الوطن

القصدير يعود من جديد إلى الأحياء الخضراء بالعاصمة ؟!

تحولت إلى خراب بعد سنوات قليلة من تدشينها

    • الخلافات بين الجيران يعكس حالة عدم الانسجام فيما بينهم

 

تعيش الأحياء السكنية الجديدة بالعاصمة، على غرار الشعايبية والسبالة وخرايسية وبئر توتة وبابا علي وأولاد منديل بالدويرة، والتي أطلق عليها اسم "أحياء خضراء"، بعد سنوات من تدشينها، وضعا مأسويا وكارثيا، حيث باتت هذه الأحياء أشبه بالصفيح بسبب الفوضى وغياب المرافق وحتى الأمن.

بعد مرور أكثر من 5 سنوات على تعمير هذه الأحياء الخضراء التي أنشئت كنموذج لأحياء ذكية، بات التخريب والعشوائية والأوساخ والعزلة تنزع صفحة الخضراء عنها، حيث باتت تقترب من الأحياء الفوضوية وسكنات القصدير أكثر، فالواقع الذي يعيشه السكان أصبح مشابها لما كانوا يعيشونه قبل ترحيلهم من السكنات الفوضوية، بل الأمر أكثر سوءا بالنسبة للعديد من السكان.

وكانت مصالح ولاية الجزائر، بداية من 2012، قد باشرت عمليات إعادة الإسكان في إطار القضاء على البؤر التي كانت تشوه عاصمة البلاد، حيث كانت الأحياء السكنية التي تم الترحيل إليها في وضعية جيدة بالرغم من بعض النقائص التي تداركتها الولاية فيما بعد، حيث كانت هذه الأحياء تتوفر على مساحات خضراء وسط العمارات، ومرافق ضرورية، على غرار أماكن للعب وأرجوحات موزعة هنا وهناك وكراس للاستجمام وسط الشجيرات والنباتات، فضلا عن الطرقات المزفتة والتهيئة الكاملة للأرصفة، غير أن هذا المشهد لم يستمر طويلا، حيث تحولت الأحياء السكنية الجديدة إلى خراب.

 

    • أحياء بابا علي وبير توتة تتحول إلى خراب

 

وفي جولة قادتنا إلى عدد من الأحياء الخضراء على غرار أحياء بابا علي وبئر توتة، وقفنا على حجم الخراب الذي مس هذه الأحياء، فالوجه العام لهذه الأخيرة أصبح يشبه إلى حد كبير الأحياء الفوضوية، فالكراسي التي يجلس عليها سكان الحي خربت، شأنها شأن الألعاب والأراجيح وحتى بلاط المسالك اقتلع في أجزاء واسعة ورمي بطريقة عشوائية في المساحات الخضراء، بالإضافة إلى انتشار كبير للنفايات في أكياس بلاستيكية على قارعة الطرقات.

ومن الواضح أن السكان لم يتأقلموا مع واقعهم الجديد في هذه الأحياء، تاركين العشوائية هي التي تسير، غير أن العديد من السكان حملوا جزءا من المسؤولية للسلطات المحلية التي، حسبهم، يجب عليها توفير الأمن وتكثيف المراقبة من خلال التوعية ومحاربة التجاوزات التي يقوم بها بعض الشباب والأطفال بتشجيع من أوليائهم.

ويؤكد أغلب قاطني الأحياء أنه ومنذ ترحيلهم يعانون من إهمال من طرف السلطات المحلية، فحتى قدوم أعوان النظافة للأحياء يعد نادرا، حيث تغرق هذه الأخيرة في أكوام النفايات في كل المناسبات وهو ما عقد من معاناة السكان.

 

    • أولاد منديل والشعايبية تعيش العزلة

 

من جانب آخر، وفي أحياء كالشعايبية وأولاد منديل بالدويرة، فالزائر لهذه الأحياء يتضح له جليا حاجة قاطنيها للكثير من الهياكل والمؤسسات والمحلات التجارية، حيث تفتقد هذه الأحياء لمسجد وعيادة طبية وعدة مرافق عمومية، ويحتاج سكانها، حسب تصريح بعضهم، إلى مراكز تجارية ومحلات للمواد الغذائية.

ويعتبر سكان هذه الأحياء أن نقص الكثير من الهياكل الضرورية، تركهم في شبه عزلة، حيث غادرها الكثير من الذين استفادوا من سكن فيه، واستأجروا شققهم بدون وثائق ولجأوا للكراء في الأحياء التي كانوا يقطنونها، خاصة أبناء السكنات الهشة للعاصمة.

في حين وجد الباعة الفوضويون، خاصة تجار الألبسة والأفرشة والأواني، فرصة للربح في الأحياء الجديدة وحولوا مساحات كبيرة إلى أسواق فوضوية خلفت بقايا الكرتون والنفايات والأكياس البلاستيكية، وأساءت للمنظر الطبيعي وتسببت في انتشار البعوض والحشرات. وفي هذا السياق، احتج قاطنو أغلب الأحياء الجديدة كحي الخرايسية والشعايبية على غياب الرقابة من طرف أعوان مديريات التجارة، وطالبوا بفتح أسواق مغطاة لمختلف السلع والمواد الغذائية.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن