى غاية 1992، وفي هذا الصدد، بعث المغرب وفدا مشكلا من وزير الخارجية سعد الدين العثماني لحضور مراسيم الجنازة ووزير الوقف أحمد توفيق، ومستشار الملك محمد السادس عزيمان، كما حضر مراسيم الجنازة وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي الموريتاني أحمد ولد نيني الذي حل أمس الإثنين بالجزائر العاصمة لحضور مراسيم تشييع جثمان الرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بن جديد واستقبله عمار غول، وبمطار هواري بومدين، قال ولد نيني في تصريح إنه أتى محملا بالتعزية من رئيس الجمهورية الموريتانية محمد ولد عبد العزيز للحكومة والشعب الجزائريين إثر هذه الفاجعة الأليمة التي أصابت البلاد، مضيفا أن رئيس الجمهورية الموريتانية يبعث بأحر التعازي وأصدق المواساة في هذه المناسبة الأليمة، سائلا الله تعالى الرحمة والغفران للفقيد والصبر والسلوان لأهله، كما حل وزير الشؤون الخارجية التونسي رفيق عبد السلام أمس بالجزائر العاصمة لحضور مراسيم تشييع جثمان الفقيد.

كما حضر مراسيم جنازة الشاذلي بن جديد نجل أمير قطر الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني الذي حل أمس بالجزائر العاصمة، وكان في استقباله لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار شريف رحماني. 

كما حل عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الفلسطينية عباس زكي أمس بالجزائر أين كان في استقباله لدى وصوله الى مطار هواري بومدين الدولي بلقاسم ساحلي كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية بالخارج، وفي تصريح للصحافة، قال زكي إنه جاء محملا بتعازي الرئيس والشعب

الفلسطيني، وأشاد المبعوث الفلسطيني لحضور الجنازة بجهود بن جديد الذي قال إنه سخر حياته لفلسطين انسجاما مع الإرادة الجزائرية، مضيفا أن فلسطين فقدت أعز الرجال لأنه في مرحلة الجفاف احتضن القضية الفلسطينية وعقد كافة مجالسها الوطنية وتحملت الجزائر المسؤولية، كما حضر مراسيم الجنازة وزير الشؤون الدينية المصري طلعت سالم الذي حل بالجزائر أمس. 

نسيمة ورقلي


 

من نفس القسم الوطن