الوطن
آلاف العمال يحتجون في الشارع رفضا لبن صالح
كونفدرالية القوى المنتجة تدعو للدخول في إضراب مفتوح حتى 18 أفريل
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 09 أفريل 2019
استمرت، أمس، الكنفدرالية النقابية للقوى المنتجة في إضرابها لليوم الثالث على التوالي بنسب مشاركة تعدت الـ 50بالمائة وطنيا وفي مختلف القطاعات والمؤسسات الوطنية. وميز اليوم الأخير من الإضراب الخروج القوي للعمال في اعتصام أمام البريد المركزي بالعاصمة، تزامن مع احتجاج للطلبة، حيث تعالت الأصوات ضد تعيين بن صالح على رأس الدولة، والذي أرغم الكنفدرالية، حسب إعلانها، على الدخول في إضراب مفتوح إلى غاية 18 أفريل كتصعيد لإضراب الثلاثة أيام.
أوضح رئيس الكنفدرالية النقابية للقوى المنتجة، ملال رؤوف في بيان صحفي، "إنه بالرغم من نجاح الإضراب في اليوم الثالث وخروج مئات الآلاف من الجزائريين في مسيرات شعبية، أهمها وقفة الجزائر العاصمة بالبريد المركزي، إلا أنه واضح أن المنظومة السياسية مصرة على تفعيل المادة 104 من الدستور بعد استقالة الرئيس وإغفال نص المادتين 7 و8 منه اللتين تقران بأن الشعب هو السيد".
وأدان المتحدث تعيين بن صالح وبلعيز وبدوي، المرفوضين شعبيا رفضا مطلقا، من طرف بوتفليقة الذي جعل من الدستور كراسا للمحاولات وبطريقة خطيرة توحي بأن النظام البوتفليقي يرفض الرحيل ويريد مواجهة الشعب، مشيرا "إننا بالكنفدرالية ندين قرارات المخالفة للدستور وللمعاهدات الدولية من الوزير بدوي بمنع المسيرات، وكذلك ندين الاستمرار في دهس دستور الجمهورية من طرف العصابات بتعيين بن صالح المرفوض شعبيا كرئيس للدولة خرقا للدستور الذي يشترط الجنسية الأصلية الجزائرية لرئاسة الدولة".
• طرق أخرى لاحتجاجات العمال بداية من الأسبوع القادم
قال ملال رؤوف "إنه بهذا الصدد تعلن الكنفدرالية النقابية للقوى المنتجة الاستمرار في الإضراب العام في كل القطاعات إلى غاية 18 أفريل 2019، مع التصعيد بداية من الأسبوع المقبل بإجراءات قوية سنتطرق لها لاحقا"، قائلا "إننا نعيد مطالبة بلعيز الطيب وبن صالح عبد القادر بالاستقالة فورا من رئاسة الدولة والمجلس الدستوري، بما أنهما غير شرعيين، من خلال الاستفتاء الشعبي بتاريخ 05 أفريل 2019".
كما قال "إنه الوقت لدرء الخلافات النقابية والسياسية والجهوية والاتحاد جميعا لطرد فلول نظام بوتفليقة والمشاركة القوية في الإضراب العام في كل القطاعات والمشعر به مسبقا للسلطات العمومية والذي يمتد إلى غاية تاريخ 18 أفريل 2019".
ودعا ممثل كنفدرالية القوى المنتجة كل العمال الجزائريين وبالعاصمة والمناطق الصناعية خصوصا للمشاركة في الإضراب العام والمشاركة القوية في الوقفة الاحتجاجية أمام البريد المركزي ابتداء من الساعة 11.00 صباحا، مؤكدا أن الضغط مستمر حتى استرجاع السيادة الشعبية.
يأتي هذا في الوقت الذي عرف الاعتصام الذي نظم أمام البريد المركزي مشاركة مختلف عمال الوظيف العمومي والقطاع الخاص، والذي تزامن مع احتجاجات الطلبة التي تنظم كل يوم ثلاثاء إضافة إلى الأساتذة الجامعيين. وما ميز اعتصام أمس هو انضمام الشعب للحراك عقب إعلان تولي رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح رئاسة الدولة لمدة 90 يوما حسب ما ينص عليه القانون وبعد إثبات حالة الشغور بعد استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ورفع المحتجون شعارات منها "بركات بركات لحكم العصابات" و"ديڤاج بن صالح".
• الأمن يعرقل الاحتجاجات ويحاصر العاصمة
هذا فيما تصدر طلبة الجامعات اعتصام البريد المركزي وكانت شعاراتهم "طلبة غاضبون لبن صالح رافضون، ديتو البلاد يسارقين، حكومة ديڤاج، بدوي ديڤاج، وجيش شعب خاوة خاوة، والشعب يريد يتنحاو ڤاع"، رافعين شعارات رافضة لحكم الأفلان.
وقد تجمع طلبة الجامعات من مختلف التخصصات في العاصمة، بالجامعة المركزية "يوسف بن خدة"، وفي ساحة موريس أودان، والبريد المركزي، زاحفين بعدها نحو مقر المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة، رافعين شعارات سياسية رافضة لنظام الحكم، ورحيل عبد القادر بن صالح وتغيير النظام، إضافة إلى التأكيد بأنهم "طلبة واعون.. للتغيير مطالبون"، "جزائر حرة ديمقراطية" و"الطلبة أحرار لبناء دولة القرار".
تجدر الإشارة أن قوات الأمن ومكافحة الشغب منعت المحتجين من المرور بالقوة، كما تمت محاصرة كل مداخل العاصمة لإفشال اليوم الاحتجاجي الذي دعت إليه عدة أطراف.
وغير بعيد عن العاصمة عرفت عدد من ولايات غرب الوطن مسيرات و وقفات سلمية للطلبة الجامعيين تلتقي جميعها في المطالبة بالتغيير الجذري للنظام و رحيل كل رموزه، وقد عرفت بعض المقرات الجامعية لولاية وهران وقفات سلمية تطالب بالتغيير و "حماية مطالب وأهداف الحراك الشعبي" من خلال اللافتات والشعارات التي رفعها بعض الطلبة.
نفس المشهد تكرر بالنعامة و سيدي بلعباس و مستغانم و تيارت و معسكر و عين تموشنت حيث رفع المتظاهرون الاعلام الوطنية مصرين من خلال الشعارات المرفوعة على "احترام إرادة الشعب" و "عدم الالتفاف حول مطالبه" و "فسح المجال لتشكيل حكومة كفاءات". كما نادى الطلبة بتطبيق المادة 7 من الدستور مرددين أيضا "الجيش الشعب خاوة خاوة"، معبرين عن وقوفهم الى جانب الجيش الوطني الشعبي.
فبقسنطينة خرج مئات الطلبة في مسيرة انطلاقا من جامعة الإخوة منتوري (قسنطينة 1) إلى غاية وسط المدينة حيث التحق بهم المئات الآخرين الذي قدموا من مختلف جامعات الولاية منددين بتعيين عبد القادر بن صالح رئيسا للدولة، و قد ردد المحتجون الذين جابوا الشوارع الرئيسية للمدينة انطلاقا من شارع كينيدي مرورا بشارع عبان رمضان و ساحة الشهداء ثم إلى شارع بلوزداد شعارات تطالب ب"تغيير النظام الحالي".نفس المطالب رفعها طلبة جامعة 8 ماي 1945 بقالمة.
و قد انطلقت المسيرة السلمية من القطب الجامعي الجديد مرورا بالشارع المحاذي للحي الإداري ثم ساحة الكرمات وباب السوق ثم نهج أول نوفمبر وشارع سويداني بوجمعة ليتوقف المتظاهرون بعدها مطولا أمام النصب التذكاري المخلد للرئيس الراحل هواري بومدين بساحة 19 مارس 1962 قبل أن يستأنفوا السير بشارع زعايمية عز الدين المقابل لمقر الولاية، وحمل الطلبة المشاركون في المسيرة الراية الوطنية وعدة شعارات أخرى من بينها " 7 و 8 هي دستورنا " و " ترحلون ترحلون بالقانون ترحلون .. بالدستور ترحلون".
و بعنابة تجمع مئات المتظاهرين بساحة الثورة بوسط مدينة عنابة في أول رد فعل عقب الإعلان عن رئيس الدولة، وقد رفع المتظاهرون معظمهم من الطلبة و مواطنين شعارات طالبوا من خلالها بـ"تغيير جدري للنظام"، و بالمسيلة شارك ما يزيد عن 600 طالب بجامعة محمد بوضياف في مسيرة سلمية انطلقت من القطب الجامعي (شرق عاصمة الحضنة) وصولا إلى أمام مقر الولاية مرددين شعارا واحد يتمثل في رحيل من وصفوهم ب"رموز النظام". نفس المشهد عاشته باقي مدن شرق البلاد خاصة الجامعية منها على غرار باتنة، بالمقابل لم تسجل مسيرات بمختلف ولايات جنوب الوطن حيث كانت الاجواء هادئة.
سعيد. ح