الوطن

بارونات، منتجون ومستوردون يستغلون دعوات العصيان المدني للاحتكار والمضاربة!

الأسواق عرفت ارتفاعا مفاجئا في أسعار منتجات واسعة الاستهلاك

اتخذ عدد من المنتجين والمستوردين وكذا تجار الجملة من الحراك الشعبي الحالي والدعوات للإضراب والعصيان المدني ذريعة لممارسة الاحتكار والمضاربة، حيث كشفت مصادر لـ"الرائد" من أسواق الجملة، أمس، أن عددا من المستوردين وحتى المنتجين المحليين استغلوا فرصة الدعوة للعصيان المدني من أجل تخزين واحتكار أطنان من المواد الغذائية وعدم طرحها في الأسواق كي ترتفع الأسعار، خاصة ما تعلق بمنتجات مستوردة، أسعارها أصلا مرتفعة.

وأضافت ذات المصادر أن تجار التجزئة عبر عدد من الولايات لم يتمكنوا من التزود بالمنتجات الغذائية الضرورية بأسعارها العادية، حيث تسببت الدعوات للعصيان المدني والإضراب في احتكار ومضاربة واسعين في الأسواق، حيث استغل المنتجون والمستوردون الوضع من أجل رفع أسعار عدد من المنتجات على مستوى أسواق الجملة والتجزئة، وهو ما لمسناه أمس عبر عدد من المحلات، حيث ارتفعت أسعار عدد من المنتجات الأساسية، منها العجائن والبقوليات وحتى أسعار مواد مدعمة، على غرار الزيت والسكر والقهوة والدقيق وحتى أسعار الخبز والحليب، بسبب تسجيل أزمة خانقة في هاتين المادتين خلال اليومين الماضيين.

 

    • 80 بالمائة من التجار يستأنفون نشاطهم بشكل عادي

 

من جانب آخر، عرف الإضراب في يومه الثاني، أمس، استجابة ضئيلة من طرف التجار، خاصة بالعاصمة، حيث استأنف هؤلاء في أغلب البلديات نشاطهم بشكل عادي، وفتحوا أبواب محلاتهم أمام المواطنين، غير أن هناك ولايات على غرار ولاية بويرة وبجاية استمر فيها الإضراب، حيث حدد التجار ساعتين في اليوم لفتح محلاتهم من أجل تزويد المواطنين بما يحتاجونه من منتجات، في حين تغلق المحلات باقي اليوم، في حين لم يتم وضع رزنامة لآجال هذا الإضراب في هذه الولايات التي تأثر المواطنون فيها بشكل كبير بسبب غلق المحلات التجارية.

من جانب آخر، فإن حركة النقل بالعاصمة عرفت عودة جزئية للنشاط على غرار النقل بالترامواي حيث عادت عربات الترامواي للعمل عبر خطوطها بشكل عادي، في حين عادت خطوط محدودة للميترو للعمل، وعادت حافلات النقل العمومي والطاكسيات للعمل بشكل عادي، وحتى الناقلون الخواص عادوا ليستأنفوا نشاطهم بشكل عادي.

 

    • بولنوار يندد بالتهديدات التي تلقاها التجار ويدعوهم لتقديم شكاوى

 

من جاب آخر، تحدث التجار، أمس، مرة أخرى، عن تهديدات يتلقونها من أجل الانخراط في دعوات الإضراب، حيث أكد تجار في بلدية برج الكيفان أن مجموعة من الشباب الملتزم مارسوا عليهم ضغوطات وهددوهم بحرق محلاتهم في حال لم يستجيبوا للإضراب وواصلو نشاطهم، وهو نفس ما أكده عدد من التجار في بلديات الكاليتوس والحراش وجسر قسنطينة، وهو ما استنكره، أمس، رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، الطاهر بولنوار، في اتصال هاتفي مع "الرائد"، حيث ندد بولنوار بإقحام التجار في حسابات سياسية، مشيرا أن الإضراب الذي أجبر عليه بعض التجار أضر بالمواطن بالدرجة الأولى، داعيا التجار لإعادة فتح محلاتهم وتقديم شكاوى ضد أي جهة تمارس عليهم ضغوطات وتهديدات.

 

    • الدعوات الرافضة للعصيان المدني تتواصل بالفايسبوك

 

هذا وقد استمرت، أمس، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الدعوات الرافضة للعصيان المدني والإضراب في عدد من الولايات، حيث اعتبر أغلب رواد الفايسبوك أن أي إضرابات سيدفع ثمنها المواطن. وأكد ناشطون أن غلق عدد من التجار لمحلاتهم خلق معاناة حقيقية للمواطنين أمس الأول، مؤكدين أن غلق المحلات لن يضر النظام في شيء وإنما سيتسبب في معاناة المواطن وتجويعه، في حين دعت جمعيات حماية المستهلك، مرة أخرى، التجار لإعادة فتح محلاتهم، مؤكدة أن هذا الإضراب تسبب في ارتفاع للأسعار بنسبة 30 بالمائة، مثمنة استجابة بعض التجار للدعوة وفتح المحلات أمس بشكل عادي.

س. زموش

من نفس القسم الوطن