الوطن
تلاميذ النهائي يطالبون بـ"العتبة" بسبب الحراك الشعبي
تذرعوا بعدم استكمالهم للبرنامج الدراسي بسبب الإضرابات
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 17 أفريل 2019
عاد مطلب إدراج "العتبة" للتلاميذ المقبلين على امتحانات البكالوريا ليخيم على قطاع التربية، حيث تعالت أصوات التلاميذ في مختلف ولايات الوطن ليعبروا عن قلقهم إزاء عدم استكمال برنامجه الدراسي جراء الإضرابات التي تشهدها مؤسساتهم التعليمية منذ الفصل الثاني، مطالبين وزارة التربية بالتدخل الفوري للنظر في مطلبهم قبل اللجوء إلى لغة الاحتجاج والشارع.
وأصدر التلاميذ المترشحون لاجتياز شهادة البكالوريا لدورة جوان 2019 تهديدات لوزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، بالخروج في مسيرة احتجاجية سيجوبون بها مختلف شوارع الجزائر العاصمة، قبل أن ينقلوا غضبهم إلى مقر وزارة التربية الوطنية لنقل انشغالاتهم ومطالبهم المتعلقة بتحديد "عتبة" الدروس.
ووفق شكوى صدرت عن فئة تلاميذ "الباك"، فلإنهم قلقون جدا إزاء البرنامج الدراسي المطول والدروس المكثفة، في ظل الحراك والمسيرات التي أثرت على تحصيلهم الدراسي، الأمر الذي انعكس على نتائج الفصل الدراسي الثاني، خاصة في ظل "تماطل" الوزارة الوصية في تحديد الدروس المخصصة لاجتياز شهادة البكالوريا، بالإضافة إلى الحركة الاحتجاجية التي انتهجتها نقابات القطاع واستمرار الإضرابات في جهات عدة.
ونقل التلاميذ "أن التأخر في الدروس أضحى كبيرا، إذ أن نصف البرنامج لم يدرس بعد، على غرار ولايات تيزي وزو وبجاية وبومرداس وعدة ولايات التي أضحى الأساتذة فيها يستجيبون لأي إضراب تتبناه جهات نقابية، في إطار التنديد بالوضع القائم في البلاد وفي إطار الحراك الشعبي لتغيير النظام".
وبسبب هذه الإضرابات غير المبررة في جهات عدة، تدخل أولياء التلاميذ بولاية تيزي وزو لدى مدراء المؤسسات التعلمية من أجل إلزام الأساتذة على وقف إضراباتهم المتكررة التي باتت تعطل تمدرس أبنائهم، خاصة المقبلين على الامتحانات النهائية.
وحسب المعلومات التي نقلها التلاميذ وأولياؤهم، فإن غالبية ثانويات ولاية تيزي وزو في إضرابات مستمرة مست الفصل الثاني واستمرت حتى الفصل الثالث الذي انطلق منذ قرابة أسبوعين، الأمر الذي أدى بأولياء التلاميذ للتدخل من أجل وضع حد لمعاناة أبنائهم الذين يجدون، في أكثر من مرة، أنفسهم في الشوارع بسبب إضراب أساتذتهم في اطار الحراك الشعبي والاضرابات التي تبنتها بعض النقابات للضغط على النظام للانسحاب من الحكم.
ورفض أولياء تلاميذ ولاية تيزي وزو توريط أبنائهم في السياسة على غرار أولياء بلدية "بوزڤان" الذين تدخلوا هذا الأسبوع لضمان تمدرس التلاميذ، خاصة أن البرنامج التعليمي بقي منه الكثير في حين أنه لم يتبق سوى شهر من الدراسة قبل أن تنطلق الفروض ثم الامتحانات التجريبية للبكالوريا.
وحسب ذات المصادر، فقد أدى تدخل الأولياء إلى استجابة مدراء الثانويات لمطالب هؤلاء وتم تجنيد الأساتذة من أجل القيام بساعات إضافية للتلاميذ في أيام العطل، على غرار مساء الثلاثاء، من أجل الانتهاء من البرنامج.
وفي المقابل، ترفض المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ العودة إلى نظام "العتبة"، حيث أشارت على لسان ممثلها "أن بعض القائمين على شؤون وزارة التربية لا يزالون يدفعون ببعض أولياء التلاميذ عبر الولايات إلى التخوف على مستقبل أولادهم لأخذ قرار المطالبة بالعتبة".
وأكد المتحدث أنه يجب على "التلاميذ وأوليائهم العدول عن هذا القرار من أجل المحافظة على استقرار القطاع وتمدرس الأبناء"، كما أشار رئيس جمعية أولياء التلاميذ إلى "ضرورة تحكيم العقل والعودة إلى جادة الصواب".
وشددا قائلا "إن المنظمة ضد العتبة، خاصة أن هناك لجانا ولائية تراقب سير الدروس بالمؤسسات التربوية وتقوم بحوصلة كل الإيجابيات والسلبيات، ومن ثم رفعها إلى اللجنة المكلفة بإعداد مواضيع البكالوريا، وبالتالي فإن الأسئلة لن تخرج عما درسه التلميذ".
عثماني. م