الثقافي

الأعرج: يجب تصدر الشباب للطبقة السياسية القادمة في الجزائر

الوضع الثقافي العربي يعاني من عقم.. وعلى الحكومات التحرك لإنقاذه

قال الروائي الجزائري واسيني الأعرج، إن المشهد الثقافي العربي هو انعكاس للوضع العربي العام المُخترق بما هو سلبي وإيجابي، وعلى الحكومات العربية التحرك لأنقاذ المشهد الثقافي مما يعانيه من عقم، وأضاف في تصريحات لوسائل إعلام مصرية أن الطبقة السياسية القادمة في الجزائر يجب أن تكون من الشباب الذكي التكنوقراط الذين يستطيعون الذهاب بالبلد بعيدا، ويجب أن تقدم هذه الحكومة الجديدة نموذجا للتغيير السلمي، مع الحذر من أي مغامرات، حيث لا أعتقد أن زمرة المصالح ستستسلم بسهولة..وإلى نص الحوار.

واسيني الأعرج، قدم نصيحة للشارع الجزائري حتى لا يتكرر ما حدث فيما سمي بدول الربيع العربي حيث قال بأنه: " على حكومة الإنقاذ الوطني من"التكنوقراط" أن تلعب دورها كاملا، وأن تكون تعبيرا صحيحا عن الشعب، وعن رغبات هذا الشعب، لأنها إذا فشلت في ذلك سينتهي أمر الصمت وسيعود الشعب للشارع، وهو أمر في غاية الخطورة، يجب أن ينتبه له الساسة. وعلينا الآن التفكير في الطبقة السياسية القادمة التي يجب أن تكون من الشباب الذكي التكنوقراط التي تستطيع أن تذهب بالبلد بعيدا، وأن تقدم نموذجا للتغيير السلمي، مع الحذر من أي مغامرات فلا أعتقد أن زمرة المصالح ستستسلم بسهولة.

وحول رأيه في المشهد الثقافي في المرحلة الراهنة قال: " المشهد الثقافي العربي هو انعكاس للوضع العربي العام المُخترق بالسلبي والإيجابي، فجميع الصراعات العربية تنعكس من خلال المقالات الصحفية والإعلامية وبعض الكتابات ونرى هذا المشهد في مختلف صوره، فالعالم العربي الآن ليس بخير مما ينعكس على الوضع الثقافي، ويتميز المشهد الفني والأدبي عن المشاهد الثقافية الأخرى ويظل أفضل وأنقى المشاهد الثقافية، لأنه غير خاضع لتغير الأحداث والمراحل وبعيد تماماً عن التأثر بالمصالح، لذلك فإن ثقتي في المشهد الأدبي أكثر من ثقتي في المشهد المسرحي.إن الوضع الاعتباري للثقافة في الوطن العربي هو العجلة الخامسة للسيارة، وتعاني الثقافة في الكثير من الدول ومنها دول أوروبا من عدم مساواتها بالقطاعات الأخرى، ففي القطاعات الأخرى تتدخل الدولة بمال كبير في الكثير من المشاريع الغير منتجه وغير مفيدة"

وأضاف يؤكد: " تحتاج الثقافة بشكل كبير إلى دعم من طرف الدولة، وعلى سبيل المثال مجال السينما، نجد من الصعب إنشاء سينما وطنية بالمعنى الكامل إذا لم يكن هناك دعم مالي كبير من جانب الدولة، يضمن توافر جميع عناصر الإنتاج السينمائي، وإن كانت هناك بعض المحاولات من جانب القطاع الخاص،ولكنها في النهاية لا ترقى إلى فرض حاله، ففي فرنسا تدعم الدولة الإنتاج السينمائي بنسبة 60%، بالرغم من أنها دولة أوروبية ورأسمالية وتعتمد على الربح والخسارة، ولكنها أشترطت وضع الثقافة خارج الأطر الأخرى، ولكن في الوطن العربي تأخر المشهد الثقافي كثيراً لأننا نرى أن الدولة متمثله في الاقتصاد الحر واقتصاد السوق تتجنب تمويل المشروعات الثقافية بشكل كبير مما أدى إلى إغلاق الكثير من المكتبات وقاعات السينما وانهيار الكثير من المشروعات الثقافية، ولذلك لابد أن تسرع الدولة العربية لإنقاذ ذلك الوضع".

وبخصوص موقفه من الأنشطة والفعاليات التي تنظمها وزارات الثقافة في الوطن العربي، وإن كانت من الممكن أن تستعيد التوازن الثقافي، أشار المتحدث: " يعتمد نجاح معارض الكتاب التي تنظمها وزارت الثقافة في الوطن العربي بشكل كبير على حضور الجمهور لها وهذا ما يعطي فرصة لنشأة علاقة بين القارئ وكاتبه، كما أننا نختبر ما نكتبه عن طريق المعارض ولكن في المقابل لابد أن نرى ميزانية وزارة الثقافة إلى أي مدى تتناسب مع المعرض الذي تقدمه الدولة لجمهورها، وليست لدى وزارات الثقافة العربية رؤى استراتيجية، فلابد أن تساعد وزارات الثقافة العربية الإبداع والكتابة وتطور المسرح وتهتم بالموسيقى، وللأسف كل هذا غير موجود في الواقع، أغلب هيئات الثقافة في أوطاننا مجرد وسيلة للرقابة في الدول العربية، ولا تقوم بالاهتمام بتطوير الثقافة العربية، وهذا يطرح.. هل النخبة الثقافية في الدول العربية ماضية إلى التآكل؟، كل جيل يأتي يحمل لديه جانب مضيئ وجانب آخر مظلم، فجيل اليوم لا يتعرض إلى أي نوع من الحماية الدولية مثلما كانت تحمي الأجيال السابقة، فلابد أن تسعى الخطوط الثقافية التابعة للدولة العربية إلى حماية هذه الأجيال من خلال وضع خطة ثقافية يتعلم الجيل من خلالها المقاومة، وكيفية المصارعة، من أجل حقوقه والاهتمام بالمسار الفكري لديه من خلال إرسال باحثين في بعثات إلى دول أوروبا، لذلك أرى أن المبدع والمثقف والمفكر يحتاج بشكل كبير إلى دعم كبير من القطاع الثقافي الموجود في الدولة، وهناك بعض المحاولات الفردية من بعض الفنانين لمحاربة هذا العقم الثقافي الذي تعاني منه الدول العربية ولكنها في النهاية لن تستطيع بمفردها تغيير مجتمعات بأكملها".

وأشار إلى أنه وفي السنوات الأخيرة، قرأت نصوص كثيرة لشباب تجسد الأزمة والوضع الحالي، بالرغم من وجود تخبط بين الخوف والرغبة في القول، ولكن السلطات لا تستطيع مهما بلغت من قوة أن تقمع الكاتب والفنان، فكم من الكتاب والفنانين تم قص أصابعهم التي تكتب ولكن تظل الظاهرة الفنية كما هي لا تموت، وهذه الميزة هي التي منحت الفنون والآداب طابع الخلود وتعطي للمبدع القوة الكافية لمقاومة القمع، وأكبر دليل على ذلك كتابات نجيب محفوظ وغيره من الكتاب الكبار والموسيقين الذين ألفوا الكثر من القطع الموسيقية العظيمة والتي ظلت حتى هذا اليوم في أعالي قمم المجد بالرغم من رحيل أصحابها.

ويرى المتحدث أن المهرجانات الثقافية تساعد في عودة الثقافة العربية إلى مكانتها إذا تم توجيهها بشكل صحيح، فكم من كاتب شاب متميز ظهر وخرجت موهبته إلى النور من خلال تلك المسابقات والمهرجانات الثقافية، حيث تقصر الجائزةعلى صاحبها عامل الزمن، وهو ما لم يتوافر لنا، وأنا خير مثال ظللت أعمل طوال 30 عام في صمت كبير مثل حال الكثير من الكتاب العرب، ولكن الآن يستطيع الشباب في عصر انتشار المهرجانات والمسابقات الثقافية أن يصلوا إلى مجدهم في أوائل أعمارهم.

مريم. ع

 

من نفس القسم الثقافي