الوطن

القروض الاستهلاكية والعقارية حكرا على ميسوري الحال فقط !!

ما تمنحه البنوك لا يكفي لشراء سيارة مستعملة ولا لاقتناء سكن فوضوي

رغم أن القروض البنكية الموجه للمواطنين بصيغتيها قروض استهلاكية وعقارية استحدثت لدعم القدرة الشرائية للطبقة المتوسطة ممن يعانون صعوبات مالية غير أن الشروط للحصول على هذه القروض جعلت الأغنياء وميسوري الحال هم المستفيدين الأكبر منها فالمواطن الذي يتقاضى أجور أقل من 50 ألف دينار جزائري يحصل على قرض لا يكفيه حتى لشراء سيارة مستعملة أو اقتناء سكن فوضوي.

وفي هذا الصدد أكد عدد من المواطنين الذين كانوا قد أودعوا طلبات للحصول على قروض استهلاكية أو عقارية أنهم كانوا يعتقدون أنهم سيحصلون على قروض وتمويلات تصل على 90 بالمائة من قيمة ما يرغبون في امتلاكه سواء تعلق الامر بسيارات أو سكنات غير أنهم صدموا لدى توجههم للبنوك ان قيمة القرض تحسب بالنظر لقيمة الاجر الشهري فبالنسبة للقروض الاستهلاكية فان الأشخاص الراغبين في اقتناء سيارات واجرتهم لا تتعدى الـ40 ألف دينار جزائري لا يحصلون سوى على حوالي 56 مليون سنتيم وهو ما لا يكفي حتى لشراء سيارة مستعملة منذ 10 سنوات، في حين لا تتعدى قيمة القروض العقارية بالنسبة لمن يتقاضون ذات الأجرة الشهرية أي 40 الف دينار الـ100 مليون سنتيم وهو سعر قد يمكن طالب القرض من امتلاك سكن فوضوي في ضواحي العاصة لا غير وليس شقة سكنية.

وبسبب تعامل البنوك بمبدأ  كلما كبرت قيمة راتبك، وكلما قلّ سنك تحصلت على أكبر قيمة من القرض، فان المستفيدين من هذه القروض سواء عقارية أو حتى استهلاكية باتوا إطارات المؤسسات العمومية الكبرى ممن يفوق راتبهم 10 و15 مليون سنتيم وكذا ميسوري الحال والأغنياء وهو ما جعل نسبة الإقبال على هذه القروض تنخفض لدى الاسر متوسطة الدخل من جانب آخر فان العراقيل البيروقراطية التي تحدثت عن ازالتها مختلف مسيري البنوك لا تزال أكبر العوائق في وجه الحصول على قروض استهلاكية في الجزائر فالحصول على قرض لاقتناء سيارات محلية التركيب يتطلب إجراءات طويلة قد تستمر لأكثر من أربعة أشهر من أجل الحصول على الموافقة النهائية للقرض رغم أن أغلب البنوك كانت تتحدث عن معالجة ملفات الحصول على قروض استهلاكية في غضون 5 أيام فقط وهو ما يثير الكثير من التساؤلات حول جدية هذه البنوك خاصة العمومية منها في التعامل مع ملف القروض الاستهلاكية.

س. ز

من نفس القسم الوطن