الوطن

الجزائريون بين مرحب ورافض لمغادرة بن غبريت

فيما لقي بلعابد مساندة وتأكيدا أنه هو الأنسب لتسيير القطاع في المرحلة الراهنة

تباينت، أمس، مواقف الأسرة التربوية من نقابيين ومدراء وأساتذة حيال تنحية نورية بن غبريت من على رأس قطاع التربية الوطنية، وتعويضها بالأمين العام عبد الحكيم بلعابد، بين مرحب للقرار ورافض للتغييرات البعيدة عن إرادة الشعب، هذا في وقت رفضت الوزيرة نورية بن غبريت مغادرة القطاع من دون تقديم وعود للجزائريين بنشر حصيلة ما قدمته للمدرسة الجزائرية رغم كل الانتقادات التي عرفتها طيلة عهدتها.

وتلقت وزيرة التربية مساندة كبيرة عبر صفحتها على الفايس بوك، بعد أن أجمع كثيرون على أنها كانت جديرة بالقطاع وأنها الوزيرة الوحيدة التي سابقت الزمن لإحداث التغيير، بدءا بالجانب التنظيمي الذي نجحت فيه، في ظل حب عملها وإخلاصها لواجبها ومعاملتها للصغار وكأنهم أبناؤها.

كما أكدوا أنها لطالما كانت تطبق مكتسباتها المعرفية في علم الاجتماع، وكانت لديها نظرة استشرافية ستعطي ثمارها أكثر على المدى البعيد.

وجاء من ضمن الرسائل التي تلقتها الوزيرة على صفحتها على الفايس بوك: "أعلم أننا يمكن أن لن نشهد وزيرة كاريزمية مثلك.. كنت قوية ومثابرة ونموذجا للمرأة الصنديدة. تعلمين أنك تواجدت في زمن متأخر بعض الشيء عن زمنك الاجتماعي ولكن سيذكرونك كثيرا بعد قرن من الآن. موفقة دوما ويا ريت تسترجعك الجامعة الجزائرية من جديد".

وتأسف عدة مسؤولين محليين بقطاع التربية من تنحية الوزيرة، حيث قدموا لها تحية تقدير باعتبارها هي التي كانت العضو الصحيح في جسد الدولة الجزائرية المريض، وبذلت كل جهدها من أجل إخراج المدرسة الجزائرية من التطرف ومختلف الأمراض، وأيضا بذلت جهودا في مصالحة الجزائر مع هويتها رغم الصعوبات والعراقيل المحيطة، وحاولت رقمنة القطاع وتنظيم المسابقات بشكل جدي.

كما قالت رسالة أخرى "ألف شكر لك، إنسانة جد راقية، الإشكالية لم تكن مطلقا فيك، وللأسف وقعت ضحية بعض الأطراف الذين يستغلون الدين فقط لكونك امرأة".

في المقابل، كانت آراء آخرين عكسية، حيث رحبوا بمغادرة بن غبريت القطاع بعد اتهامها بأنها وراء المستوى الضعيف الذي وصل إليه التلاميذ، إضافة إلى اتهامها بأنها عملت على المساس بالهوية الجزائرية، حيث قال رئيس التنسيقية الوطنية لأساتذة التربية الإسلامية، بوجمعة محمد شيهوب، على صفحته على "الفايس بوك": "ألف تحية لمن كانوا يشيدون بها ويثنون عليها في لقاءات الأساتذة، إلى مزبلة التاريخ رفقة مشروع الخيانة الذي أشرفت على تنفيذه، استهدافا لأحفاد الشهداء... وعمالة للاستخراب وأذنابه"، مثمنا جهود التنسيقية ولبؤاتها الشرفاء الذين وقفوا وضحوا بأوقاتهم وجهودهم من أجل الوقوف دون مشروعها الخبيث الذي استهدف دينهم وهويتهم ووطنهم".

وعن الوزير الجديد الذي عين على القطاع، أجمع الكثيرون من مدراء ونقابيين أن عبد الحكيم بلعابد وزير التربية الجديد كان أب الرقمنة وكان أمين عام وزارة التربية، متمرس له خبرة ودراية بالقطاع وأنجزها بمهندسين جزائريين، ونجحت بفضل جهوده في الميدان.

وحسب تدخلات البعض، فإنه "لا يمكن لأحد أن ينكر العمل الكبير الذي قام به في رقمنة القطاع وهو أمر يحسب له، وهو ابن القطاع والخبير بالوزارة والأنسب للمرحلة المؤقتة، لأننا على مقربة من الامتحانات الرسمية ولا نريد ارتجالية وشعبوية يتحمل نتائجها أبناؤنا...".

وأضافوا "إن هذا وزير مؤقت ومقبول للمرحلة الحالية لتسيير شؤون الوزارة، وننتظر الوزير الأفضل بعد الانتخابات الرئاسية".

وقال الأمين العام لنقابة "الستاف"، بوعلام عمورة، "إن بلعابد هو من البيت يعرف القطاع ويعرف كل خبايا القطاع وكل الملفات في يده ويستطيع تسيير القطاع بجدارة لأنه لديه تجربة، لكنه للأسف عين في حكومة انتقالية ومتواجد في حكومة يرفضها الشعب، ولوقت معين وليس له الوقت للقيام بأي مشروع"، مشيرا في شأن الخائفين على مصير الامتحانات النهائية "إنه لا خوف على القطاع وعلى سيرورة القطاع، فهو من الذين نعترف بكفاءته".

 

    • بن غبريت توجه رسالة أخيرة للجزائريين تتعهد فيها بنشر حصيلة إنجازاتها

 

يأتي هذا فيما وجهت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريت، رسالة عبر صفحتها على "الفايس بوك"، تزامنا مع إنهاء مهامها كوزيرة للتربية، تطرقت فيها إلى الجهود التي بذلتها من أجل الوصول إلى مدرسة الجودة، متعهدة بنشر حصيلة إنجازاتها. ويأتي هذا في الوقت الذي تفرق الجزائريون بين مرحب لفكرة تنحيتها ومستاء. 

وحسبما جاء في رسالة بن غبريت: "اليوم تنتهي مهمتي على رأس وزارة التربية الوطنية. أشكر رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، على الثقة التي وضعها في شخصي منذ 5 ماي 2014"، مضيفة "خدمة شعبي وبلدي، بصفتي وزيرة للتربية الوطنية، ستظل، بدون شك، أهم مسؤولية في حياتي كأستاذة جامعية، لأن الأمر يتعلق بمستقبل أطفالنا. إن الالتزام بتحقيق مدرسة الجودة هو مسار طويل وشاق، ولكن بالإمكان إدراكه بتضافر جهود الجميع".

وشكرت الوزيرة "كافة إطارات وأساتذة القطاع" وقالت مضيفة "ولكن، أيضا، جميع النقابات ومنظمات أولياء التلاميذ. أشكرهم على مساهمتهم في بناء مدرسة تُعنى بتكوين مواطني الغد، مواطنين متجذرين في تقاليدنا وجزائريتنا، واثقين من أنفسهم، ليكون بمقدورهم انتزاع مكانتهم في عالم اليوم".

كما أضافت "أتوجه أيضا لكل أبناء وطني، مستخدمي الأنترنت، على تواصلهم معنا، على اقتراحاتهم ودعمهم. وإنني أتعهد بنشر حصيلة ما تم إنجازه"، مشيرة "لمن يخلفني، عبد الحكيم بلعابد، أتمنى كل التوفيق مع أخلص عبارات التشجيع، ولا يمكنني الختام دون أن أعرب عن أمنيتي في رؤية قطاع التربية يتطوّر ويرقى لمستوى تطلعات بلدنا في التقدّم ليحقق مكانته في محافل الأمم".

سعيد. ح

من نفس القسم الوطن