الوطن

مخابر أجنبية تمارس الاحتكار في سوق الدواء المحلي

دعا الحكومة للتدخل منعا لاستمرار الندرة في أدوية الأمراض المزمنة، بلعمري:

أرجع، أمس، الأمين العام للنقابة الوطنية للصيادلة، مسعود بلعمري، استمرار الندرة في عدد من أنواع الادوية، خاصة تلك الموجهة لأصحاب الأمراض المزمنة، إلى الاحتكار الذي تمارسه بعض مخابر الدواء في الجزائر وكذا عدد من المستوردين والموزعين، داعيا الحكومة للتدخل من أجل وضع حد لهذه الممارسات التي باتت تهدد حياة حوالي 10 ملايير مريض مزمن.

أشار مسعود بلعمري، في تصريحات لـ "الرائد"، أنه رغم الإجراءات المتخذة من طرف وزارة الصحة من أجل معالجة ندرة الأدوية، إلا أن هذه الأخيرة لا تزال مستمرة وتخص حوالي 100 نوع من الدواء، منها أدوية لعلاج الأمراض المزمنة،  مشيرا في هذا السياق أن هذه الندرة سببها الاحتكار الذي تمارسه المخابر الأجنبية بالتواطؤ مع عدد محدود جدا من المستوردين وموزعي الجملة لبعض الأدوية الاستراتيجية الموجهة لعلاج الأمراض المزمنة التي لا تستطيع الجزائر تصنيعها، مضيفا أن بعض المخابر الصيدلانية العالمية تقوم بمنح شركات جزائرية احتكار توزيع منتجها داخل الجزائر، ما يعطي لهذه الشركات قوة خارقة في التحكم في الأسعار وفي الكميات التي توزع من الأدوية الموجهة لعلاج أمراض خطيرة ومستعصية، ومنها أدوية الضغط الشرياني والسرطان والسكري والقصور الكلوي والقلب. 

وأشار بلعمري أنه في الجزائر تسيطر حوالي 4 مخابر أجنبية على حوالي 400 مليون دولار من إجمالي الأدوية المعوضة في الجزائر، بفضل احتكارها للأدوية الموجهة للأمراض المزمنة التي يحتكر استيرادها وتوزيعها عدد محدود من المستوردين والموزعين بالجملة، كما تقوم هذه المخابر، حسب ذات المتحدث، بالعديد من المناورات لإحكام سيطرتها على السوق الجزائرية، خاصة من خلال الضغط على الشركات الجزائرية التي تصنع أدوية جنيسة خاصة بعلاج الأمراض المزمنة والمنافسة بصفة غير شرعية مع مخابر أخرى،  خاصة المخابر التي تنتج أدوية جنيسة بغرض الاستمرار في إحكام سيطرتها على حوالي 10 ملايين جزائري مصاب بأمراض.

إلى ذلك دقت النقابة الوطنية الجزائرية للصيادلة الخواص ناقوس الخطر حول التهديدات الأمنية التي يتعرض لها السلك سواء كان ذلك بالمناطق المعزولة أو الأحياء الشعبية، داعية إلى ضرورة تكثيف الدورات الأمنية لحماية الصيادلة خاصة في الفترة الليلية.

وأكد الملف بالشؤون القانونية على مستوى النقابة الدكتور كريم مرغمي خلال ندوة صحفية نشطها أعضاء المكتب الوطني، أمس أن الصيادلة الخواص يتعرضون يوميا للعنف وفي بعض الحالات إلى القتل (ضحيتان خلال الأشهر الأخيرة) سواء كان ذلك بسبب بيعهم للمؤثرات العقلية أو سلب الأموال.

وأوضح المتحدث ذاته بالمناسبة أن هذه المهنة تشغل نسبة 65 بالمائة من العنصر النسوي، وهن غير قادرات على الدفاع عن أنفسهن أمام الاعتداءات اليومية المتكررة التي يتعرض لها السلك سواء كان ذلك خلال أدائهم لأوقات العمل القانونية وضمانهم للمناوبة الليلية، موضحا أن هذه المسألة هي الشغل الشاغل للنقابة أمام تصاعد هذه الاعتداءات التي مست المناطق الآهلة بالسكان، ولم تسلم منها -كما أضاف-حتى المناطق المعزولة، وهذا بسبب حيازة الصيادلة على مواد وصفها بالحساسة.

وشدد رئيس النقابة الدكتور مسعود بلعمبري من جهته على ضرورة تكثيف دوريات المراقبة للأمن والدرك الوطني لحماية الصيدلي الذي يضمن الخدمة العمومية وتوفير مادة حيوية للمواطن تتمثل في الأدوية. 

وبخصوص المؤثرات العقلية التي كانت النقابة قد أثارتها خلال لقاء سابق وتعرض الصيدلي إلى متابعات قضائية وصلت خلال سنة 2018 إلى 22 حالة 6 من بينها أدينت بالسجن بين 5 إلى 10 سنوات، حيث أكد رئيس النقابة في هذا المجال أن هذه المتابعات لم يكن الصيدلي طرفا فيها بل راجعة إلى الوصفات الطبية بالمحاباة أو التزوير، وقد دفعت هذه الوضعية بعديد الوكالات إلى الامتناع عن التكفل بالوصفات الطبية للمصابين بأمراض الجهاز العصبي حتى لا يتعرضون إلى العنف من طرف المدمنين من جهة والمتابعات القضائية التي تتسبب في إغلاق الوكالات وإعطاء صورة مشوهة للسلك -بالرغم من إثبات براءتهم-

من جهة أخرى دعا جميع الفاعلين في تسيير هذه المواد الحساسة إلى تأمين مسار هذه المواد بدءا من المصنع إلى الموزع ثم الصيدلي، معتبرا سماح وزارة الصحة بإنتاج 15 نوعا من هذه المؤثرات العقلية أي ما يمثل نسبة 20 بالمائة من سوق الأدوية وهي كمية تتجاوز -كما أضاف-بكثير الاحتياجات الوطنية مما يدفع إلى السوق الموازية.

للإشارة، أكدت نقابة الصيادلة في وقت سابق أن الندرة في الأدوية مستمرة في حوالي 100 دواء، بالمقابل تشير جمعيات المرضى إلى وجود أكثر من 10 ملايين جزائري مريض بأمراض مزمنة، حيث يقدر عدد المصابين بأمراض الحساسية بحوالي 4.5 ملايين منهم 2 مليون يعانون من مرض الربو المزمن، فيما يعاني ما يقارب 300 ألف جزائري من مرض الصرع، أكثر من نصفهم أطفال في مرحلة التمدرس، فيما تشير الأرقام الخاصة بالاختلال العصبي الصادرة عن وزارة الصحة والسكان، إلى وجود حوالي 160 ألف مصاب بأمراض عصبية.

من جهتها، تشير الجمعية الجزائرية لمرضى السكري إلى وجود حوالي مليوني مصاب بالسكري بنوعيه الأول والثاني، منهم حوالي 400 ألف يستعملون الأنسولين.

وبخصوص مرض السرطان، فتم تسجيل 25 ألف حالة سرطان جديدة كل سنة، حيث بلغت معدلات الإصابة في الجزائر نسبا مرتفعة جدا بأزيد من 80 حالة لكل 100 ألف نسمة سنويا، فيما بلغ عدد المصابين بارتفاع ضغط الدم الشرياني بحوالي 5 ملايين جزائري، حسب أحدث الدراسات، والأخطر من ذلك أن أغلب المصابين بارتفاع الضغط يعانون أيضا من أمراض أخرى مزمنة ومنها السكري أو القصور الكلوي البالغ عددهم 1.5 مليون مصاب، يخضع نحو 13200 منهم لتصفية الدم سنويا على مستوى 270 مركز.

س. ز

من نفس القسم الوطن