الوطن
الطلبة يواصلون الضغط عبر الشارع بشعار "لا انتخابات قبل رحيل الباءات الثلاثة"
ندد المحتجون بالقمع الذي تعرضت له المسيرات الشعبية في الأيام الأخيرة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 17 أفريل 2019
جدد آلاف الطلبة الجامعيين من مختلف جامعات ومعاهد الوطن، في حراكم الذي نظموه يوم أمس، تزامنا مع احتفاء الجزائر بيوم العلم، توجيه رسائل للسلطة مفادها أنه لا انتخابات رئاسية ستجرى كما هو مقرر في 4 جويلية القادم ما لم يرحل وجوه النظام السابق، وشدد هؤلاء عبر شعارات متعددة في شوارع العاصمة وعدد من ولايات الوطن الأخرى، أنهم سيواصلون الحراك مع باقي المواطنين إلى غاية الاستجابة لمطالب الحراك الشعبي الذي تعرفه بلادنا منذ 22 فيفري الماضي، وبالعاصمة التي كانت مسرحا لصراع بين المحتجين من الناشطين في منظمات المجتمع المدني وأعوان قمع الشغب، في اليومين الماضيين، ندد الطلبة بما وصفوه بـ"القمع" الذي تعرضت له المسيرات الشعبية في الأيام الأخيرة، وقبله ما تعرض له بعضهم في بداية الحراك يوم أمس، حين منعتهم قوات الأمن من الوصول إلى البريد المركزي قبل أن يتم كسر الحصار.
صادفت أمس مسيرة الطلبة ضد النظام، يوم العلم، وهو ما جعل الطلبة يستذكرون العلامة ابن باديس في مسيرتهم، حيث كانت صوره مرفوعة على الرؤوس، كما رددوا شعارات باسمه، وهذا بعد أن تجمع هؤلاء الطلبة الذين جاءوا من مختلف المؤسسات الجامعية المتواجدة بولاية الجزائر وكذا الولايات المجاورة بساحة البريد المركزي، للتأكيد على ضرورة إحداث تغيير جذري في النظام وبناء "جزائر جديدة" تمكنهم من تحقيق طموحاتهم وفي مقدمتها توفير مناصب شغل.
ورفع الطلبة شعارات تدعو في مجملها إلى "رحيل جميع الوجوه القديمة المحسوبة على النظام"، معربين عن رفضهم لعبد القادر بن صالح كرئيس للدولة وحكومة الوزير الأول نور الدين بدوي، علاوة على رفضهم لكل من رئيس المجلس الدستوري بلعيز الطيب (الذي قدم استقالته)، ورئيس المجلس الشعبي الوطني، معاذ بوشارب، حيث تم اختصار هذا الرفض برفع لافتات كتب عليها "لا للباءات الأربعة".
وفي سياق متصل، أبرز الطلبة من خلال هتافاتهم استحالة تنظيم انتخابات رئاسية في ظل الوضع الراهن، مطالبين في شأن متصل بضرورة محاربة الفساد ومحاسبة المسؤولين عن نهب الثروات الوطنية.
كما أكد الطلبة، الذين تزينوا بالرايات الوطنية، عزمهم على مواصلة مقاطعة المقاعد الجامعية إلى حين الاستجابة لمطالب الحراك الشعبي، معتبرين ذلك بمثابة "مساندة لهذا الحراك لكونهم جزءا لا يتجزأ من الشعب".
من جهة أخرى، أكدوا على "سلمية هذه الوقفة"، لاسيما في ظل تسجيل تطويق أمني مكثف شهده محيط الجامعة المركزية والطرقات المؤدية إلى البريد المركزي في بداية الوقفة، ليتم بعد ذلك انسحاب عناصر الأمن وتمكن الطلبة من التجمع بساحة البريد المركزي.
وخرج آلاف الطلبة في كل من قسنطينة، سيدي بلعباس، مستغانم لقول لا لبقاء رموز النظام، وعلى رأسهم رئيس الدولة عبد القادر بن صالح والوزير الأول نور الدين بدوي ورئيس المجلس الشعبي الوطني بوشارب، في وقت قدم رئيس المجلس الدستوري استقالته. وردد المتظاهرون شعارات تؤكد دعمهم للحراك الشعبي، كما أكدوا على سلمية المسيرات وعدم الرضوخ لاستفزازات من يريدون جر المظاهرات إلى دائرة العنف.
وبولاية سيدي بلعباس خرج المئات من طلبة جامعة جيلالي اليابس في مسيرة حاشدة جابت أكبر شوارع عاصمة الولاية، ردد من خلالها الجامعيون العديد من الشعارات الرافضة للبطء الذي أضحى يميز التعامل مع الظرف السياسي الراهن في البلد، بالتزامن مع إصرارهم على ضرورة رحيل بقايا النظام في القريب العاجل عن المشهد السياسي.
وقد ردّد المتظاهرون الشعارات المعتادة على غرار "كليتو البلاد يا السراقين"، مع أن مسيرتهم توقفت وهي قادمة من كلية العلوم الدقيقة لفترة أمام مكتبة "الشيخ القباطي" التي كانت تحتفي، بحضور السلطات الولائية، بيوم العلم المصادف ليوم 16 أفريل.
بدورهم نظم طلبة وأساتذة وعمال وإداريو وتقنيو جامعات سطيف مسيرات صبيحة أمس، عبروا من خلالها عن رفضهم خريطة الطريق المقدمة والدعوة إلى رحيل بقايا النظام والذهاب إلى مرحلة انتقالية بشخصيات نظيفة، في حين نددوا بخطوة تنصيب عبد القادر بن صالح رئيسا للدولة والإشراف على الانتخابات الرئاسية القادمة. ورفع المتظاهرون شعارات متعددة تتقاطع في خوفهم على مستقبل الحراك الشعبي، منها "نريدها جزائر عادلة، آمنة، سالمة، حرة.. أمة ترضي الله والشهداء"، "مع الجيش لبناء جزائر نوفمبرية باديسية".
كما كانت الشوارع الكبرى لولاية تيزي وزو مسرحا للحراك، حيث انطلقت مسيرة طلبة من جامعة مولود معمري بتيزي وزو من المدخل الغربي لحسناوة باتجاه الشوارع الرئيسية للمدينة، وردد المشاركون فيها شعارات "سيستام ديڤاج"، "حرروا الجزائر" والمطالبة برحيل رموز النظام الذي كان مطلبا رئيسيا في حراك الطلبة الجامعيين نهار أمس.
عثماني مريم