الوطن
تنسيقية أساتذة التربية الإسلامية تدعو الجزائريين إلى تحكيم العقل
فيما دعت الأساتذة للمشاركة بقوة في إضراب غد
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 26 فيفري 2019
وجهت أمس التنسيقية الوطنية لأساتذة العلوم الإسلامية، نداء إلى جميع أساتذة "الشريعة"، أي "التربية الإسلامية"، للمشاركة بقوة في إضراب التكتل النقابي يومي 26/27 فيفري، والعمل على إنجاحه.
وعقدت التنسيقية الدورة العادية للمجلس الوطني، وعادت فيه، حسبما نشرته في بيان لها، "مجددا قضية ردة فعل وزيرة التربية حول الصلاة في المدارس والمستجدات الأخيرة والتي تعتبرها مساسا خطيرا بالثوابت الوطنية واعتداء صارخا على هوية الشهداء ومكتسبات المدرسة الجزائرية، لاسيما التصريحات المستفزة لوزيرة التربية الوطنية حول أهم عبادة في الإسلام (الصلاة)، واصفة إياها (بالممارسة) التي تمارس في البيت وهو مفهوم إيديولوجي متطرف يستهدف قدسية العبادة في الإسلام، وكذا تغييرها لنظام الجماعة التربوية، حيث تم حذف البند 12 الذي يتضمن تخصيص قاعة للصلاة داخل المؤسسات التربوية، في تنفيذ مفضوح لإيديولوجيتها المتطرفة داخل المدرسة، وتجاوز خطير لقوانين الجمهورية..؟، بتواطؤ البعض وصمت البعض الآخر..؟.
كما وقف المجلس الوطني عند تصريحات محمد عيسى التي وصف فيها برنامج العلوم الإسلامية بما لا يليق به، وتم استهجانه بشدة في وقت تمت فيه مطالبة وزيرة التربية الوطنية بالاعتذار الرسمي للشعب الجزائري إثر تهجمها على الصلاة ووصفها بـ(الممارسة التي تؤدى في البيت)، والتوقف عن المساس المستمر بهوية الدولة ودينها...؟
وخلال الاجتماع تمت دعوة وزارة التربية إلى إرجاع البند الذي ينص على تخصيص قاعة للصلاة في المؤسسات التربوية، والذي تم حذفه بطريقة كيدية وخفية، إثر تغيير نظام الجماعة التربوية، حيث يعتبر اعتداء خطيرا على غايات التربية وأهدافها التي نص على تحقيقها القانون التوجيهي، مع مطالبة النقابات المشارِكة بالتبرؤ من حذف البند ببيانات رسمية، ونواب الشعب بالتحرك الجاد.
كما طالبت أيضا الوزيرة ووزير الشؤون الدينية بالعمل على رفع الحجم الساعي لمادة العلوم الإسلامية، ما يمكن من إضافة دروس أخرى تكمل النقائص دون المساس بالبرنامج الحالي، وإسناد تدريسها لأستاذ متخصص في الطور المتوسط، واسترجاع ساعة السنة أولى ثانوي التي حذفت مؤخرا ظلما وعدوانا، وتطبيق توصيات المجلس الإسلامي الأعلى، بدل التهجم على البرنامج ومخرجاته، مع المطالبة بإشراك ممثلي أساتذة المادة في أي مراجعة أو تغيير أو مساس بالبرنامج باعتبارهم من يسهرون على تطبيقه ميدانيا.
ونوهت التنسيقية في الأخير بالسلوك الحضاري الراقي والتسامح الفعلي والابتعاد عن العنف الذي تحلى به المواطنون وأفراد الأمن والسلطات خلال مسيرات 22 فيفري الأخيرة (بعيدا عن الأهداف والشعارات المرفوعة)، والذي يعتبر تحقيقا فعليا للكفاءات الختامية للمنهاج التربوي، وردا عمليا على تهجمات الوزير. ودعت الجميع لتحكيم العقل والحكمة في التعامل والتعاطي مع هذه الأحداث.
عثماني. م