الوطن
الأسواق تلتهب وبولنوار ينفي علاقة الأسعار بالحراك الشعبي
فيما تحدث التجار عن مضاربة واحتكار
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 21 مارس 2019
• مشروع لفتح 500 سوق جوارية خلال رمضان
عرفت، أمس، أسعار الخضر والفواكه وعدد من المنتجات الأساسية ارتفاعا كبيرا وهو ما ربطه البعض بالحراك الشعبي، غير أن ممثلي التجار نفوا ذلك مؤكدين أن الارتفاع الحالي سببه نقص في العرض.
تضاعفت أسعار الخُضر والفواكه بشكل ملفت للانتباه خلال الأيام الأخيرة، حيث بلغ سعر القرعة ببعض أسواق الجزائر العاصمة وضواحيها، كسوق "كلوزال" والشراڤة وباب الوادي، بين 150 و180 دج للكيلوغرام الواحد بعدما كان بين 80 و100 دج، كما بلغت أسعار مادتي الجزر واللفت والبسباس 90 دج بعدما كانت بين 30 و40 دج وارتفع الخيار والباذنجان إلى 140 دج بعدما كان 80 دج، كما ارتفع سعر البطاطا إلى 70 دج والطماطم بين 130 و160 والمانجتو 500 دج، والبصل 70 دج بعدما كان يتراوح بين 30 و40 دج، والشيفلور بين 120 و140 دج والجلبانة بين 150 و180 دج الفلفل الحار والحلو بين 180 و200 دج.
ورفض عدد من التجار ممن تحدثنا إليهم تحميلهم مسؤولية هذا الارتفاع، مشيرين أن بعض المضاربين وأصحاب مساحات التخزين يقفون وراء هذه الظاهرة ويستغلون الحراك الشعبي السلمي والظرف الحساس الذي تعيشه الجزائر من أجل تحقيق الربح، حيث يتعمد هؤلاء إحداث ندرة في الأسواق من أجل رفع الأسعار، منتقدين غياب السلطات الرسمية ومحدودية الرقابة التي يتم القيام بها ميدانيا، لكن الملاحظ أن أسعار بعض أسواق الجملة، حتى وإن ارتفعت مقارنة بالأيام الماضية، إلا أنها ليست مرتفعة بالشكل الذي تصل فيه أسعار التجزئة إلى هذا الحد من الارتفاع، ما يطرح عدة تساؤلات حول هامش الربح وممارسات الوسطاء واستغلالهم بدورهم لأي مناسبة لتحقيق الربح على ظهر المواطن. من جانبه، كشف رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، الطاهر بولنوار، أنه لا علاقة لارتفاع أسعار الخضر والفواكه بالحراك الشعبي.
وأفاد بولنوار بأن ارتفاع الأسعار ناجم عن نقص في المعروض، والكميات المتوفرة بسبب فترة الانتقال الفصلي حيث عادة ما تشهد الأسواق فترة من اللهيب في الأسعار بسبب انخفاض في المعروض.
ونفى بولنوار وجود أطراف تسعى لاستغلال الحراك السلمي من أجل المضاربة، مشيرا أن أغلب التجار أوقفوا إضرابهم وعادوا للعمل بشكل عادي منذ منتصف الأسبوع الماضي، مشيرا أن الحركة التجارية في العديد من الولايات تعرف سيرورة عادية وأن الأسعار حاليا تأثرت بنقص العرض فقط لا غير، مطمئنا الجزائريين أن الأسعار ستستقر في الفترة المقبلة، داعيا الجزائريين إلى تجنب اللهفة والتخزين حتى لا يتسببوا في ندرة في المواد الأساسية.
هذا وأعلنت جمعية التجار والحرفيين، عن وجود تنسيق بينها وبين السلطات المحلية وكذا مصالح وزارة التجارة، لفتح 500مائة سوق جواري على المستوى الوطني، بمناسبة شهر رمضان الكريم، بهدف تقليص الفارق في الأسعار بين سوق الجملة والتجزئة، وتوفير السلع للمواطنين، وان تشرف عليها عوض الإتحاد العام للعمال الجزائريين، مشيرا في ذات السياق، أن الحراك الشعبي الذي دخل أسبوعه الرابع لا علاقة له بارتفاع الأسعار.
وكشف رئيس الجمعية خلال الندوة التي عقدها بمقرها أمس، أن المنتجات الفلاحية الصحراوية تغطي، ما بين 35و40بالمائة من احتياجات السوق المحلية، مرجعا ارتفاع الأسعار إلى عامل الفصول، فمثلا عند دخول فصل الشتاء تكون المنتجات الخاصة بهذا الفصل، قليلة مما يؤدي إلى إحداث فراغ، وبالتالي ارتفاع أسعارها.
وأكد الحاج الطاهر بولنوار، عن وجود تنسيق بين الجمعية والسلطات المحلية وكذا مصالح وزارة التجارة، لفتح 500 سوق تجزئة على المستوى الوطني، بمناسبة شهر رمضان الكريم، بهدف تقليص الفارق في الأسعار بين سوق الجملة والتجزئة، وأن تشرف عليها جمعية التجار والحرفيين عوض الاتحاد العام للعمال الجزائريين، الذي أثبت فشله في إدارته لهذه الأسواق في كل مرة، حيث تبقى الأسعار مرتفعة طيلة الشهر الكريم، مضيفا سببا آخر ساهم في ارتفاع الأسعار، المبالغة في الطلب والتخزين، وكذا نقص المعلومة لدى الفلاحين مما يؤدي إلى اضطراب في الإنتاج.
ونفى بولنوار، أن يكون الحراك الشعبي الذي انطلق في 22فيفري، قد ساهم في ارتفاع أسعار بعض المنتجات خاصة ذات الاستهلاك الواسع، باستثناء في الأيام الأولى حيث عرفت بعض الأسعار ارتفاعا ولكنها عادت إلى طبيعتها فيما بعد.
وأحصى بالمناسبة، وجود نقص في أسواق التجزئة يقدر ما بين 400 إلى 500 سوق، على المستوى الوطني، وأضاف المتحدث ذاته، أن غياب البيوت البلاستكية في عديد ولايات الوطن، أدى إلى نقص المنتجات الفلاحية على غرار ما هو موجود في الدول المجاورة.
من جهته أوضح عمر غربي، رئيس اللجنة الوطنية للفلاحين، أن المشكلة التي يعاني منها الفلاح الصغير، أن الوزارة الوصية لا تملك برنامجا فلاحيا، مما يؤدي إلى اضطراب الأسعار، داعيا إلى ضرورة وضع برنامج فلاحي يتلاءم وكل منطقة للقضاء على هذا الخلل الموجود منذ فترة طويلة.
دنيا. ع