الثقافي

"طباعة المصحف في الجزائر": معرض توثيقي

يضم المعرض الذي يأتي تحت شعار "مصحف لكل تلميذ " كل طبعات وبعض المخطوطات والنسخ القديمة

انطلقت الطبعة الثالثة لمعرض "تاريخ طباعة المصحف الشريف" في الجزائر العاصمة أمس بقصر الثقافة مفدي زكريا ويستمر الى غاية يوم غد، ويضم المعرض الذي تنظمه وزارة الشؤون الدينية والاوقاف تحت شعار "مصحف لكل تلميذ " كل طبعات المصحف الشريف وبعض المخطوطات والنسخ القديمة ابتداء من المصحف ردوسي اضافة الى بعض الادوات التقليدية التي كانت تستخدم قديما في تحفيظ كتاب الله تعالى وكذلك الدعائم التي تستخدم حاليا في طباعة المصحف.

كما يهدف المعرض الى تعريف الزوار بتطور طباعة المصحف في الجزائر مع شرح بالتفصيل مراحل طباعته انطلاقا من النسخة اليدوية للخطاط الى اخر مرحلة.

وعلى هامش المعرض خصصت ورشة  للخط العربي حيث يوفر اقلام واوراق حبر للزوار ويتم استضافة خطاطين يقومون بتلقين الأطفال الصغار بعض المبادئ الاساسية للخط العربي والرسم العثماني، بالمناسبة اوضحت المكلفة بأعمال الطبع والتوزيع بوزارة الشؤون الدينية والاوقاف، سمية بوخرص لواج، ان هذا المعرض موجه بصفة خاصة للمتمدرسين واقسام حفظ القرآن الكريم للاطلاع على المراحل التي تمر بها طباعة المصحف الشريف ومختلف انواع الخطوط المتبعة كالخط النسخي والمغاربي والتفيناغ برواية ورش.

وقد شهد اليوم الاول للمعرض المنظم ببهو قصر الثقافة مفدي زكريا والذي يتزامن والعطلة الربعية توافد الاطفال من الذين جاؤوا رفقة اوليائهم تحذوهم الارادة والحماس للاطلاع على جديد هذه الطبعة الثالثة بالإضافة الى الاستفادة من الورشة المخصصة لهم لتعلم المبادئ الاولى للخط العربي والفنيات المختلفة، كما ابدى العديد من الاطفال اهتمامهم بفعاليات هذا المعرض داعين الجهات المنظمة تمديده لإتاحة  الفرصة للأطفال اخرين لزيارته. 

ومن جهتهم ابدى بعض الخطاطين استعدادهم طيلة الاربع ايام المخصصة للمعرض تقديم ما بوسعهم من توجيهات لأطفال المدارس والزوار فيما يخص التقنيات المختلفة للخط العربي .

وتشير المصادر إلى أن المطبعة دخلت متأخرة إلى بلدان المغرب في منتصف القرن التاسع عشر، ولم يطبع المصحف فيها حتى عام 1865على يد الطابع الطيب الأزرق، وكانت أغلب المصاحف المتدولة قبل ذلك تأتي من مصر وتركيا، مع إشارة الباحثين إلى وجود نسخ خاصة مثل مصحف السلطان أبي الحسن المريني التي خطّها في القرن الرابع عشر وأهداها إلى المسجد الأقصى حيث حفظت هناك.

ظهرت أولى النسخ المطبوعة من القرآن في الجزائر بحلول عام 1931 باسم الطبعة الثعالبية لصاحبها رودوسي قدور بن مراد التركي بقلم الخطاط محمد السفاتي، واعتمدت المصحف العثماني برواية ورش عن نافع ونُسخت بالخط المبسوط الجيد، أحد أشهر الخطوط الأندلسية التي انتقلت إلى المغرب وسمّي بذلك لبساطته وسهولة قراءته.

يضمّ المعرض بعض المخطوطات والنسخ القديمة إضافة إلى بعض الأدوات التقليدية التي كانت تستخدم قديماً في تحفيظ القرآن، والدعائم التي تستخدم حالياً في طباعة المصحف، حيث تشير المنشورات التوضيحية المرافقة إلى مراحل طباعته بدءاً من المطابع الحجرية التي كانت تستخدم الحجر الجيري أو لوحة معدنية بسطح أملس، وظلّت تستخدم منذ اختراعها أواخر القرن التاسع عشر حتى سبعينيات القرن الماضي.

يوضّح المعرض أن سور القرآن في طبعة رودوسي مأخوذة بالتصوير الضوئي من المصحف الذي خطه الوراق أحمد بن الحسن زويتن الفاسي في طبعة المصحف المطبوع على الحجر في القاهرة عام 1929، مع الأخذ بالاعتبار وجود نسخة أقدم تعود إلى عام 1905 أشرف عليها أحمد المنصالي لكن لم يجر تداولها على نظاق واسع.

واتخذت الطبعة الثعالبية، بحسب المعرض، مقاسات محدّدة حيث يظهر الغلاف الخارجي بقياس 22.3×15 سم، والأوراق الداخلية بقياس 21.3×15 سم، وعدد صفحاته 718 صفحة إضافة إلى دعاء الختم وفهرس سور الربع الأخير، كما أن مسطرته هي ثلاثة عشر سطراً في كلّ صفحة، ويوثّق من اطلع عليه من العلماء، وهم: الشيخ مفتي الجامع الأعظم، والإمام الخطيب في الجامع الجديد، والإمام الخطيب في الجامع الأعظم: محمد بابا عمر، ومحمد اليعقوبي، ومحمد شارف.

مريم. ع

من نفس القسم الثقافي