الوطن

التلاميذ ينخرطون في الحراك الرافض للعهدة الخامسة !!

بعد استجابة أساتذتهم لموجة العصيان والإضراب الشامل وإخراجهم إلى الشارع

    • بن غبريت: "خروج التلاميذ إلى الشارع خطير"

    • مداومة إجبارية للمدراء في مؤسساتهم حتى منتصف الليل لمنع التشويش على المدارس 

 

استجاب أساتذة المؤسسات التعليمية بقوة لنداء الإضراب الوطني الذي دعت إليه الكنفدرالية الوطنية للقوى المنتجة، ما أدى إلى تسريح آلاف التلاميذ إلى الشوارع منذ الساعات الأولى من صباح أمس، قبل أن يستغلوا الوضع من أجل تنظيم مسيرات بكامل أرجاء الوطن، رافعين شعارات "سياسية" تنادي برفض العهدة الخامسة.

تسبب التلاميذ في غلق الطرق الرئيسية في العديد من المدن، وسط حضور أمني مكثف خاصة بالعاصمة، وقد طوقت الشرطة كل الطرق من أجل ضمان سلامة المتمدرسين الذين رفعوا أعلاما وطنية ورددوا شعارات تنادي بالتغيير.

وقد خرج التلاميذ بقوة أيضا بكل من ولايات ڤالمة، البليدة، قسنطينة، عنابة، بجاية، المسيلة، وباقي الولايات، في مسيرات وهم يرددون شعار "مكانش عهدة خامسة يا بوتفليقة"، في ظل انتقاد كبير لعدة جهات على غرار الناشط التربوي كمال نواري الذي قال إن مكان التلميذ في المدرسة وليس الشارع، فيما دعت أطراف عدة الأولياء إلى التدخل من أجل إدخال أبنائهم المنازل لمنع أي استغلال لهم.

يأتي هذا فيما تحركت مصالح وزارة التربية الوطنية من أجل احتواء الوضع، عبر تعليمة تجبر فيها مديري المؤسسات التربوية على الحضور إلى مؤسساتهم طيلة الأسبوعين القادمين، ابتداء من 10 مارس الجاري إلى غاية 21 من نفس الشهر، كما أمرت بعدم السماح بخروج التلاميذ من المؤسسة إلا بعد انقضاء ساعات الدوام.

وأمرت وزارة التربية مديري المؤسسات التربوية للأطوار التعليمية الثلاثة بالاستمرار في المداومة إلى غاية يوم 21 مارس الجاري الذي يصادف أول يوم من عطلة الربيع للسنة الدراسية 2018-2019. وحذرت بعدم السماح للتلاميذ بالخروج من المؤسسة إلا بعد انقضاء الدوام، مشيرة أنه "في إطار الاستغلال الأمثل للوتيرة الدراسية، فإن على المدراء استغلال الأسبوعين المتبقيين قبل الخروج للعطلة الربيعية في عمليات التصحيح النموذجي الجماعي بالمشاركة الفعلية للتلاميذ وتوزيع النقاط وتنظيم لقاءات إعلامية مع مستشاري التوجيه والإرشاد المدرسي مع إقامة نشاطات ثقافية ورياضية متنوعة".

وفي إطار الحراك الشعبي وما تبعه من بعض المحاولات المعزولة من أجل التعدي على حرمة المدارس، على غرار محاولة إحراق المدرسة الابتدائية المتواجدة بشارع كريم بلقاسم بالعاصمة، أمرت وزارة التربية الوطنية مدراء المؤسسات التعليمية لمختلف الأطوار التعليمية بضمان الإداريين المداومة بمؤسساتهم إلى غاية منتصف الليل طيلة أيام الأسبوع وحتى أيام العطل الأسبوعية، بناء على إرسالية شددت فيها على أهمية ضمان عملية المداومة بعد 16.30 إلى غاية منتصف الليل وأيام العطل الأسبوعية من 10/03/2019 إلى غاية 21/03/2019، حيث ستكون أيضا المداومة أيام العطل أي الجمعة والسبت من الساعة السادسة صباحا إلى غاية منتصف النهار.

وكانت وزارة التربية قد أعلنت عن عدم تغيير رزنامة العطل الفصلية للموسم الدراسي 2018-2019 خاصة مع تزامن هذه الفترة مع فترة الاختبارات الخاصة بالفصل الثاني، على أن تستمر الدراسة بصفة عادية طيلة الأسبوعين القادمين، حيث تستغل لتصحيح الاختبارات وتسليم النتائج ومعدلات المتمدرسين قبل خروجهم في عطلة يوم 21 مارس الجاري.

هذا ووصفت وزيرة التربية، نورية بن غبريت، على حسابها في شبكة التواصل الاجتماعي فايسبوك، خروج التلاميذ إلى الشارع بالأمر الخطير وأنه: "علينا جميعا الواجب الأخلاقي والالتزام وكذا المسؤولية لحماية مدرستنا وتلاميذنا وأطفالنا".

كما أضافت: "المدرسة، كونها مجانية وإجبارية، فهي إذا "مدرسة الشعب". لنحافظ عليها جميعا من كل عمل مقصود أو غير مقصود يهدف إلى تسييسها المفرط واستغلالها"، و"نعمل كلنا، أولياء، أساتذة، تلاميذ ومؤطرين، على كلمة واحدة: المدرسة الجزائرية "فوق كل اعتبار"!

عثماني مريم

 

من نفس القسم الوطن