الثقافي
أحلام مستغانمي كاتبة كسرت الحواجز
في ذكرى ميلادها
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 15 أفريل 2019
تصاحب أحداث التغيير المهمة التي تشهدها الجزائر هذه الأيام ذكرى ميلاد الكاتبة والإعلامية الجزائرية الشهيرة أحلام مستغانمي، التي حلت، السبت، 13 أفريل، والتي ارتبطت في كتاباتها منذ بدايتها بإعادة تقييم فترة التحرر.
وكان والد الكاتبة الشهيرة التي ولدت عام 1953، مشاركا في الثورة الجزائرية، وتم سجنه في فرنسا بسبب مشاركته في مظاهرات 8 ماي 1945، ثم أطلق سراحه عام 1947.
والتحقت أحلام بأول مدرسة عربية في الجزائر، ودرست في ثانوية عائشة أم المؤمنين وتخرجت عام 1971، وكانت هي وزملاؤها من أوائل المواطنين الجزائريين الذين تعلموا اللغة العربية بدلًا من الفرنسية.
وأُجبرت الكاتبة الحاصلة على جائزة نجيب محفوظ للأدب عام 1998 عن روايتها الأولى “ذاكرة جسد”، وميدالية الرواد اللبنانيين تكريمًا لها على مجمل أعمالها، على إكمال تعليمها خارج الجزائر، وبعدها كتبت أولى رواياتها التي حظيت بمرتبة متقدمة ضمن قائمة الكتب الأكثر مبيعًا في العالم العربي، حالها حال رواياتها الـ4 اللاحقة، حيث يرجع الاهتمام الكبير برواياتها إلى خوضها في مأساة الإنسان وأحلامه البائسة.
وانتقلت أحلام مستغانمي إلى فرنسا في سبعينيات القرن الماضي، وتزوجت من الصحفي اللبناني جورج الراسي، وفي الثمانينيات نالت شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون.
وعملت صاحبة “فوضى الحواس”، عام 1970، في بداية مشوارها كمقدمة لبرنامج شعر؛ لتتمكن من مساعدة أهلها ماديًا بعدما دخل والدها المستشفى بسبب إصابته بانهيارٍ عصبي، فعاهدت أحلام عائلتها بأن تعتني بهم، وكانت في الـ17 من العمر حينها وكانت تدرس تحضيرًا للامتحانات.
وساعد عملها في الإذاعة الوطنية على خلق شهرة لها بصفتها شاعرة، إذ لاقى برنامجها “همسات” استحسانًا كبيرًا من طرف المستمعين، بسبب شعرها العربي الجريء، والذي كان حتى ذلك الحين مقتصرًا على الرجال. ولذلك شكلت كتاباتها الجريئة صدمةً كبيرة في مجتمع الكتّاب الجزائريين.
واعتمدت أحلام مستغانمي في كتاباتها على رصد تفاصيل الذاكرة والتاريخ والمكان، واستدعاء شخصيات تاريخية بعينها لتشكيل واقعها الروائي، فقامت بصناعة أبطالها من الذاكرة الشعبية، والمخيلة التاريخية، والواقع المعاش وتجربتها الذاتية، وشكلتهم من طقسها، الممثل لذاتها ولروحها ولنفسيتها.
وتعد رواية “ذاكرة جسد” من أكثر الروايات التي لاقت صيتا وقبولا واسعا على الساحة الأدبية في الجزائر خصوصا والوطن العربي، وقال الشاعر نزار قباني تعليقا عليها: “نادرا ما أدوخ أمام رواية من الروايات، وسبب الدوخة أن النص الذي قرأته يشبهني إلى درجة التطابق فهو مجنون ومتوتر واقتحامي ومتوحش وإنساني وشهواني وخارج على القانون مثلي، ولو أن أحدا طلب مني أن أوقع اسمي تحت هذه الرواية الاستثنائية المغتسلة بأمطار الشعر.. لما ترددت لحظة واحدة”.
وحصلت أحلام مستغانمي على العديد من المناصب والتكريمات، ففي عام 2006 حصلت على وسام الشرف الجزائري، وفي 2008 حصلت على درع بيروت، ثم في عام 2009 تم اختيارها بصفتها الشخصية الأدبية الجزائرية لذلك العام، وفي عام 2016 تم تعيينها من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) “فنانة من أجل السلام”، وقد قال عز الدين ميهوبي وزير الثقافة وقتها، في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط: “تعيين أحلام مستغانمي فنانة اليونيسكو من أجل السلام هو تكريم لأداء المرأة العربية في مجال الكتابة والإبداع الفني”.
وارتبطت أحلام مستغانمي كثيرا بوعي الشباب المعاصر عن طريق كتاباتها الروائية التي تطرح من خلالها الكثير من رؤيتها عن الحب والآخر من خلال مفهوم شعري جديد يلاقي قبولا من هذا الجيل، لذا لم يكن من الغريب أن تنتشر مقطوعات من رواياتها كأقوال مأثورة يتبادلها الشباب على شبكات التواصل الاجتماعي.
ف. س