الوطن

عطلة إجبارية لطلبة الجامعات لـ 25 يوما بداية من اليوم

مع غلق الإقامات وتسريح كل الطلبة إلى منازلهم

    • لأول مرة الطلبة والأساتذة يرفضون الخروج للعطلة ويتحدون حجار

    • "الكناس" يحذر من القرارات العشوائية واستفزاز الأسرة الجامعية

    • ميلاط: القرار سياسي وهو سابقة في تاريخ الجزائر

 

في قرار مفاجئ، أبرق وزير التعليم العالي والبحث العلمي، طاهر حجار، إرسالية، أمس، إلى مدراء المؤسسات الجامعية والكليات حول إحداث تغييرات على رزنامة العطل الجامعية للسنة الجامعة 2018/2019، وتقديم كل العطل عن موعدها المحدد، بداية بعطلة الربيع التي ستكون استثنائيا بداية من اليوم وعلى مدار قرابة الشهر، وأرفق القرار بغلق إقامات الطلبة عبر كافة أرجاء الوطن بداية من اليوم الأحد، ويبدو من خلال القرار أن الحكومة تحاول تفادي المزيد من المظاهرات والاحتجاجات في الشارع تزامنا مع إعلان المجلس الدستوري قائمة المعنيين بخوض سباق المنافسة على كرسي رئاسة الجمهورية خلال الساعات القليلة القادمة، وانتشرت، مباشرة بعد صدور القرار، دعوات على الفايسبوك بين الطلبة والأساتذة، أعرب فيها هؤلاء عن رفضهم لقرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، والتوجه إلى الجامعات اعتبارا من صباح اليوم، خصوصا أن عدّة امتحانات استدراكية مبرمجة بداية من اليوم.

قالت إرسالية صدرت عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، تحت رقم 220، صدرت يوم أمس 9 مارس 2019، إنه تم تقديم العطلة الربيعية إلى يوم الأحد 10 مارس مساء، بعدما كانت يوم 21 مارس، مع تمديد العطلة إلى غاية يوم 4 أفريل المقبل مساء، يعني أن الطلبة الجامعيين سيستفيدون من 25 يوما من العطلة الربيعية. وجاء في ذات الإرسالية أنه تم تحديد العطلة الصيفية بتاريخ 11 جويلية إلى غاية يوم 2 سبتمبر المقبل، مشيرة أن هذه التغييرات في مواعيد العطل لا تنطبق على الموظفين الإداريين والتقنيين وأعوان المصالح.

كما أبرق وزير التعليم العالي إرسالية إلى كل الإقامات الجامعية من أجل غلق الإقامات الجامعية بكل الولايات بداية من تاريخ اليوم، حيث كانت ليلة أمس آخر ليلة قاضاها الطلبة، بعد أن قررت إدارات الإقامات أن آخر وجبة عشاء تقدم للطلبة تكون ليلة 9 مارس 2019.

يأتي هذا القرار من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في ظل الحراك الشعبي الذي تشهده الجزائر، منذ عدة أسابيع، رفضا لترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رئاسية جديدة.

وعبر الطلبة والأساتذة عن رفضهم لهذه التعليمة الصادرة عن مصالح حجار، وباشروا حملة كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أجل عدم الرضوخ للعطلة الإجبارية للوزارة، بعد أن أجمعت صفحات الطلبة وأساتذة الجامعات على أن الوصاية تريد كسر إضرابات واحتجاجات اليوم، وذلك بتقديم العطلة إلى يوم 10 مارس، لذا تم توجيه نداء إلى كل الطلبة للتوجه اليوم الأحد إلى الجامعات مباشرة دون كسر العصيان المدني، وتنظيم وقفات أمام كل جامعات القطر الوطني، وإظهار أنهم لن يقبلوا هذا التقديم الذي يريدون به تشتيت الطلبة، متسائلين "ومنذ متى كاتن العطلة 25 يوما؟".

 

    • دعوات لاحتجاجات طلابية اليوم أمام الجامعات

 

وأجمع الطلبة على "أنه يجب أن يقفوا وقفة الرجل الواحد ضد هذه المحاولة التي تستهدف تفريق الطلبة، لأنهم يخافون من الطبقة المثقفة، إذا توحدت فإنها تزلزل وترهب النظام الفاشل". وقالوا في نداء لكل الطلبة "كونوا في الموعد، لا يغركم الإغراء السياسي بالعطلة 25 يوما، فعلى كل الطلبة التجمع أمام الجامعات من أجل إقامة مسيرة سلمية ومنظمة وإثبات قوة وحنكة الطلاب".

ويأتي هذا فيما أكد أساتذة تابعون لـ"الكناس" أنهم سيتوجهون اليوم بشكل عادي للتدريس ورفضوا إلغاء الامتحانات الاستدراكية أو تأجيلها والمحددة ليوم 16 مارس، علما أن المنسق الوطني لـ"المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي "الكناس"، الدكتور عبد الحفيظ ميلاط، انتقد بشدة قرار وزير التعليم والبحث العلمي، الطاهر حجار، بتقديم العطلة الربيعية، قائلا إنه "سابقة في تاريخ الجامعة الجزائرية واستفزاز للأسرة الجامعية".

وقال ميلاط "إن القرار الوزاري الذي حدد العطلة يوم 10 مارس بدل 21 مارس الجاري لم يتضمن تفسيرا للخطوة"، بالمقابل شدد المتحدث أن "القرار مرتبط بالحراك الذي تعرفه الجامعة الجزائرية وانخراط الطلبة والأساتذة في الحراك الشعبي الرافض لوضع سياسي معين".

ويرى ميلاط أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي حادت عن دورها البيداغوجي وأقحمت نفسها في صراع سياسي ستكون له تداعيات وخيمة، مضيفا "قد نرى شعارات في الاحتجاجات القادمة تطالب بمحاسبة الوزير الطاهر حجار وضمه إلى قائمة الأسماء التي ينتقدها الشارع الجزائري بشدة".

كما قال ميلاط "ولأن هذا القرار فاجأنا كنقابة، واتخاذ موقف واضح وصريح منه يتجاوز مسؤولية المنسق الوطني لوحده، بل لابد من قرار مشترك بين أعضاء المكتب الوطني للكناس، فقد باشرنا اتصالاتنا لعقد اجتماع مكتب وطني طارئ في أقرب الآجال".

 

    • نواب: النظام يعتدي على الجامعات من أجل الخامسة

 

هذا وانتقد نائب برلماني محسوب على الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء، التعليمة الصادرة عن وزارة التعليم العالي بتقديم عطلة الربيع بأسابيع وتحديدها ليوم 10 مارس 2019 مع منح 25 يوما راحة كاملة للطلبة.

وقال: "بكل أسف تلقينا نبأ الخطوة التي قامت بها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بتجميد الدراسة تحت بند "عطلة رسمية" مصنعة لمدة تقارب الشهر، والشهر سيرفق بعدها بشهر آخر إلى حين تمرير الخامسة".

مشيرا: "اليوم تعليمكم وجامعتكم وأولوياتكم كلها في نفس سلة تلك الأصوات لعيون العهدة الخامسة". ولهذا ندد بهذه الخيانة العلمية وقال مجددا "نهيب بالطلبة الاجتماع حول جامعاتهم ومنع هذه المهزلة التي تحاول بها السلطة تحييدهم وعزلهم بصفتهم الطلابية الجامعية عن الحراك".

عثماني مريم

 

من نفس القسم الوطن