الوطن
جزائريون يحضرون لمرحلة ما بعد الحراك الشعبي وهذه هي مطالبهم
تحدثوا عن مطالب اجتماعية اقتصادية عدا تلك السياسية المتعلقة بتغيير النظام
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 25 مارس 2019
بدأ العديد من الجزائريين يحضرون منذ الآن لمرحلة ما بعد الحراك الشعبي والمطالب الاجتماعية الاقتصادية التي ستطرح خلال الندوة الوطنية المرتقب تنظيمها ضمانا للانتقال الديمقراطي للسلطة. وتتمحور أغلب مطالب الجزائريين، عدا تلك التي تهم السياسة، حول تحسين القدرة الشرائية وضبط الأسواق وتحسين الأجور، بالإضافة إلى إصلاح عدد من القطاعات على رأسها قطاع الصحة والتعليم، وكذا توفير مناصب الشغل وتحسين وضعية الشباب وحل معضلة السكن، وإعادة الاعتبار لقيمة العملة الوطنية وبناء اقتصاد قوي.
ورغم أن الحراك لا يزال متواصلا، إلا أن العديد من الجزائريين بدأوا يحضرون لمرحلة ما بعد الحراك، وبدأوا يتحدثون عن المطالب الاجتماعية الاقتصادية، عدا تلك السياسية المتعلقة بتغيير النظام وإسقاط كل الوجوه القديمة الفاسدة ورحيل رموز السلطة الحالية. ويرى الجزائريون أن أهم ملف يجب معالجته بعد تغيير النظام هو تحسين القدرة الشرائية للجزائريين، حيث كانت هذه الأخيرة من بين أكثر عوامل الضغط على المواطنين منذ 2014، خاصة في 2016، 2017 و2018 بسبب قوانين المالية التي حملت ضرائب على الجزائريين، وهو ما رفع الأسعار ودفع بالقدرة الشرائية إلى الانهيار، حيث يقدر خبراء نسبة تراجع هذه الأخيرة خلال الأربع سنوات الماضية بحوالي 40 إلى 50 بالمائة. وبالإضافة إلى تحسين القدرة الشرائية، يطالب الجزائريون بوضع ضوابط بالأسواق من أجل الحفاظ على سقف معين للأسعار، بعيدا عن تفسيرات العرض والطلب التي دائما ما تتحجج بها الحكومة لدى كل ارتفاع في الأسعار.
من جهة أخرى، يدعو الجزائريون لإعادة الاعتبار لقيمة العملة الوطنية التي تعاني منذ سنوات تدهورا كبيرا، حيث فقدت حوالي 40 بالمائة من قيمتها بسبب إجراءات ترقيعية عمدت إليها الحكومة، منها إجراء التمويل غير التقليدي والحلول الترقيعية التي زادت من تدهور الوضع، ويطمح الجزائريون أيضا لبناء اقتصاد قوي بعيدا عن أسعار النفط، وكذا إصلاح عدد من القطاعات منها قطاع التعليم والصحة اللذان يعدان أهم القطاعات بالنسبة للمواطن، وكذا حل معضلة السكن. فرغم تداول أكثر من عشرة وزراء على القطاع، إلا أن الجزائريين لا تزال أزمتهم الكبرى هي السكن.
كما يدعو الجزائريون لمحاربة الفساد والبيروقراطية والمعريفة، وتحسين وضعية الشباب من خلال وضع استراتيجية خاصة بهذه الشريحة. وزيادة على ذلك، يدعو الجزائريون لمحاربة الفقر وأشكال التمييز وحماية الحريات الفردية والجماعية واستقلالية القضاء.
دنيا. ع