الوطن

أول قمة أورو-متوسطية لمجموعة 5+5 بعد الربيع العربي

من المنتظر أن تسجل لقاءات على عديد المستويات

 

 

افتُتحت أمس الجمعة قمة قادة دول وحكومات مجموعة الحوار الأورو متوسطي 5+5 في مالطا بحضور الوزير الأول عبد المالك سلال كممثل لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وهي ثاني قمة منذ إطلاق هذا المنتدى في روما سنة 1990، وأول لقاء يجمع دولا أوروبية متوسطية ودول المغرب العربي في مرحلة ما بعد الربيع العربي.

 

وستكون هذه القمة الأورو متوسطية بمثابة منبر للحوار السياسي اللارسمي وفرصة لإعادة إنعاش الحوار وإحيائه بين الدول العشرة التي تضم خمسة دول أوروبية تقابلها خمسة دول للمغرب العربي، ويتعلق الأمر بكل من الجزائر،تونس، المغرب، موريطانيا وليبيا، إضافة لكل من فرنسا، إسبانيا وإيطاليا ومالطا والبرتغال، وتعتبر أول قمة من نوعها منذ سقوط نظامي الرئيس التونسي زين العابدين بن علي والزعيم الليبي معمر القذافي، وستتباحث العديد من المواضيع خاصة تلك المتعلقة بالأمن والدفاع والهجرة غير الشرعية، كما ستسعى الى تعميق الحوار السياسي من خلال استكشاف مجالات تعاون جديدة ممكنة في الجوانب المتعلقة بالتربية والبيئة والطاقة والبحث عن تعاون مع الاتحاد من أجل المتوسط والسياسة الأوربية للجوار بهدف تفادي تشتت الجهود في هذا المستوى.

واعتبرت سلطات فاليتا أن هذا المنتدى الاوروبي-المتوسطي يحمل مغزى سياسيا معينا، لأنه بحسب مالطا يعتبر التكتل الاقليمي الوحيد الذي يجمع دولا أعضاء في اتحاد المغرب العربي وأخرى مجاورة لها على الضفة الشمالية للمتوسط، وان هذا الحوار سيحمل القيمة الإضافية للتكتلات الإقليمية الأخرى لاسيما بالنظر إلى طبيعته غير الرسمية التي تسمح بإجراء نقاش صريح حول القضايا ذات الاهتمام المشترك والانشغالات المشتركة للبلدان الشريكة.

وشارك في هذه القمة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وكذلك رئيس الحكومة الايطالية ماريو مونتي ونظيراه الاسباني ماريانو راخوي والبرتغالي بيدرو باسوس كولهو، ومن الاتحاد الاوروبي شارك كل من رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه باروزو ومفوض شؤون سياسة الجوار الاوروبية التشيكي ستيفان فولي، إضافة إلى الامين العام لاتحاد المغرب العربي حبيب بن يحيي والامين العام للاتحاد من أجل المتوسط فتح الله السجلماسي بين المراقبين.

وعن الجانب المغاربي شارك الرئيسان التونسي منصف المرزوقي والموريتاني محمد ولد عبد العزيز في القمة ورئيس الوزراء المغربي عبد الاله بنكيران، وعن ليبيا فقد مثلها رئيس المؤتمر الوطني (برلمان) محمد المقريف الذي يعتبر عمليا رئيسا بالوكالة لليبيا.

وستسعى باريس خلال هذه القمة إلى نسج علاقات مثمرة ومتنوعة مع البلدان المغاربية ومحاولة الضغط عليها لإقناعها بفكرة التدخل العسكري على مالي، كما ترغب فرنسا من خلال هذه القمة في برنامج تبادل جامعي "ايراسموس المتوسط" وتنمية مشاريع في مجال الطاقات المتجددة ومنها الطاقة الشمسية، ويعتبر الطريق السريع بين دول المغرب العربي، وهو أيضا مشروع هام بقي معطلا بسبب توترات بين المغرب والجزائر حول الصحراء الغربية وتواصل غلق الحدود بين البلدين.

ومن المنتظر أن تسجل القمة لقاءات على عديد المستويات بين المشاركين فيها على غرار لقاء الوزير الأول عبد المالك سلال مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، إضافة إلى لقاء مع قادة دول المغرب العربي التي ستثير موضوع انعقاد القمة المغاربية، وستتوج القمة بتبني "إعلان مالطا" قبل أن تختتم بمؤتمر صحافي سينعقد اليوم السبت.

نسيمة ورقلي

 

من نفس القسم الوطن