الوطن
هكذا تفاعل الجزائريون خلال الـ 48 ساعة الأخيرة مع "فضائح" المرشحين للرئاسيات
تعليقات ساخرة، دعم مبكر للبعض ودعوات مستمرة للتظاهر
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 05 مارس 2019
• مكالمة بوحجة و"رودسكور" نكاز يصنعان السخرية
انفجرت مواقع التواصل الاجتماعي، أمس، بالتعليقات والمنشورات حول التطورات التي تعرفها الساحة السياسية والوطنية، فيما يخص الانتخابات الرئاسية، حيث تفاعل الجزائريون على مدار الـ48 ساعة التي تلت انتهاء المهلة الرسمية لوضع ملفات الترشح على مستوى المجلس الدستوري، مع أكثر من خبر، برزها ترسيم ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة ورسالته التي حملت تعهدات غير مسبوقة والفضائح التي شهدها المجلس الدستوري، منها المكالمة التي تلقاها بوحجة في آخر دقيقة لينسحب بعدها من سباق الرئاسيات، والفضيحة التي فاقت كل الفضائح بشأن رشيد نكاز بنسختيه.
عرفت مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الـ 24 ساعة الماضية، الكثير من التفاعل من طرف الجزائريين بعد انتهاء المهلة الرسمية لوضع ملفات الترشح على مستوى المجلس الدستوري، حيث تحولت العملية إلى فضيحة بكل المقاييس بالنسبة لعدد من المترشحين، في حين صنع ترسيم ترشح عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة والرسالة التي بعث بها للشعب الجزائري الحدث، فبين من فهم الرسالة وقرأ ما يوجد بين أسطرها وبين من اعتبرها مجرد تعهدات لربح الوقت، بقي الحديث الأبرز للجزائريين عبر فايسبوك وتويتر ويوتوب وحتى أنستغرام هو الوضع السياسي والانتخابات الرئاسية، وهو ما رسم عودة انخراط الجزائريين في السياسة بعد فترة استقالة طويلة.
• ترسيم ترشح بوتفليقة ورسالته يقسمان الشارع بين مؤيد ومشكك
وقد علق أغلب الجزائريين على ترسيم ترشح عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية خامسة، رغم المسيرات والمظاهرات الرافضة لذلك، أن الأمر كان متوقعا، في حين اعتبر البعض أن فحوى الرسالة التي بعث بها بوتفليقة بعد ترسيم ترشحه ما هي إلا مجرد مناورة لربح الوقت، خاصة بعدما وصل الحراك الشعبي إلى ذروته. وتساءل البعض في تعليقات عبر فايسبوك: كيف لتعهدات والتزامات وحديث عن إصلاح سياسي وإجماع وطني لم يتحقق طيلة الـ20 سنة الماضية أن يتحقق في ظرف سنة واحدة فقط. غير أن هناك بعض الجزائريين من ثمنوا تفاعل بوتفليقة مع الحراك الداعي لتغيير النظام، واعتبروا رسالته والتعهدات التي حملتها خيارا يمكن أن يؤدي إلى انتقال ديمقراطي سلس بعيد عن ضغط الشارع.
• غاني مهدي يخذل الجزائريين ومكالمة بوحجة تثير التساؤلات
بالمقابل، فقد كان النصيب الأكبر من التعليقات والمنشورات عبر فايسبوك والفيديوهات التحليلية عبر يوتوب من نصيب المترشحين الذين انسحبوا من السباق الرئاسي في آخر لحظة، على غرار غاني مهدي الذي تلقى هجوما كبيرا من طرف رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين صنفوه في خانة "ضعيف الشخصية"، على خلفية حديثه عن مضايقات وصعوبات حالت دون تمكنه من الاستمرار في ترشحه، في حين شكك آخرون في مصداقية غاني مهدي واتهموه بالخيانة، خاصة أن خرجاته سابقا كانت تحمل وعودا وشعارات وحديثا عن تغيير، ليصدم البعض بعد ذلك وينسحب متهما المجلس الدستوري بعرقلة ملفه، وهو التبرير الذي لم يهضمه الجزائريون. من جانب آخر، فقد صنع رئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق، السعيد بوحجة، الجدل بسبب تقديمه ملف ترشحه لدى المجلس الدستوري، غير أنه خلال ندوة صحفية تلت تقديم ملفه، تفاجأ باتصال فتراجع على المباشر، وقال للصحافيين: "أنا الآن أتراجع عن ترشحي". وقد تداول الجزائريون الفيديو الذي يوثق المكالمة الهاتفية وبعدها إعلان الانسحاب على نطاق واسع، منتقدين إقدام الرجل على الترشح لينسحب بعدها بسبب مكالمة هاتفية.
• نكاز بنسختيه يثير سخرية الجزائريين
من جانب آخر، فإن أكبر فضيحة عرفها المجلس الدستوري، ليلة أمس الأول، هي فضيحة رشيد نكاز بنسختيه، حيث صنع هذا الناشط السياسي الذي حاز على رتبة "مهرج سياسي" بامتياز الكثير من الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل الجزائريون في الأول بشكل كبير مع إشاعات تتحدث عن اختطافه من أمام المجلس الدستوري من طرف مجهولين، وهو ما جعل البعض يتعاطفون معه مثلما حدث في 2014 عندما ادعى أن استمارات ترشحه سرقت، غير أن الصدمة الكبيرة كانت باستبدال رشيد نكاز المعروف بابن عمه الميكانيكي ليترشح بدلا عنه، لأن ملف النسخة الأصلية لرشيد نكاز غير مقبول، وخرج رشيد نكاز ليؤكد أنه في حال فوز ابن عمه سيعدل الدستور في أسبوع ويستحدث منصب نائب رئيس لنفسه ثم يقدم ابن عمه استقالته ويصبح هو الرئيس، وهو ما فجر موجة سخرية من سذاجة رشيد نكاز الذي وصفه أغلب الجزائريين بالمهرج، بينما صدم أنصاره بمستواه، وعلق أغلب الجزائريين بكثير من السخرية على الخطة "ب" لرشيد نكاز، بالتساؤل: ماذا لو أن ابن عمه الميكانيكي أعجبه منصب رئيس جمهورية؟ لكن الغريب أن رشيد نكاز ورغم الفضيحة التي تسبب فيها لقي من يدعمه، حيث حملت تعليقات أخرى فخرا بخطة الرجل التي اعتبرها البعض دهاء سياسيا، بينما دعا آخرون لمحاسبته ومحاكمته بتهمة التزوير وابن عمه بتهمة انتحال شخصية.
• دعوات التظاهر تستمر!
هذا وقد استمرت، أمس، دعوات الاحتجاج والتظاهر لجمعة أخرى، حيث تداول العديد من النشطاء منشورات تدعو للخروج في مسيرات سلمية يوم الجمعة المقبل 8 مارس، معتبرين أن ما جاء في رسالة بوتفليقة من التزامات ووعود لا يمكن أن تكون ضمانات مقنعة تسمح بتغيير النظام، في حين عرفت بعض الولايات، ليلية أمس الأول، احتجاجات ومسيرات ليلية، بينما واصل الطلبة ضغطهم عبر الجامعات، غير أن أكثر احتجاج لقي تفاعلا من طرف الجزائريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي هو ما قام به شباب في ولاية عين تموشنت، حيث احتجوا عن طريق "لعب الورق" أو ما يعرف بـ"الكارطة" أمام مقر الولاية، تعبيرا عما حدث خلال إيداع ملفات الترشح، وهو الفيديو الذي تم تداوله على نطاق واسع أمس بمواقع التواصل الاجتماعي.
س. زموش