الوطن

نفايات إلكترونية تزاحم النفايات المنزلية وتهدد البيئة!

نشطاء البيئة يدعون لتخصيص أماكن لردمها أو تحويلها إلى مصانع الرسكلة

حذر، نشطاء بيئيون وجمعيات مختصة في حماية المحيط من خطر النفايات الإلكترونية التي تعد بمثابة قنابل موقوتة تهدد المحيط، بسبب عشوائية انتشارها وغياب ثقافة التعامل معها لدى الجزائريين، خاصة في ظل غياب مراكز متخصصة لردمها أو حتى مؤسسات خاصة لرسكلتها وإعادة تدوريها.

تعرف النفايات الإلكترونية المتمثلة في الهواتف والحواسيب وأجهزة التلفزيون وأجهزة النسخ والتصوير الضوئي، وغيرها من المعدات الأخرى التي تدخل في العديد من الصناعات الميكانيكية والطبية، انتشارا كبيرا في المفرغات العمومية، حيث لا يملك الجزائريون أدنى ثقافة للتعامل مع هذه الأجهزة عند رميها، ليقوموا بوضعها في المزابل والمفرغات العمومية مثلها مثل باقي النفايات المنزلية، حيث أصبحت هذه النفايات الخاصة تزاحم النفايات المنزلية العادية، وتجبر فرق النظافة على التعامل معها ونقلها إلى مراكز الردم والمفارغ المفتوحة على الوسط الطبيعي، حيث تبقى هناك لمدة طويلة عرضة للمؤثرات المناخية كالحرارة والمياه، ما يؤدي إلى تحلل بعض المكونات الخطيرة وانتقالها إلى الوسط الطبيعي كالتربة والمياه والهواء. وهو ما جعل المختصين في البيئة يدقون ناقوس الخطر، ويطالبون بالإسراع في احتواء المشكل قبل تفاقمه.

وحسب ما يؤكده هؤلاء، فإن التلوث الناتج عن النفايات الإلكترونية يعد أخطر من باقي الملوثات، كون أنواع التلوث الناتجة عن مخلفات المصانع كالمواد الصلبة أو السائلة أو الغازية السامة المنبعثة من المصانع، يمكن تحديد تلوثها، من خلال الرؤية أو الرائحة، على خلاف النفايات الإلكترونية، فالأخيرة نتاج استخدام المستهلك للأجهزة الإلكترونية من تلفزيونات، حاسبات، أجهزة الصوت، كاميرات الفيديو، الهواتف بأنواعها، الاستنساخ، الفاكس، ألعاب الفيديو، التي تحوي مكوناتها مواد سامة مثل الرصاص والزئبق، الكروم والكادميوم والباريوم والبريليوم.

وحسب المختصين في البيئة، فإن متوسط جهاز الحاسب المكتبي التقليدي الذي يزن 32 كلغ، يحتوي على 1.7 كيلوغرام من معادن الرصاص والزرنيخ والكوبالت والزئبق، والتي تعد معادن ثقيلة، تعمل على تلويث المياه الجوفية عند حرقها، حيث ينتج عنها غاز ثاني أوكسيد الكربون وأكاسيد الحديد والنحاس الثنائية، ما يؤدي إلى تلوث الهواء، وعند تعرض هذه الغازات إلى الرطوبة والأمطار تتكون الأمطار الحامضية، ما يؤدي إلى تلوث المياه والتربة.

ودعا هؤلاء المختصون وحتى جمعيات حماية البيئة الحكومة وعلى رأسها وزارة البيئة والطاقات المتجددة إلى ضرورة التحرك من أجل معالجة هذا الملف، مقترحين استغلال النفايات الإلكترونية من خلال تشجيع الخواص على إنشاء مصانع إعادة الرسكلة، التي تخلص البلاد من آثار التلوث على المدى البعيد.

دنيا. ع

من نفس القسم الوطن