الوطن
الاتحاد الأوروبي: "الأمر متروك للجزائريين ليقرروا"
شدد على ضرورة أن تكون أي عملية شفافة وتشمل جميع أطراف المجتمع
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 27 مارس 2019
كشف الاتحاد الأوروبي عن موقفه من التطورات السياسية الجارية بالجزائر حيث قالت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية المكلفة بالأمن والسياسة الخارجية فيديريكا موغيريني إن الأمر متروك للجزائريين لكي يقرروا بأنفسهم كيف ينبغي أن يحدث الانتقال.
ذكرت فيديريكا موغيريني في ردها على أعضاء البرلمان الأوروبي القلقين بشأن التطورات الأخيرة في الجزائر وفق تقارير دولية أمس أن "أي عملية يجب أن تكون شفافة وتشمل جميع أطراف المجتمع الجزائري"، وقال: " يجب على الاتحاد الأوروبي أن يشجع إجراء انتخابات حرة ونزيهة .. والتي ينبغي إجراؤها في غضون فترة زمنية معقولة "، مشددة على الحاجة إلى الاستماع والتشاور مع الناس من أجل تقديم إصلاحات كبيرة.
وأشارت إلى أن الجزائر تقع بجوار الاتحاد الأوروبي وهي شريك رئيسي للاتحاد الأوروبي وله مصالح مهمة في المنطقة تعد فيها هذه الدولة طرفًا فاعلا في تحقيق الاستقرار، مؤكدة أن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والجزائر تقدمت بشكل إيجابي على مر السنين.
• البرلمان الأوروبي يدعو فرنسا للاعتذار عن ماضيها الاستعماري في الجزائر
إلى ذلك دعا البرلمان الأوروبي، الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء إلى الاعتذار عن فترة الاستعمار في الجزائر وإفريقيا، ودفع تعويضات، وإعادة الأثار المسروقة، ومكافحة العنصرية تجاه الأشخاص من أصل إفريقي بالقارة العجوز.
وخلال جلسة، في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، صوت 535 نائبا لصالح مشروع قرار بعنوان "الحقوق الأساسية لذوي الأصول الإفريقية في أوروبا"، بينما رفضه 80 نائبا، وتغيب 44، وحسب الموقع الإلكتروني للبرلمان، دعا النواب، في قرارهم، الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء إلى "تطوير سياسات لمناهضة للعنصرية ووقف التمييز، في قضايا مثل: التعليم، السكن، الصحة، العدالة الجنائية، المشاركة السياسية والهجرة".
ودعوا إلى "الاعتراف بالمعاناة العنصرية والتمييزية وحالة الكره للأوروبيين من أصل إفريقي"، وضرورة "توفير الحماية المناسبة"، و"التحقيق في جرائم الكراهية وملاحقة مرتكبيها ومعاقبتهم بشكل مناسب"، وأدان النواب "إساءة معاملة المنحدرين من أصل إفريقي في مراكز الشرطة، حيث وقعت حوادث عنف ووفيات عديدة أثناء الاحتجاز".
وذكر موقع البرلمان الأوروبي أن قرابة 15 مليون شخص من أصل إفريقي يعيشون في أوروبا حاليا، وهم يواجهون تمييزا مستمرا، ويخضعون لقوالب نمطية سلبية، وأضاف أن الأطفال الأفرو أوروبيين يحصلون على درجات أقل في المدارس من نظرائهم البيض، ومعدل تركهم للمدرسة مبكرا أعلى بشكل ملحوظ.
ودعا النواب مؤسسات الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء إلى تقديم حلول لمعالجة الجرائم ضد الإنسانية، وسياسات عدم المساواة التي ارتكبتها دول أوروبية، خلال الفترة الاستعمارية، وشددوا على ضرورة دفع الدول الأوروبية تعويضات للحكومات الأفريقية، وتقديم اعتذار، وإعادة كل الآثار المسروقة من دول إفريقية، خلال فترة الاستعمار.
وحث النواب دول الاتحاد على رفع السرية عن أرشيفها الاستعماري، وتقديم منظور شامل حول الاستعمار والعبودية في المناهج التعليمية.
وتدعو الجزائر منذ مدة الاستعمار الفرنسي إلى الاعتراف والاعتذار عن جرائمها في الجزائر، وتعويضها عن نهب الخيرات طيلة 132 سنة من الاحتلال، وباشرت وزارة المجاهدين منذ أكثر من سنة مفاوضات مع الطرف الفرنسي لاسترجاع الارشيف الجزائري ومنها جماجم شهداء المقاومة الشعبية الموجودة في متحف الانسان بباريس.
فريد موسى