الوطن

العمال يتمسكون بمطالب رحيل "الباءات" رغم القمع، الغازات والاعتقالات

بشعار "لا لحكم النظام الفاسد"، "بركات.. بركات" و"ترحلوا ڤاع"

    • استجابة قوية لإضراب النقابات المستقلة 

 

استطاعت كنفدرالية النقابات الجزائرية توحيد صوت آلاف العمال من مختلف القطاعات الحساسة من أجل تجميد كل مؤسساتهم والخروج بقوة للاحتجاج في مسيرات وصفت بأنها الأقوى منذ بداية الحراك الشعبي، حيث بالرغم من التدخل العنيف للأمن وقوات مكافحة الشغب واستعمال الغازات المسيلة للدموع، فقد صمد العمال وخرقوا كل الجدارات الأمنية التي نصبت لمنع الوصول إلى البريد المركزي رغم جملة الاعتقالات والإغماءات.

عرف إضراب 10 أفريل الذي تبنته ست نقابات من قطاع التربية ونقابات من الصحة والتعليم العالي والبريد وقطاع الشؤون الدينية، إضافة إلى الطيران، استجابة قوية، حيث شلت المدارس والجامعات وشلت المستشفيات ومراكز التكوين المهني، بعد أن استجاب، أمس، عمال أزيد من 7 قطاعات لنداء كنفدرالية النقابات الجزائرية التي تبنت مسيرة وطنية انطلاقا من حي أول ماي بالعاصمة باتجاه البريد المركزي.

وبسبب منع الآلاف من المحتجين من الوصول إلى العاصمة التي طوقت كل مداخلها، فقد نزل الآلاف إلى الشوارع في مختلف ولايات الوطن، في حين أن العاصمة شهدت لأول مرة نزولا هائلا للمحتجين إلى الشارع، في وقت قابلتهم قوات الأمن بالغازات المسيلة للدموع واستعمال العنف الذي تسبب في حدوث حالات إغماءات، في ظل تسجيل حتى اعتقالات للنقابيين.

وأكدت كنفدرالية النقابات الجزائرية نجاح احتجاجها بالرغم من محاولات إجهاضها من قبل قوات مكافحة الشغب التي تدخلت بالقوة لمنع تحرك المحتجين، من خلال تشكيل عدة أطواق أمنية مشددة.

وأكدت الكنفدرالية أنه قد استجاب بذلك الآلاف من النقابيين لنداء الكنفدرالية، بتنظيم مسيرة وطنية تعبيرا عن رفضها لتشكيلة الحكومة الجديدة، والتجند لدعم ومواصلة الحراك الشعبي السلمي. وتعالت أصواتهم تحت شعارات "بركات بركات" "ترحلوا ڤاع"، "لا نريد الغير صالح لإصلاح حالنا"، "الوحدة الوطنية خط أحمر"، "يا بن صالح طايح طايح هذا الشعب ماشي سامح"، فيما تعالت الزغاريد أيضا رغم تزامن ذلك مع استعمال قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع في الوقفة اﻻحتجاجية والمسيرة المنظمة من طرف التكتل النقابي، انطلاقا من ساحة أول ماي إلى البريد المركزي، والتي أدت إلى غاية تسجيل إغماءات في وسط المحتجين، أبرزها المنسق الوطني لنقابة الكنابست الأستاذ ولهة الذي أغمي عليه بسبب الغاز المسيل للدموع، وتفرق المحتجون لاحقا على الأزقة الثانوية لساحة أول ماي، ليتمكنوا من الالتحاق بساحة البريد المركزي في قلب العاصمة، وقد ردد المتظاهرون شعارات "بن صالح ديڤاج.. بدوي ديڤاج.. بلعيز ديڤاج"، و"بن صالح رايح رايح وادي معاك ڤايد صالح"، وغيرها من الشعارات، و"سلمية ضد الدكتاتورية وسلمية لبناء الديمقراطية وسلمية لدفن الدكتاتورية وسلمية من أجل الوطنية وسلمية التنوع والتعددية وسلمية إزالة الأوليغارشيا".

وعرفت المسيرة أيضا مشاركة قوية للطلبة في اليوم الثاني، إضافة إلى التحاق مواطنين بالحراك العمالي، وهذا من أجل ضم صوتهم والقول معا "لا للنظام العالي ولا للتعدي على إرادة الشعب ونعم للديمقراطية وتأسيس جمهورية ثانية"، وهذا إضافة إلى مشاركة قطاعات حساسة على غرار عمال سوناطراك، وسونلغاز، وقطاعات المالية وعمال البلدية، وعمال ميناء بجاية.

والتحق أمس أساتذة المؤسسات التعليمية لقطاع التربية والتعليم العالي بالإضراب الذي دعت إليه كنفدرالية النقابات الجزائرية التي تضم 13 نقابة من مختلف القطاعات، مع تسجيل مشاركة قوية للأطباء وعمال البريد، إضافة إلى عمال التكوين المهني، وقد اجتمعوا على كلمة واحدة "الشعب واعي بحماية حراكه من خلال منع أي محاولات للالتفاف حوله، أو محاولة تشويهه بجر المواطنين إلى العنف".

ونددت الكنفدرالية بممارسات السلطة ضد إرادة الشعب بفرض رئيس وحكومة انتقالية مرفوضة، وإدارتها ظهرها في وجه الجزائريين بعد أسابيع من وعود التهدئة والتطمين التي انتهت بتنصيب بن صالح والإبقاء على حكومة نور الدين بدوي، والتمسك بباقي الباءات التي يطالب الشعب بالقصاص منها أمام العدالة.

وخرج المئات من المواطنين الذين قدموا من مختلف ولايات الوطن، وكذا النقابات المستقلة، في مسيرة ضخمة، انطلقت من ساحة أول ماي باتجاه البريد المركزي، للمطالبة برحيل الباءات الثلاثة (بن صالح، بلعيز وبدوي)، وبصفة مستعجلة رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، وتأسيس دولة ديمقراطية، رافعين العديد من الشعارات الرافضة لبقاء الأوضاع على حالها. وقد حاولت الشرطة في البداية عرقلة حركة المتظاهرين، بوضعها حواجز أمنية، لتتراجع بعد ذلك وتسمح للجميع بالمرور.

وتجمع المئات من المواطنين الذين قدموا من مختلف ولايات الوطن، وكذا الطلبة إضافة إلى النقابات المستقلة، منذ الساعات الأولى من صباح أمس، بساحة أول ماي، حاملين شعارات متعددة تطالب برحيل الباءات الثلاثة، وبصفة مستعجلة عبد القادر بن صالح الذي عين رئيسا للدولة، بحسب ما ينص عليه الدستور الجزائري، ما أثار حفيظة الجميع.

وقد انطلقت المسيرة في البداية من شارع حسيبة بن بوعلي، في حدود الساعة العاشرة والنصف صباحا، باتجاه البريد المركزي، وقد حاولت قوات الأمن في البداية منعها من خلال إقامة حواجز أمنية مشددة على الطريق، ما اضطر الكثيرين لسلك اتجاهات أخرى للوصول إلى البريد المركزي، لتتراجع بعد ذلك قوات الأمن وتسمح للجميع بالعبور تحت تصفيقات المتظاهرين مرددين عبارات "الجيش شعب خاوة خاوة"، ليصل الجميع في حدود الساعة الثانية عشرة إلى البريد المركزي، حيث تشكلت لحمة واحدة، رافعين شعارات متعددة أبرزها "لا للفساد نعم لحماية الثروة الوطنية"، "الحق النقابي أساس الحريات"، في حين ردد آخرون النشيد الوطني، وتوعد المتظاهرون بالخروج بالآلاف هذا الجمعة، في مسيرة ضخمة للمطالبة برحيل جميع الوجوه التي كانت سابقا مع النظام.

سعيد. ح

 

من نفس القسم الوطن